لغز أبو الثوار.. هل هو لغم مخابراتي؟

الاربعاء 27 يناير 2016 | 01:26 مساءً
كتب : غدير خالد

الرجل الذي جذب انتباه الجميع.. رجل ذو لحية بيضاء وثوب أسود لا تعتاد عليه عيون القاهرة.. يحمل عصا ولافتة.. يريد توجيه رسالته إلى الجميع وسرعان ما تتجه الأنظار إليه لقراءتها فتتشكل حوله دائرة بشرية لتبادل الأحاديث ومناقشته في مضمونها.«محمد عطيان» الذي أصبح أحد معالم الميدان التي يتسابق إليها المتظاهرون لالتقاط الصور التذكارية أو الصحفيون والإعلاميون للتوثيق وتسليط الضوء. اعتبره الكثيرون أحد أهم أيقونات «ميدان التحرير» ولقبوه بـ «أبو الثوار» ، بينما يراه آخرون «لغزا محيّرا» بعد عدد من المواقف والمعلومات غير المؤكدة التي أثارت الجدل بشأن حقيقة شخصيته وانتمائه . هو رجل ستيني من محافظة كفر الشيخ، جاء إلى ميدان التحرير مع بداية ثورة 25 يناير وظل مقيمًا فيه حتى بعد مغادرة الثوار له عقب تنحي الرئيس الأسبق مبارك، كان مشاركًا في كل الأحداث التي تلت ذلك، كما كان من أشد المعارضين لحكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي وأيد تدخل الجيش لعزله في 3 يوليو . ظل «عطيان» لغزًا في نظر الكثيرين بعد ما تداولت شخصيات سياسية وفنية معروفة معلومات غير مؤكدة عن انتمائه إلى جهاز المخابرات وأنه كان مجرد أداة تجسس لصالحها في الميدان طيلة الوقت، وخصوصا بعد انتشار صورة تجمعه مع "صموئيل عشاي" المعروف بعلاقته وولائه لرئيس المخابرات الراحل اللواء عمر سليمان، كذلك اختفائه من الميدان في فترة حرجة كانت البلاد تشهد وقتها العديد من النزاعات والأزمات . تعرض «عطيان» للعديد من الاعتداءات سواء في ميدان التحرير أو الميادين الأخرى التي كان يحرص على التواجد فيها بلافتاته التي تخاطب الثوار دائما ، كان أحدها خلال وجوده بخيمته في ميدان التحرير حيث تم الاعتداء عليه من قبل مجهولين قاموا بالهجوم على ميدان التحرير وحرق الخيام التي أعدها المعتصمون هناك في عهد الإخوان.كما ألقي القبض عليه أكثر من مرة مع مجموعة من المتظاهرين والمعتصمين في الميدان، وخلال تواجده أمام جامعة القاهرة ومرة أخرى داخل مترو الأنفاق، إلا أنه في إحدى حوادث الاعتداء عليه أصر على الخروج من المستشفى قبل حضور النيابة لأخذ أقواله حتى أنه تعدى على طبيب جراحة الطوارئ بالضرب وقتها بحسب بيان أصدرته لجنة الحريات في نقابة الأطباء وقتها . وشارك «أبو الثوار» المثير للجدل في جلسة لجنة الحوار المجتمعي المنبثقة عن لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور التي عقدت بحضور سياسيين وفنانين وممثلين عن أهالي الشهداء والمصابين، وطالب خلالها بتطبيق قانون العزل السياسي على رموز الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين. وكذلك بتعديل المادة 15 بالدستور لتنص على أن تلتزم الدولة برعاية وتكريم الشهداء، وأن يتم إطلاق اسم دستور ثورة 25 يناير على الدستور الجديد . وكانت تغريدة على «تويتر» منسوبة للفنان محمد صبحي قد أثارت الجدل بشأن حقيقة «عطيان» ، حيث جاء فيها: «أول مرة يعرفوا إن أبو الثوار عقيد مخابرات اسمه محمد عطيان!! دا حتى من زمان وصوره منتشرة مع صمؤيل العشاى مدير الحملة الانتخابية لعمر سليمان».ونفي الفنان محمد صبحي، كل هذا قائلًا: انه لم يقل أن أبو الثوار عقيد في جهاز المخابرات، مضيفا انه لم يكن لدية اي حساب علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ولم يتعامل مع التكنولوجيا ووصفها بانها "حقيرة" مشيرا إلى أن أبو الثوار رجل فاضل واتهامي له انه عقيد مخابرات اشاعة ليس لها اساس من الصحة.وأضاف صبحي أن هذه الشائعات حرب مدروسة وطعم للمصريين للوقوع في خلافات بين بعضهم، مشيرا إلي انه بعد 25 يناير كان هناك تعمد لإحداث وقيعة بين الشعب والجيش والشرطة بهدف إسقاط الشرطة كي يصبح الشعب بدون ظهر.وقاال «عطيان» أن شرف له أن يكون رجلا «مخابراتيا» وأن جهاز المخابرات المصري من أقوى وأفضل الأجهزة على مستوى العالم .وظل العديد من المشاركين في الثورة وغيرهم استبعدوا الأمر ودافعوا عن «أبو الثورة» ودللوا على ذلك بمواقف وصور ومواقع متخصصة في كشف «الفبركات».

اقرأ أيضا