تنظيم المهرجان القومي للمسرح أربك الجمهور

الاحد 13 سبتمبر 2015 | 07:38 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

يعد المهرجان القومي للمسرح خطوة في اتجاه إعادة دور المسرح التثقيفي والترفيهي، ولكن سوء التنظيم من قبل البيت الفني للمسرح وعدم المتابعة الإعلامية والتي كانت من المفترض أن تلفت الأنظار وتوجهها إلى العروض المقدمة وخاصة تعاون القنوات المتخصصة في التليفزيون المصري، أربك المهتمين بالعروض المسرحية والجمهور، وكان السبب في عزوفهم عن العروض المسرحية، وبالتالي لم يحقق مهرجان القومي للمسرح هدفه بالشكل المرجو من المهرجان.ولم تحصل الفرق الشابة المشاركة في المهرجان المشاهدة التي كانت من المتوقع أن تفرز أبطال في مجال المسرح، خاصة أن تأخر دور المسرح من ضمن أسبابه إهمال أجيال من الممثليين المسرحيين، وبالأحرى مؤلفيين المسرح والمخرجيين، بعد الاهتمام المبالغ فيه والاتجاه للسينما التي يتوفر لكل الفنانيين فيها الشهرة والمقابل المادي، في البداية قال الدكتور محيي عبدالحي، رئيس تحرير سلسلة تراث المسرحي، إن وجود مهرجانات مثل المهرجان القومي للمسرح المصري شيء محمود.وأوضح عبدالحي أن التجارب المسرحية تأخذ عن بعضها، وتتكامل فيما بينها لتشكل في النهاية تيارًا معينًا؛ مؤكدًا أن الأوضاع الراهنة للمسرح من حيث التصور المستقبلي لتطويره، والتأصيل لبحث العلاقة بين الوضع المسرحي الراهن والأشكال التراثية والتجارب الحديثة، وعلاقة المسرح بالدولة والمجتمع وبقية المؤسسات الأخرى، وتبادل الخبرات ودعم المسرح المصرى، ووضع قضية الهوية القومية للمسرح المصري في سياقها المعرفي والتاريخى العام للثقافة العربية، ووضعها موضع الحوار على أنها القضية الفكرية والفنية الأولى في وجدان المسرحيين وفى ممارستهم المسرحية، يجعلنا نتساءل بعيدًا عن التقييم ماالهدف من إقامة مهرجانات ؟ والأنظمة راسخة دون تطوير؟!!.وأضاف عبد الحي: أن أعمال المؤلفين الجيدة، والعروض المسرحية الهادفة دون دعاية بعد أن يتم الصرف عليها بمبالغ طائلة، وتعرض دون أن يشعر بها أحد، مؤكدًا أن الحياة المسرحية لا تتحقق بإقامة المهرجانات وانتشارها فقط، والحقيقة أن الأنظمة الثابتة المستقرة في مؤسسات المسرح المصرى من قطاعات مختلفة أدت إلى الجمود والركود نتيجة لحصارها بمجموعة من غير المثقفين المسرحيين الراسخين في المناصب الإدارية ممن يشغلون القطاعات والمسارح واللجان المتخصصة بالفن المسرحي.وفي سياق متصل قال الناقد الدكتور السيد نجم، إن المهرجان القومي للمسرح المقام في دورته الـ8 يعد من المهرجانات المسرحية من النشاطات الثقافية المهمة والضرورية في الحياة الثقافية في أي مجتمع، وخصوصا في تلك المرحلة بالنسبة لمصر، بعد الإرتباك العام في الفترات التي تلت الثورة.وأكد نجم، ضرورة أن يكون هناك روابط بين النشاطات المختلفة والجمهور، ولكن ما حدث عكس ذلك فلا يوجد تغطية تليفزيونية تخدم إعلاميا المهرجان بالشكل المناسب، بينما المهرجان المسرحي قادر على تغطية ساعات ثقافية وفنية لتلك القنوات، خاصة أن الهدف الرئيسي من إقامة المهرجان الوصول إلى أكبر عدد من الجماهير، ولكن ذلك لم يحدث ما دمنا نعمل في جزر منعزلة.