جيل يناير يبحث عن ثورة

الثلاثاء 26 يناير 2016 | 11:04 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

نصف عقد من الزمان دونت فى كتاب التاريخ منذ إنطلاق الهتاف الأول فى ثورة المصريين. تلك الثورة التى جمعت كل أهدافها فى ثلاث كلمات "العيش ، الحرية ، العدالة الإجتماعية". لكن اليوم، يبدو أن أى من هذه الأهداف صارت حملاً ثقيلاُ على من نادى بها. فهذا الشباب الذى خرج بصدره العارى ليواجه المخاطر فى سبيل إنجاح ثورته، صار اليوم حبيس سجن كبير من اليأس والإحباط. فحتى الثورة التى قاتل من أجلها فقدت بريقها فى عينيه وصارت ذكراها بالنسبة له حدثاُ عابراُ كذكريات كثيرة مرت على آذانه. هكذا هو حال كثير من الشباب المصرى كما رآه عدد من المحللين والإجتماعيين الذين رأو أن الشباب وضع نفسه فى بوتقة التهميش السياسى والإجتماعى بعد إنسحابهم من المشهد العام وتركهم جميع مجالات المشاركة التى يمكن أن تعطيهم الفرصة ليعبروا عن رأيهم ويحققوا التغيير المنشود."بلادة" عامةقال الدكتور "أحمد يحيى" أستاذ علم الإجتماع السياسى،" أن ثورة 25 يناير أتاحت الفرصة لقطاع كبير من الشباب للتعبير عن أنفسهم غير أن حالة البلادة الثقافية والسياسة والتعليمية أدت إلى سوء فهم هؤلاء الشباب لمبادئ الديمقراطية والحرية، فحتى وإن كان هذا بحسن نية لكن الشباب المصرى إفتقد لمفهوم التنظيم الذاتى أو وضع منهجية لتحركاتهم من أجل إحداث التغيير".وأضاف الدكتور "أحمد يحيى" فى تصريحات خاصة لشبكة أخبار "بلدنااليوم"، أن الإشكالية الكبرى التى واجهت الشباب المصرى بعد ثورة 25 يناير كانت أنهم لم يسمحوا لأهل الخبرات فى مشاركتهم رؤيتهم للمستقبل السياسى للبلاد وهو ماأدى إلى إحداث فجوة بينهم وبين غالبية الشعب المصرى.وأكد "يحيى" أن الشباب المصرى كان يأمل فى إحداث تغيير جذرى لأن الثورات فى مجملها تعنى التغيير الشامل لكن هذا لم يحدث كما أن التغيير الذى حدث لم يطل جميع طوائف الشعب المصرى، وهو ماتسبب فى حالة الإحباط التى يشعر بها الشباب فى الوقت الحالى.وطالب "يحيى" الشباب المصرى بالخروج من حالة الإكتئاب والإحباط والمشاركة فى العمل العام فى البلاد حتى يتثنى لهم الحصول على الخبرات الكافية والتى تمكنهم من إدارة شئون البلاد فى المستقبل."كنز" مصر من ناحية أخرى فقد رأى"جاك شانكر" الصحفى البريطانى، أن الشباب المصرى هو المكسب الحقيقى من هذه الثورة، وأنهم الكنز الذى سينقذ مصر دائما من أى حجر عثرة يلتقيها فى طريقها. وأضاف "شانكر" أن إضطرابات السنوات الخمس الماضية، منذ تظاهرات ميدان التحرير، أطلقت إرادة للتغيير بين المواطنين العاديين ولا سيما الشباب وأنه قد أُسئ فهم الثورة المصرية.وأوضح الكاتب البريطاني فى أن الثورة المصرية أُسيء فهمها عمداً، حيث سعى البعض في داخل مصر وخارجها لتجريد الثورة من أهدافها الأصلية، بعد أن شهدت مصر اضطرابات غير مسبوقة نتيجة رفض الملايين الاستسلام للأوضاع ورغبتهم في إيجاد بدائل أفضل.وأشار "شانكر" أن الثورة لم تكن تتعلق بالرئيس المعزول حسني مبارك فقط أو من خلفه، كما أنها لم تتمحور حول الانتخابات أو حتى الخلافات بين الإسلاميين والعلمانيين أو أصحاب التوجهات الشرقية والغربية، ولكن هدفها الأساسي كان سعي المواطنين المهمشين لشق طريقهم إلى الساحة السياسية والحكم الذاتي الجماعي.وأكد الكاتب أن الشباب المصريين ما زالوا يبحثون عن الاستقلال ويقاتلون من أجله، مشيرا إلى أن البسطاء الذين شاركوا في ثورة يناير ضد استبداد حكم مبارك الذي استمر لثلاثين عاما سيستمرون فى النضال حتى يحصلوا على حقوقهم.

اقرأ أيضا