نُقاد: بعض أغاني صنعت سينما.. والفيلم الغنائي "ذهب ولم يعد"

الاربعاء 24 يوليو 2019 | 03:56 مساءً
كتب : أحمد عفيفي

"ذهب ولم يعد" هذا هو حال الفيلم الغنائي المصري في عام 2019م، فقد بريقه مع انهيار الذوق العام، حيث أن الفيلم الغنائي كان يتصدر شباك التذاكر في الثلاثينات والأربعينيات، بأصوات عبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم وليلى مراد، فأين الفيلم الغنائي الآن؟

تاريخ الفيلم الغنائي

كانت فترة ازدهار الفن المصري مع بداية تحويل السينما المصرية من "صامتة" إلى ناطقة، حيث تنوعت وقتها أنواع الفنون والأفلام، فمنها الأفلام التراجيديا، والأفلام الدراميا، والأفلام الغنائية، ولا سيما أن أول فيلم غنائي مصري كان يحمل أسم "أنشودة الفؤاد"، وتم عرض هذا الفيلم في عام 1932م بسينما "ريالتو" بالأسكندرية، وكان الفيلم من قصة وسيناريو وحوار لازار وخليل مطران، وكان من بطولة زكريا أحمد و جورج أبيض و نادرة وعبد الرحمن رشدي وكان من أخراج ماريو فولبي.

أسباب تختفاء الفيلم الغنائي المصري

طارق الشناوي: تامر حسني هو الغز لعودة الفيلم الغنائي من جديد

أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الفيلم الغنائي كان يشكل بناء السينما المصرية، لأن قبل ظهور التليفزيون وفي سنة 1960م، كان يجب على الجمهور لكي يشاهد المطرب، أن يحجز تذكرة حفل المطرب لكي يشاهده لايف وهو على خشبة المسرح، وكان هذا يتطلب مبالغ كثيرة، ولكن السينما الغنائية جعل المطرب يتواجد من خلال الأفلام، ولهذا ذهب معظم مطربي زمن الفن الجميل إلى العمل بالأفلام الغنائية من أول عبد الوهاب حتى المطربين المغمورين وقتها، لأن الجمهور كان يريد أن يشاهد المطرب بسعر تذكرة السينما، وهي أرخص بكثير من تذكرة المسرح.

وأضاف الشناوي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن سبب نجاح الفيلم الغنائي وقتها هو أن كان صاحب أذون غنائية ويفضل الحالة الغنائية التي تقدم له في الأفلام، وهذا سر نجاح الأفلام الغنائية.

نقاد

حنان شومان: الفيلم الغنائي ليس له مكان في السينما المصريةقالت الناقدة الفنية حنان شومان، أن الأفلام الغنائية ليس لها مكان في الوقت الحالي، ويرجع ذلك الأمر لسبب بسيط، وهو أن الافلام الغنائية لم تعد تنتج، لأنها تحتاج إلى صفات معينة، والدليل على ذلك أنه عندما يصبح نجوم الجيل الجديد أبطال لأفلام مثل "تامر حسني وحمادة هلال" تكون أفلامهم تخلطها بعض الأغاني وليس أفلام غنائية تعتمد على الاستعراض، والأفلام الغنائية ليس لها وجود من الأساس لكي تحافظ على مكانتها.

وأكدت شومان أيضاً، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن سبب نجاح الأفلام الغنائية في الثلاثينيات والأربعينيات، ليس الأغنية فقط بل خليط من الأغنية والدراما والاستعراض، وكان يقدم هذا الخليط نجوم يحبهم الجمهور، وكانت أغلب الأغاني لها علاقة بالدراما، وكان أشهر من يقدمها هو "عبد الحليم وعبد الوهاب و أم كلثوم"، وغيرهم مثل هدى سلطان وشادية وغيرهم أيضاً.

خيرية البشلاوي: الفيلم الغنائي مكلف جداً.. ولا نسلطيع أن ننافس السينما الهندية

وعلى نفس النهج أكدت أيضاً الناقدة الفنية خيرية البشلاوي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الظروف اختلفت تماماً ومزاج الجمهور اختلف بالكامل، الرصيد الفني للمطربين القادرين علي أعمال استعراضية قليلون.

وأضافت البشلاوي، أن مصادر الترفيه الآن اختلفت كثيراً، فالأجيال التي توجد بالسينما حالياً لا يتفق فكرها مع جيل الزمن الجميل، وأصبحت الأمور الأن أكثر تعقيداً، بسبب اختلاط الذوق العام.