وحدات الغسيل الكلوي.. وراء «فيروس سي»

الاربعاء 27 يناير 2016 | 02:48 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

الفشل الكلوى هو مرض تعانى منه نسبة كبيرة من الأشخاص فى مصر نتيجة لكثير من العوامل، حيث يكون الغسيل الكلوى عبارة عن علاج يتم استخدامه عند توقف كليتى الجسم عن العمل، لإزالة السوائل الزائدة من الجسم، وخلال الغسيل يتم ضخ كميات صغيرة من الدم خارج الجسم عبر ماكينة الغسيل الكلوى، وبذلك يتم ترشيح السوائل الزائدة من الدم ثم يتم إرجاع الدم إلى الجسم، وأثناء هذه الحالة حسب قول بعض الأطباء، إنه فى وحدات الغسيل الكلوى تنتشر العدوى بأمراض الدم والأمراض الفيروسية من خلال ماكينة الغسيل، ويبرر ذلك أحد الأطباء أن وزارة الصحة تصرح بإصابة مرضى الغسيل الكلوى بنسبة 90% بفيروس سى.إحصائيات الوزارة غير صحيحة جاءت المفاجآت «مفجعة»، أولاها عدم وجود إحصائية دقيقة عن أعداد المصابين بالمرض، فبيانات الوزرة - حسب التقارير الصادرة عنها - تشير إلى أن أعدادهم تصل إلى ٦٠ ألف مصاب، بخلاف ٧٧ ألفًا آخرين على قوائم الانتظار، بينما تشير تقارير صادرة عن الجمعية المصرية لأصدقاء مرضى الكلى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أن عدد المترددين على جلسات الغسيل الكلوى في مصر يصل إلى ١١٤ ألفًا و٢٧٨ مريضًا يوميًا، هؤلاء يترددون على ٣٠٩ مراكز «حكومية وخاصة»، فيما بلغ عدد مرضى الكلى في مصر ٢ مليون و٦٠٠ ألف تقريبًا. استخدام المحاليل الأرخص ثمنًاليست الكارثة في هذا، إنما امتدت إلى تهديد صحة المتلقين لعلاج «الغسيل الكلوى» من عدم وجود الاشتراطات الصحية في وحدات الغسيل الحكومية والخاصة على السواء، ما يمثل سببًا مباشرًا في الإصابة بالفيروسات الكبدية أو نقص المناعة «الإيدز» كما أكدت المصادر التي تحدثنا معها أثناء عمليات الغسيل. وكما يقول تقرير الجمعية المصرية لأصدقاء مرضى الكلى فإن ٨٣٪ من المراكز الخاصة والحكومية في مصر تستخدم محلول «الأسيتيت» في جلسات الغسيل لمعالجة الفشل الكلوى لرخص ثمنه، في حين أن الدراسات العلمية حذرت من استخدامه في العديد من بلدان العالم، حيث يؤدى إلى ضعف عضلة القلب، وهبوط في ضغط الدم، فيما تبتعد هذه المراكز عن استخدام المستحضر الآمن وهو «البيكربونايت»، لارتفاع تكلفته، حيث لا يستخدمه سوى نسبة ٢٧ ٪ فقط منها. فلاتر الموت علاوة على أن الفلاتر المستخدمة تخالف الشروط والمواصفات المعمول بها، إذ أكدت التقارير الصادرة عن الجمعية العلمية للكلى أن نحو٤٦ ٪ فقط من المراكز هي التي تقوم باستخدام الفلاتر ذات الحجم المضبوط ٨٣٤ مل، أما بقية المراكز فتستخدم فلاتر ذات أحجام غير مطابقة للمواصفات والمقاييس العلمية حجمها ٣.١ مم أو ٨.٦ ما يتسبب في نقل الدم الملوث الذي يصيب بالأمراض الخطيرة بداية من الالتهاب الكبدى الوبائى وصولا للإيدز، بالإضافة لقيام بعض المراكز باستخدام الفلاتر أكثر من مرة في جلسات الغسيل بدون تعقيم مما يعرض حياة المريض للخطر.المرضى وقعوا ضحية لـ«بيزنس المراكز الخاصة للغسيل» التي وصلت قيمته لنحو مليار جنيه في الخفاء، حيث ارتفع سعر جلسات الغسيل الكلوى لتصل الواحدة من ١٤٠ جنيها إلى ٤٠٠ جنيه، إضافة إلى الإهمال الطبى، وطول قائمة الانتظار للعلاج على نفقة الدولة التي أصدرت نحو ٤٣ ألفا ٢٥٦ طلبا، من أصل ١١٢ ألف طلب قدم لها في ٢٠١4.والمفاجأة الكارثية هي أن نسبة تتراوح ما بين ٢٥٪ إلى ٥٥٪ من الذين يقومون بالغسيل الكلوى أصيبوا بفيروس سى، وأن معدلات الإصابة بالعدوى تنخفض في المراكز الحكومية، لأنهم يقومون بتجميع المرضى حسب حالاتهم المرضية، بينما ترتفع في الخاصة لقلة عدد أجهزة غسيل الكلى فيها، وقبولها المرضى دون تصنيف يبعد المرضى القابلين لعدوى آخرين عن غيرهم، حيث أصبح الغسيل الكلوى المصدر الأول في الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى.كما كشف التقرير أن ٣٠٪من مرضى الفشل الكلوى في مصر يموتون سنويا، في حين أن النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض لا تتجاوز الـ٧٪، وفقا لآخر إحصائية للجمعية المصرية للكلى ومنظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوى دون سن الخمسين سنة تصل لـ ٩٠٪ فيما تنحصر الإصابة في الدول الأوربية فيما بين سن الـ ٧٠ و٨٠ عاما.الدكتور محسن شلبى خبير الأدوية، أرجع الأمر إلى تردى الأوضاع الصحية في مصر وعدم اهتمام المصريين بالانتظام في الكورسات العلاجية المقررة، التي قد تكون لظروف خارجة عن إرادتهم بسبب عدم قدرتهم المالية، أو عدم توفر العلاج أصلًا في المستشفيات.وأضاف أن فلاتر الموت قد تكون من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض مزمنة خاصة أن بعض المستشفيات الحكومية تستخدمها أكثر من مرة أو تتعاقد على المستخدم منها في المستشفيات الخاصة، كما أن مرضى الفشل الكلوى يحتاجون لنسب عالية من الحديد لتعويض الكم الهائل الذين يفقدونه أثناء عمليات الغسيل، وكانت بعض المستشفيات تعطيهم منتجات إما مكملات غذائية لا فائدة منها مثل (الفرافير) الذي ثبت أنه غير مطابق للمواصفات في المنشور رقم ١١ للإدارة المركزية للصيدلة وأنه لا يحتوى على نسب الحديد المذكورة وهى ٢٧ ملجم حديد.

اقرأ أيضا