"السقوط بين القضبان" دماء لا تنتهي.. وخبراء يكشفون الأسباب

السبت 22 يونية 2019 | 02:59 مساءً
كتب : أحمد وصفي

لقي شاب نفسه أسفل مترو الأنفاق، مساء أمس، بمحطة المعادي، ما أدى إلى مصرعه على الفور، في استمرار لظاهرة أصبحت شبه متكررة في الآونة الأخيرة.

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة لانتحار مواطنين أسفل عجلات المترو، خاصة أن الضحايا أغلبهم من الشباب، آخرهم حالة أمس الجمعة.

وقال مصدر أمني إن الشاب استغل سفر والده للعمل بالخارج، وأخبره أنه التحق بكلية الهندسة، على غير الحقيقة، وعندما اكتشفت والدته أنه يكذب بشأن دراسته، أخبرت والده، وقام بتوبيخه ومعايرته، ما تسبب في دخوله بحالة نفسية سيئة، دفعته للتخلص من حياته.

وتعود حوادث الانتحار إلى عام 2011، ففي يوم 19 من يونيو عام 2011، ألقي شاب بجسده أسفل مترو الأنفاق بمحطة "كوبري القبة"، فتحول إلى أشلاء مجزءة في الحال، وتبعثرت الدماء علي قضيبي القطار وسرعان ما توقفت حركة القطارات تمامًا، لحين إبلاغ السلطات وانتشال أشلاء الجثة من على القضبان لتستمرار الحركة بصورة طبيعية.

ثم في محطة غمرة يوم 13 مايو عام 2015، أثناء وصول مقدمة القطار إلى المكان الموجود به، وألقى الشاب نفسه أسفل عجلات المترو في محطة "غمرة"، وذلك لمروره بحالة نفسية سيئة، وتبين أن الشاب أرسل رسالة نصية لأسرته قبل انتحاره، أكد فيها عزمه على الانتحار في المترو.

وفي هذا الصدد المريع قالت الدكتورة "رحاب علي" أستاذة الطب النفسي، إن أسباب لجوء بعض المواطنين للانتحار أسفل عجلات المترو، تأتي في مقدمتها الأسباب النفسية والاجتماعية وتكون الأسباب النفسية داخلية وخاصة به، ومن الممكن أن تكون عدم تحمله للمكان الذي يقيم به، وأيضًا بعض الأشخاص لديهم ضعف ديني يدفعهم لذلك.

وأكدت أن الضغط النفسي لدى الأشخاص يولد الأفعال الحاد والعصبية والتوتر، ولا يتحكم الشخص في ردود أفعاله التي قد تصل في النهاية إلى الموت.

وتابعت، أن الحياة الاجتماعية تؤثر على حياة الأفراد، من حيث المعاملة مع العائلة، والخلافات الأسرية، التي تقع بين أفراد الأسرة، مشيرة إلى أن الأعراض النفسية التي يتعرض لها الشخص هي حالة من التوحد، ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق المعالجة وتتم من بداية التنشأة عن طريق التربية الصالحة، ومع اجتهاد الآباء والأمهات في التعريف بالطريقة المثلى التي تضمن السير في الاتجاه الصحيح في تربية أولادهم.