سهير المرشدي: نفسي أقدم دور أم الشهيد وصعيدية لا تنادي بالثأر "حوار"

الاربعاء 01 مايو 2019 | 07:38 مساءً
كتب : إيناس رأفت

"إيزيس المسرح" تفتح قلبها لـ"بلدنا اليوم"

سهير المرشدى:

أنا متفرجة فى رمضان القادم.. وأذاكر أعمالى جيدًا

"سماسم العالمة وعدولة الجدعة وأم طايع"أعمال.. أحبها الجمهور

فخورة ببنتى "حنان".. وابن الوز عوام

فكرت فى عملية تجميل.. بس السن له أحكام

نفسى أكون أم شهيد.. وصعيدية أكره الثأر

الفنانة سهير المرشدى، إحدى أبرز وجوه الزمن الجميل، أدوارها وتاريخها السينمائى والدرامى حافل وما زال عطاؤها للسينما والدراما مستمرًا ولم تنقطع عن العمل لأى سبب، وهذا نابع من حبها للسينما والدراما، تقول المرشدى إنها لن تغيب عن التليفزيون لأى سبب وإن انقطعت فترة فيكون السبب وراء هذا اختيارها لإدوارها التى تشبهها.

تاريخ الفنانة السينمائى يتجاوز الـ50 عملًا سينمائيًا بمشاركة كبار النجوم، ولا يسعنا أن ننسى تاريخها الدرامى الحافل فى البيوت المصرية بداية من مسلسل ليالى الحصاد يتبعه مسلسل ليالى الحلمية الذى صور التاريخ المصرى الحديث من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينيات فى عدّة أجزاء كان آخرها 1995، شاركت سهير نخبة من الفنانين فاق عددهم 300 فنان، وهى التى جسدت دور الراقصة وزوجة المعلم زينهم، ثم يتوالى عملها فى مسلسل أرابيسك بشخصية عدولة، فى دور الأخت الكبيرة التى ترفض الزواج من أجل تربية أخواتها لتثير متابعيها، ومن بعده بوابة الحلوانى وجسدت فيه دور المطربة ساكنة بك فى القرن التاسع عشر، لتجسد بعدها دورها فى مسلسل لا أحد ينام فى الإسكندرية، ومن ثم تنطلق نحو النجومية الأكثر تاثيرًا فى مسلسل عطشان يا صبايا ومن بعدها موعد مع الوحوش، من بعدها تطل علينا فى عام 2015 بمسلسل أريد رجلًا والذى استقر داخل البيوت المصرية لتجسد سهير شخصية أم سليم المرأة الصعيدية القوية التى يخضع لكلامها وتأثيرها أشراف الرجال والتى ترفض أن تزوج ابنها وكيل النيابة من فتاة غير صعيدية ليحدث عكس ما تتمناه، وأخيرًا فى عام 2018 تؤسر قلوبنا فى مسلسل طايع بدور الأم الصعيدية القوية التى يكون همها فى الأول والآخر هو الثأر لتنقلب الأحداث ولا يهمها فى الآخر سوى أولادها بعد أن تكتشف أن ألعوبة الثأر ليس لها نهاية سوى الدمار ولكن هذا يكون فى وقت متأخر.

سهير المرشدي

أما عن تاريخها المسرحى فلها ما لا يقل عن 10 مسرحيات, يبدو أنه قليل مقارنة بغيرها ولكنه كبير فى نجوميتها وقيمتها التى تركتها لمشاهديها، من أجل هذا وقبل بداية شهر رمضان الكريم.. تجولت كاميرا "بلدنا اليوم" لتلتقط الفنانة سهير المرشدى بعدستها ومن ثم يكون لنا حوار صحفى معها للحديث عن أعمالها الجديدة وآخر أخبارها..

وإلى نص الحوار:

فى البداية هل لك أعمال منتظرة هذا العام؟

فى الحقيقة هذا العام اكتفيت بأن أكون متفرجة مع جمهورى حيث لم أجد دورًا يناسب مسيرتى السينمائية أو الدرامية والذى أستطيع من خلالها التأثير فى جمهورى كما عودتهم.

ما السبب فى عدم تقديمك لعمل هذا العام؟

فى الحقيقة لدى مبدأ وهو عام أكتفى بأن أكون متفرجة فيه على أعمال غيرى وعام أكون موجودة على الشاشات التليفزيونية مع جمهورى لأن طبيعة العمل والدور المقدم للجمهور يستحق أن يأخذ وقتًا كافيًا.

ما السر فى أنك عام تكتفى بالمشاهدة وعام تتواجدين مع جمهورك؟

السر فى هذا أننى أنتقى أعمالى بشكل كبير وهادف ومن ثم ما يهمنى أن أقدم عملًا له قيمة ومن يختار وينتقى أدواره فتكون حركته ثقيلة ومتأنية فأعتذر لجمهورى هذا العام بسبب عدم تواجدى معهم لأن حركتى فى الاختيار متأنية.

حدثينا عن أعمالك المؤخرة؟

أريد رجلًا مع الفنان إياد نصار كان فى عام 2015 وبعدها بكام عام جسدت أم طايع ولكنى ليس دائمًا أريد أن أقدم أى شىء وخلاص ولكن عندما أجد نصًا يستحق ويستفزنى أو أشعر من خلاله بتقديم شىء جديد على الفور أريد تقديمه وأتمسك به وأسرح مع الدور بخيالى حتى أجسده بطريقة أكبر وأجمل لجمهورى.

ما السر لقيامك بأدوار صعيدية؟

أحب جدًا المرأة الصعيدية والرجل الصعيدى وأعشق جنوب الوادى بطريقة كبيرة، فجنوب الوادى يعتبر مصر الحقيقية، تاريخنا كله بداية من الأقصر وأسوان وجنوب الوادى وأعتبر جنوب الوادى تاريخ العمق لمصر المحروسة.

سهير المرشدي

هل تحبين مطالعة التاريخ؟

أنا عاشقة لتاريخى بشكل كبير فكيف يمكننا معرفة أصولنا إلا من خلال تاريخنا والجغرافية الخاصة بنا.

أجمل أدوارك التى استمتعت بها وشعرت من خلالها أن الجمهور عشق هذا الدور؟

بالطبع أجمل عمل قدمته "إيزيس" رقم واحد عندى والدور الذى علمنى لأنه يعتبر أسطورة تاريخية فرعونية، ومن يقرأ فى التاريخ يستمتع ويكتشف أكثر ويستفيد ومن ثم الرسالة التى توجهها إيزيس والقريب منها يعتبر أهم الأدوار لدى فباقى اختياراتى بدءًا من إيزيس إلى شخصية تقوم بالرقص من خلال سماسم فى ليالى الحلمية ثم شخصية جدعة من خلال عدولة فى أرابيسك وشخصية بها أمومة وليس بها الألوهية والعمق التاريخى ستكون أم طايع أو أم أريد رجلًا.

ما الدور الذى يجب أن نتوقف عنده عندما نتحدث عن تاريخ الفنانة سهير المرشدى؟

أكرر أيضًا دور "إيزيس" فى مسرحية تحمل نفس الاسم؛ لأن هذا الدور كان علامة فارقة فى تاريخى الفنى ومن خلال هذا الدور أطلقوا على اسم "إيزيس مسرح الفن" وكان اهتمام الناس كبيرا جدا بهذا الدور برغم أنه أحدث مسافة بينى وبين الناس، وكانت الناس تخاف منى فأصبح لدى عزلة مع الناس ومن زملائى الفنانين، وكانت الناس تبجلنى جدا، ولذلك قررت أن أقدم دورا آخر يكون قريبا من الناس ووضعت معه البعد الإنسانى الذى وضعه نجيب محفوظ فى بنات الليل وبنات الهوى فى رواياته، فكل سيدة لديها حالة هى التى أرغمتها لفعل ذلك وكونت شخصية سماسم العالمة من شخصيات كثيرة، كما أن شخصية إيزيس أثرت على جدا ولم أستطع الخروج منها، ولكن الذى أخرجنى منها هى شخصية سماسم العالمة فهى شخصية شعبوية تختلف عن شخصية إيزيس الشخصية الأسطورية وبالفعل خرجت من إيزيس بشخصية سماسم العالمة وأنا دائما أحب أن أقدم المتناقضات فى الشخصيات التى أمثلها.

سهير

وما هو أول عمل احترافى لك فى عالم التمثيل؟

قدمت مسرحية زقاق المدق فى المسرح الحر، وكانت أولى بطولة مطلقة لى من تأليف الأديب الكبير نجيب محفوظ وصورها المخرج المبدع حسين كمال.

تمتلكين مقومات النجمة وأول عمل لك كان بطولة مطلقة، لماذا قبلت بعد ذلك الأدوار الصغيرة؟

أنا أخاف من البطولة المطلقة وأشعر أنها حمل ثقيل يرعبنى، ولكنى لا أشغل بالى بذلك لأن الذى يهمنى هو الدور ولا يهمنى مساحته، فأنا أعشق الأدوار الصغيرة، وأعتبرها تحديا وكنت أسعى دائما لأكون متميزة وأن أجعل هذا الدور مؤثرا بشكل إيجابى فى أحداث العمل.

تمتلكين صوتًا جميلًا فلماذا لم تفكرى فى احتراف الغناء؟

لم أفكر فى هذا الأمر لأننى كنت أعشق التمثيل ولكنى سخرت موهبتى الصوتية فى خدمة أدوارى التمثيلية، حتى تدربت على الغناء واجدته تماما، وفى نفس الوقت كنت أشبع حبى للغناء من خلال الحفلات والمناسبات فى محيط الأسرة.

ما رأيك فى الأعمال المقدمة مؤخرًا على الساحة من أدوار ليست لها قيمة؟

فى الحقيقة نحن بحاجة كبيرة إلى المذاكرة لأن الفن يعتبر بحثًا علميًا وأى عمل بالنسبة لى يعتبر بحثًا علميًا فنحن لا بد أن نجتهد ونذاكر ونهتم بالبحث العلمى الفنى وغير كده لا يتم قبوله.

رأيك فى الدراما المقدمة حاليًا من مسلسلات مثل أبو العروسة وأهو ده اللى صار وغيره؟

فى الحقيقة هذه أعمال جيدة ودراما تليق بالبيت المصرى الأصيل ومن الواضح أن هناك تطورًا كبيرًا نشهده حاليًا سواء فى مستوى الصورة أو الإنتاج أو الإخراج أو حتى الأداء كما أن هناك وجوهًا شبابية ممتازة استطاعت فى فترة قصيرة تحقيق نجومية كبيرة وإن كانت البداية فى العودة لمستوى الدراما الأصيلة من مسلسل أبو العروسة وغيره فهذا يبشر بعودة فن هادف من جديد له تأثيره فى البيوت المصرية والتى لا تخجل الأسر المصرية من متابعة هذه الدراما مع بعضها بخلاف ما كنا نشاهده من قبل.

هل كنت تتوقعين النجاح لمسلسل أريد رجلًا وطايع كما حدث؟

فى الحقيقة لم أتوقع هذا النجاح الكبير وردود فعل الجمهور كانت كبيرة بالنسبة للمسلسل ولدورى من خلاله، حيث كنت أما صعيدية قوية والحمد لله المسلسل حقق نجاحًا كبيرًا وما زال يحقق نجاحا ومشاهدة، أما عن مسلسل أم طايع فهذا الدور ليس جديدًا على خاصة كما قلت من قبل إننى امرأة عاشقة للصعيد وللمرأة الصعيدية ولذلك كان تجسيد هذا الدور سهلًا بالنسبة لى إلا أننى أحرص على تقديم تأثير أكثر وأكثر من خلال عملى لأن هدفى فى النهاية ترك دور وشخصية لهما تأثيرهما ومن ثم تكون فى التاريخ الدرامى أو السينمائى.

ما رأيك فى عودة المسرح وخاصة النجم يحيى الفخرانى وهل سنشهد عودة النجوم الكبار للمسرح مرة أخرى؟

عودة المسرح العربى تحتاج إلى تشجيع الهواة والوجوه الشابة فى الوطن العربى، كما أنّ الوقوف على خشبة المسرح يحتاج دراسةً فـ"المسرح ليس نكتة"، كما أننى عاشقةٌ للمسرح، وفى الحقيقة المصريون فنانون بالفطرة وهو ما يُشير إلى استعادة المسرح بريقه من جديد، أما عن عودة النجوم الكبار فلم لا والمسرح يعتبر أبو الفنون بل الأقوى تأثيرًا وإن كانت البداية برجوع الفنان العظيم يحيى الفخرانى فلم لا نعود كلنا للمسرح مرة أخرى، ولكن لا شك أن المسرح متعب وهذا نتيجة لما يتطلبه من عمل واجتهاد أكثر.

سهير المرشدي

هل أجريت مؤخرًا عمليات تجميل؟

"والله نفسى بس السن يحكم"، -على حد تعبير سهير المرشدى مع محررة "بلدنا اليوم" على سبيل المزاح-، ولكنى أواظب بشكل كبير على إجراء الفحوصات الطبية كما أننى أهتم بنفسى جيدًا، ولكن فى الحقيقة فكرت قبل ذلك فى إجراء عملية تجميل ولكنى تراجعت، وبدأت فى ممارسة تمارين التخسيس، كما أننى أحاول أن أركز فى العمل حتى لا أفكر فى الطعام.

حدثينا عن طبيعة العلاقة بينك وبين ابنتك حنان مطاوع هل تساعديها فى اختيار أدوارها؟

ابنتى حنان من زوجى الراحل كرم مطاوع كما تعلمون، ففى البداية أنا سعيدة بنجاح حنان فلها العديد من الأدوار المميزة وما قدمته مؤخرًا شهد لها بالنجاح، كما أننا احتفلنا بتكريمنا سويًا بـ"دير جيست"، وكنت فى أسعد لحظات حياتى لما بلاقى بنتى بتتكرم معايا"، كما أننى أتابع أعمال ابنتى بكل جدية، وحريصة على رؤيتها دائما، وأنا فخورة من تجديد نفسها من دور إلى آخر، وفى النهاية المثل بيقول "ابن الوز عوام" وحنان مش بنت وز واحد فوالدها كرم مطاوع ووالدتها سهير المرشدى.

فى رأيك هل حنان مطاوع تعتبر امتدادًا لمسيرة سهير المرشدى والفنان الراحل كرم مطاوع؟

أكيد هى امتداد متطور لأنها لم تأت من فراغ فهى نتاج كواليس ساخنة بين أم وأب كانت مناقشاتهما عن الفن والسياسة والمجتمع، وكل ذلك من المؤكد شربت منه وعندما تأخذ برأيى نتناقش وهى مثقفة وجميلة، وأنا أحبها جدا والحياة بيننا ديمقراطية دائما.

سهير المرشدي

زواجك من الفنان الراحل كرم مطاوع هل كان مفيدًا لك على المستوى الفنى أم كان مضرًا؟

كل حالة يتزوج فيها فنان من فنانة لها خصوصيتها وبالنسبة لى كنت أحب الفن جدا ومن أهم الأشياء التى أعشقها، والفنان الحقيقى عندما يكون قيمة كبيرة فهو يتفهم طبيعة عمل زوجته وبالتالى يكون الزواج مثمرًا والفنانة عندما تختار مخرجًا فهى تختار عقلًا، وكرم مطاوع كان لديه عقل إدارى ولديه جانب من الريادة ولكن زواج الفنان من فنانة صعب جدا بسبب التضخم لدى الطرفين وإذا لم يتسما بالعقل والاتزان فلن تنجح التجربة، ولكن لكل حالة من تلك الحالات طريقة تسير بها أمورها تختلف عن الأخرى وأنا وكرم مطاوع جمعنا قيمة الفن فقد رأيت فيه المخرج الذى يجب أن يكون وهو من المخرجين القلائل الذين يقدمون مسرحًا عظيمًا، ولذلك رأيت فيه موديل المخرج الهايل وهو رأى فى "موديل الممثلة الهايلة".

هل صنعت سهير المرشدى تاريخها الفنى فى المسرح أم فى السينما أم فى التليفزيون؟

فى الحقيقة فأنا لم أكن ممثلة مسرح فقط ولا سينما فقط ولا مسلسلات تليفزيونية فقط فقد بدأت بالسينما وأحببتها جدا، ولكن خوفت منها أيضا لأنها الأرشيف الحقيقى لأى دولة وعملت مع كبار الفنانين فى السينما مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وبركات وعلى رضا وسيد عيسى وخيرى بشارة وكان آخر عمل سينمائى قدمته مع المخرج أشرف فهمى، كما عملت مع عاطف سالم، ومع حسام الدين مصطفى وحسين كمال، الذى قدمت معه فيلم البوسطجى ومن خلاله حصلت على جوائز وكانت المرة الأولى، التى أذهب لمهرجانات وأحصل على جوائز فى السينما مع العلم أن دورى كان ضيفة شرف فقد قدمت ما يزيد على 37 فيلمًا فى السينما.

أما فى المسرح فقد قدمت العديد من الأعمال منها حدث فى أكتوبر وإيزيس وسالومى وزقاق المدق ومسرحية النسر الأحمر، لكنى أحمد الله لأننى كنت متنوعة فقدمت نجاحات فى السينما وفى المسرح أيضًا.

هل هناك شخصية تتمنين تقدميها حاليا لم تقدميها من قبل؟

نفسى أقدم شخصية أم شهيد بشكل يليق بأم الشهيد وتكون قضية ساخنة تقيم اللحظة وتقننها وتكون أرشيف ونفسى أقدم دور صعيدية لا تنادى بالثأر، بل تقف ضد فكرة الأخذ بالثار لأن التار أعتقد أن من تؤججه وتشعله هى المرأة والزوجة والأم والأخت والابنة فهى التى تدفع الرجل للأخذ بالثأر.

سهير المرشدي