"بعد تحويله للمفتي".. لماذا أنهى محمود نظمى حياة أولاده

الاحد 17 مارس 2019 | 07:37 مساءً
كتب : محمود صلاح

هيئة مكونة من ثلاث مستشارين، يجلسون في وقار أعلى منصة القضاء، وعلى الجانب الأيمن يجلس وكلاء النيابة، يتجهزون إلى المرافعة، وفي المقابل شاب في الثلاثين من عمره يقف خلف القضبان، وتلاعبت على وجهه علامات الندم، وتمتلأ ساحة المحكمة عن آخرها بالكاميرات الصحفية التي ترصد اللحظات الحاسمة في قضية مقتل طفلين على يد والدهما.

أعلى المنصة في الخلف يقف حاجب المحكمة، وبيده عدة أوراق، فيما يبدو أنها قائمة أدلة الثبوت وأمر الإحالة: "أنه ومع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على التخلص من طفليه محمد وريان بقتلهما وتحين الفرصة لذلك حتى واتته فإقتادهما بالسيارة إلى مكان الواقعة أعلى كوبري فارسكور وألقى بهما من أعلى الكوبري بمجرى النيل فسقطا بهما حتى لقيا حتفها غرقًا على نحو ما أورده تقرير الطب الشرعي المرفق بالأوراق، وعلى النحو المبين بالتحقيقات كما أن تلك الجناية اقترنت بجناية أخرى وهى حيازة المتهم جوهرين مخدرين حشيش ومادة ترامادول هيدروكلوريد في غير الأحوال المصرح بها قانونًا".

قضية "ريان ومحمد"

يتضح الآن أن القضية التي حملت هذه الأسماء السابقة للطفلين، هي قضية ميت سلسبيل التي لقيت صيتًا واسعًا على الساحة الإعلامية آنذاك، حيث أحالت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار نسيم بيومي، أوراق المتهم "محمود نظمي محمد السيد" البالغ من 32 عامًا، والمتهم بقتل طفليه "ريان ومحمد" لفضيلة مفتي الديار المصرية للنظر في قرار إعدامه وإعلان القرار بجلسة 17من الشهر المقبل، بعدما وجهت له تهمة القتل العمد في أول أيام عيد الأضحى الماضي.

بعد قراءة الحاجب لأدلة الثبوت، التي ذكرت أن المتهم قتل نجليه بسبب الخلافات الأسرية وتحت تأثير المواد المخدرة، أجاب "نظمي" على سؤال القاضي فيما نسب إليه من اتهامات، مؤكدًا أنه فعل ذلك، فيما قال ممثل النيابة: أن النيابة العامة ارتكنت لادلة ثبوت وقرائن على ما ارتكبه من جرم شنيع ومن ثم كان يتوجب على دفاع المتهم أن يقصر دفاعه على الادلة والقرائن الموجودة بادلة الثبوت والتي جاءت شامخة لعنان السماء لتؤكد أن المتهم ارتكب جريمته بعلم كامل ووعي وادراك كاملين".

وتابع: "أن الأرواح البريئة المجني عليهما بإنتظار حكمك العادل تناجيكم وتناديكم وتستصرخكم انتقاما من هذا القاتل بالقصاص العادل وأن النيابة العامة تطالب وتصمم بإنزال أقصى العقوبة بالمتهم الماثل بين أيديكم وهي توقيع عقوبة الإعدام قصاصًا لمن قتل غدرًا ولتكون ردعًا لمن تسول له نفسه قتل بنيه".

الأب يقتلهم علشان يضمن دخولهم الجنة

القضية البشعة التي هزت أرجاء المنطقة، بأحداثها المثيرة، حدثت ثانى أيام عيد الأضحى من العام الماضي، حيث حرر "محمود نظمي" صاحب 32 والد الطفلين "ريان ومحمد" 4 و3 سنوات محضر بمركز شرطة ميت سلسيل يدعى فيه خطف الطفلين من الملاهى أثناء قيامه بالتنزه معهما، وشكلت المباحث فريق بحث لسرعة العثور على الطفلين وفوجىء الجميع بالعثور على جثتهما في اليوم الثانى بمياه النيل بفارسكور، وتمكنت مباحث الدقهلية برئاسة اللواء محمد شرباش مدير مباحث المديرية من كشف غموض الحادث، وألقت الشرطة القبض على الأب بعدما تحفظت على مقاطع فيديو بطول الطريق من ميت سلسيل وحتى كوبرى فارسكور تؤكد وجود الطفلين بصحبة الأب بسيارته قبل وقوع الجريمة بلحظات، بخلاف إجرائه مكالمتين بالقرب من كوبرى فارسكور بعد لحظات من وقوع الجريمة، واعترف الأب في التحقيقات بقتل طفليه بإلقائهما في مياه النيل من أعلى كوبرى فارسكور بدمياط، مبررًا ذلك برغبته في التخلص من مسئوليتهما وشعوره بأنهما يعوقه استمتاعه بملذات الحياة وفي الوقت نفسه يضمن لهما دخول الجنة وهما طفلين".

لماذا تخلص "نظمي" من فلذة كبده

وأضافت التحقيقات أنه على أثر خلافات زوجية وحقد وكراهية لأسرته، لمنعه من التصرف بأمواله على رفقة السوء وكذا تعثره المالي، وبناءً على علاقاته ومع تعاطيه المواد المخدرة مثل البانجو والخشيش والأدوية المؤثرة على الحالة النفسية مثل الأنافرانيل، والأبتريل، راودته فكرة التخلص من نجليه، إلى أن لاحت له الفرصة في العيد الأضحى بالعام المنصرم، بأن اصطحابهما للترفيه بمكان يدعي "العبد" ميت سلسيل، إذ بدأ في التروي والتدبر لتنفيذ فعلته وتناول عقار"الأنافرانيل، والأبتريل" وتعاطى سيجارة لمخدر البانجو وذهب بهما إلى حيث مكان الواقعة "كوبري فارسكور".

وتوقف حتى خلا الكوبري من المارة وأخرج "ريان" وألقاه من أعلى الكوبري فسقط في مياه النيل، ثم أخرج الآخر "محمد" وفعل به ذات ما فعله مع الأول، وذلك لإرسالهما لمكان أفضل خوفًا عليهم من مساوئ الحياة أو مستقبلهم، سيما وسمعته قد خالطها العطب، ثم فر من مكان الواقعة واختلق واقعة المحضر المسطر على لسانه بتاريخ 21/8/2018 الساعة الثامنة مساء.