أيمن الرمادي: خروج المنتخب من الكان يحتاج دراسة.. وتولي حسن شحاتة تدريب الفراعنة "عودة للوراء"

الاثنين 05 اغسطس 2019 | 09:41 مساءً
كتب : مروة الفخرانى

_لم يهاتفني وزير الرياضة.. والكرة المصرية بحاجة إلى إفاقة

_وجودي في الإمارات شكّل فرصة عظيمة لتكوين شخصيتي في التدريب

_خروج المنتخب من بطولة أفريقيا يحتاج إلى دراسة لمعالجة القصور

_تولي حسن شحاتة تدريب المنتخب "عودة للوراء"

_اللاعب المصري الحلقة الأقوى في الكفاءة بالدول العربية

رغم رحلته القصيرة كلاعب على البساط الأخضر، والتي لم تتعدى 7 سنوات، إلاّ انه استطاع أن يثري شغفه ويطوّر من ذاته حتى استطاع أن يحصد على لقب ثاني أفضل مدرب في الإمارات بدوري الإمارات للمحترفين والذي يعد ضمن أقوى الدوريات بالوطن العربي.

الكابتن أيمن الرمادي، المدير الفني لنادي عجمان الإماراتي، حفر اسمه بإزميل المثابرة وحب الكُرة حتى أصبح علامة فارقة في الكورة الإماراتية، واتخذ مكانًا مع لفيف من المدربين المصنفين عالميًا.

يروي الرمادي، من الإمارات لـ"بلدنا اليوم"، بداياته كناشىء في أندية الفيوم، وانتقاله إلى دمياط وأسوان والمقاولين العرب، حتى أعلن اعتزاله في الـ25 من عمره، لتبدأ رحلته في التدريب، "أنا خريج بكالوريوس تربية رياضية، وترعرت على حب مهنة التدريب، ولذا بعد الاعتزال شرعت في دراسة التدريب، لتطوير ذاتي، فكان أول عمل لي مع الشعب الإماراتي، بعد حصولي على رخصة مدرب من مدينة هامبرج الألمانية، ثم تبعتها حصولي على بعض الدراسات الثانية من مدينة ديزل دورف".

يتذكر المدير الفني لنادي عجمان، بدايته في تدريب الفريق الأول بنادي دبي وهو بعمر الـ30 عام، لافتًا إلى أنه تلقّى مساعدة كبيرة في الحصول على الدراسات وفترات المعايشة من الخارج، مشكّلاً فرصة عظيمة لتكوين شخصيتة في التدريب.

عمل كابتن أيمن الرمادي، على مدار 21 عام، في العديد من الأندية الكبيرة في دولة الإمارات العربية، كمدربًا لـ11 نادي إماراتيًان إلى جانب تدريب النادي العماني.

الكابتن أيمن الرمادي

ولم يعتمد على اسمه كلاعب في صنع بصمته التدريبية المحترفة، كونه لم يكن لاعب كبير، وهو ما جعله يحمل على عاتقه مسئولية العمل بقوة، "وجودي في الإمارات منحني فرصة العمل مع مدربين مصنفين عالميًا، وأهّلني لقضاء فترات معايشة لأكتر من ٧ فرق أوروبية، وهي ما زادتني معرفة خاصة أن كرة القدم أصبحت "علم"، كما حضرت العديد من السيمينارات".

المنافسة في مضمار التدريب لم تكن يسيرة، في مشوار كفاح الرمادي، خاصة مع وجود مدربين عالميين على أعلى مستوى، فجعل سلاحه الالتزام الجاد والعمل، حتى تم اختياره كثاني أفضل مدرب في الإمارات، من رابطة المحترمين العام الماضية، والذي يعد ضمن أقوى الدوريات بالوطن العربي.

الكابتن أيمن الرمادي

كان حصول الكابتن على هذا التكريم، بمثابة الفخر له كونه مصريًا يرفع اسمها عاليًا، متذكرًا سعادته حينما تلقّى اتصال من وزيرة الهجرة، نبيلة مكرم، تعرب فيه عن تقديرها له، "أشكر الوزيرة لمكالمتها التي كانت تضج بالتشجيع، فهي سيدة مصرية مثقفه تمتلك أسلوب راقي، ورغم فرحتي إلاّ انني شعرت بالحزن لأن التهنئة لمن تأتي من وزير الشباب والرياضة، أو من اتحاد الكرة، خاصة أن الحدث كبير وله ضجّة، وهو ما لامسته مع أحد المرشحين وكان أرجنتيني الجنسية، فقد شاهدت مساندة دولته بمؤسساتها له".

الكابتن أيمن الرمادي

وعزا الرمادي، خروج المنتخب المصري من بطولة كأس الأمم الإفريقية في الدور الـ16، إلى عدم تحلّي اتحاد الكرة المصري بالنظام، والتخبط في المواعيد وآليات وأسلوب التعامل، وهي عوامل لا تساعد على إفراز منتخب وطني قوي _على حد قوله_، إلى جانب الفقر الكبير في تأهيل النشء في مصر، ونوعية الدراسات التي يتلقوها، فضلاً عن وجود بعض الأندية التي تعتبر أقوى من اتحاد الكرة.

ودعا إلى ضرورة استفاقة القائمين على الكرة المصرية، وعمل تغيير شامل يبدأ من الجذور، "يجب أن نعلم أن هناك الكثير سبقونا، وخروج المنتخب يحتاج إلى تمحيص وأفكار مستنيرة تعالج القصور، فتهدئة الشارع بدون استراتيجية عمل حقيقه تنتهجها إدارة كرة القدم في مصر، سيفضي إلى عواقب وخيمة، ويجب أن نأخذ الدروس المستفادة من التجربة الألمانية حينما خسروا أمام كرواتيا 2000، ببطولة الأامم الأوربية، واستعادو مكانتهم من جديد بقوة".

وشكّك الرمادي، في مفهوم الكرة لدى القائمين عليها في مصر، "لا نملك إرادة حقيقة تعمل على وجود دوري محترفين وهي مصيبة كبرى، لأنه يحتاج لإرادة حقيقة حتى يكون ملائم لمعايير الفيفا".

وبعد خروج المنتخب، تعالت الترجيحات بتولي الكابتن حسن شحاتة، تدريب المنتخب المصري، كأقوى المرشحين، وهو ما اعتبره الرمادي، عودة إلى الوراء، "الكابتن حسن شحاتة، قام بعمل إنجاز كبير في وقت من الأوقات، يحسب له في التاريخ، ويجب تكريمه من الدولة، ولكن عودته مرة أخرى بمثابة خطوات للوراء لتهدئة الرأي العام، ولن يُفيد الكرة المصرية في المرحلة المقبلة".

وأعلن عن اشفاقه على المدربين في مصر، نظرًا لأن ما يتاح لهم من دراسة ضعيف للغاية، واصفًا ما بتعرضون له بـ"الظلم"، "من المفترض أن ننفتح على العالم بشكل أكبر، فما يحصل عليه المدرب المصري من دراسات بعيدة عن التدريبات الحديثة، وتأهيل ضعيف، يعد ظلم له كونه لا يستطيع مع ما يُقدم له أن يطوّر من ذاته".

الكابتن أيمن الرمادي

وفيما يخص الصعوبات التي يواجهها اللاعبين في مصر، أشار إلى أن اللاعب المصري هو الحلقة الأقوى في الكفاءة بالدول العربية من حيث المستوى الفردي، ولكنه يعاني من خلل في الجانب البدني، "هناك كارثة تصيب إعداد اللاعب المصري، بأفكار بعيدة كل البعد عن الكرة العالمية، وخلل بالجانب الخططي، من قبل المدربين، المظلومين كونهم بعيدين عن دراسة الكرة الحديثة بشكل متمعن".

ورغم المسافات البعيدة، وانشغال الرمادي، إلاّ أن مصر لم تغب عن خاطره، مُبديًا استعداده التام على تبادل الخبرات مع القائمين على الكرة، ولكن الانغلاق المخيف التي تعاني منه والأفكار الضحلة، قد يجعل الأمر صعب في اعتقاد الرمادي، خاصة في ظل المناخ الغير مناسب، "مازلنا ندير الكرة في مصر مثلما كانت تدار في السبيعينات والثمانينيات، حتى رخص التدريب المصرية ليس معترف بها في آسيا، فنحن تراجعنا للأسف".

ونظرًا لعلاقة الرمادي، بالمدربين العالميين، فإنه أكد على احترامهم لمصر كدولة، وتقديرهم لتاريخ رياضة كرة القدم بها، والتي تغيرت مع تراجع مستوى الكرة المصرية، قائلاً بنبرة آسفة: "الكرة لم تصبح مثيرة لهم رغم احترامهم لتاريخنا الرياضي، لكنهم تخطونا الآن بسنين ضوئية".

ومع حزنه على ذلك، لم يتوقف الرمادي، عن تمني وجود دوري محترفين في مصر، وإحداث تغيير جذري في الإعلام الرياضي الذي وصل إلى مستوى منخفض، لأنه جزء أصيل من تطوير الرياضة، وعلى المستوى الشخصي، تمنى تسجيل اسمه كمصري عربي في صفوف المدربين المحترفين على مستوى العالم.

اقرأ أيضا