أمريكا بصدد تعليق محادثات سوريا مع روسيا بعد اشتداد معركة حلب

الخميس 29 سبتمبر 2016 | 11:31 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

 قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة بصدد تعليق المحادثات مع روسيا بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا بينما تعهد الكرملين بمواصلة هجومه على مدينة حلب السورية.وشنت موسكو ودمشق هجوما هذا الشهر لاستعادة قطاع من مدينة حلب تسيطر عليهالمعارضة وتخلتا عن وقف جديد لإطلاق النار بعد أسبوع من سريانه للشروع فيما قدتكون أكبر معركة في الحرب التي بدأت قبل نحو ست سنوات.وحققت قوات الحكومة السورية تقدما كبيرا إذ سيطرت على مخيم حندرات للاجئين علىبعد بضعة كيلومترات قليلة إلى الشمال من المدينة. وكانت قد سيطرت عليه لفترةوجيزة يوم السبت قبل أن تفقده مجددا في هجوم مضاد للمعارضة.وبدأ مقاتلو المعارضة تقدما في الريف قرب مدينة حماة في وسط البلاد حيث قالواإنهم حققوا مكاسب يوم الخميس.وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسيةللسعي وراء انتصار عسكري في حلب ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حربلاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخصيعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية.ووصفت الولايات المتحدة الهجوم السوري-الروسي على حلب بأنه "هدية" لتنظيمالدولة الإسلامية قائلة إنه يزرع الموت وسيولد مزيدا من المجندين في صفوفالتنظيم المتشدد.ورفض مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الاتهامات يوم الخميس بأنالحكومة السورية تقتل مدنيين.لكن المسؤولين الأمريكيين يبحثون عن ردود أكثر صرامة على قرار روسيا تجاهلعملية السلام والسعي إلى انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد.وقال كيري في واشنطن "نحن على وشك تعليق النقاش لأنه من غير المنطقي في سياقالقصف الذي يحدث أن نجلس هناك نحاول أخذ الأمور بجدية."وأضاف "أنها لحظة سيتعين علينا عندها أن نعكف على بدائل أخرى."ستمثل استعادة حلب أكبر انتصار في الحرب للقوات الحكومية وربما تكون نقطة تحولفي صراع يقول معظم الدول الخارجية حتى الآن إنه لن يحسم بالقوة.وأودت الحرب الأهلية المتعددة الأطراف بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نصفالسوريين وسمحت لجزء كبير من شرق البلاد بالسقوط في أيدي متشددي تنظيم الدولةالإسلامية أعداء جميع الأطراف الأخرى.* ‭‭‭'‬‬‬مذبحة حلب‭‭‭'‬‬‬وصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الغاراتالجوية في حلب بأنها "مذبحة" وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها فيهذا الصدد. وتقول الحكومتان الروسية والسورية إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين.وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس يوم الخميسبأن الرئيس باراك أوباما طلب من مسؤولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بهاواشنطن.وقال "الرئيس (الأمريكي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضهامألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد."وأضاف "عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودةوالحديث عنها بالتفصيل."وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الخميس إن روسيا "ستواصلالعملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعما لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم بهالقوات المسلحة السورية."وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامهابالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" و"الإرهابيين".وأضاف "نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنهواشنطن في الأيام الماضية."في غضون ذلك يدرس مسؤولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السوريةالمدعومة من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاقالردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرةمثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية لمرافقةقوافل المساعدات.وقال مسؤولان أمريكيان إن سرعة انهيار المسار الدبلوماسي في سوريا وتقدمالقوات الموالية للحكومية في حلب أخذت بعض مسؤولي الإدارة على حين غرة.وقال المسؤولون لرويترز بعدما طالبوا بعدم نشر أسمائهم إن من الردود المحتملةالسماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورا أو توجيه ضربةجوية أمريكية لإحدى القواعد الجوية للحكومة السورية وهو ما يعتبر أقل ترجيحالما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس.وقال أحد المسؤولين إن قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة فيأماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد "لا تغير مسارالمعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر."* معركة حلبوحلب مقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليهاالمعارضة والمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة هي الآن المنطقة الحضرية الكبرىالوحيدة التي لا تزال في أيدي القوات المناهضة للأسد التي تدعمها دول عربيةوغربية. وتحاصرها الحكومة منذ يوليو تموز قاطعة إمدادات الطعام والدواء عنالمحاصرين داخلها.وأدى القصف الذي وقع الأسبوع الماضي إلى مقتل مئات الأشخاص وخلف مئات المصابينمن دون سبيل لإدخال الإمدادات الطبية لهم. وهناك نحو 30 طبيبا فحسب داخلالمنطقة المحاصرة. وأوقفت الغارات الجوية والقصف أكبر مستشفيين عن العمل يومالأربعاء.ونفت بثينة شعبان مستشارة الأسد قيام الطائرات السورية بقصف المستشفيات قائلةإن القضية مهينة.وقالت في مقابلة مع تلفزيون (إيه.بي.سي) الأسترالي "ما مصلحة الحكومة السوريةفي قصف مستشفياتها؟ هذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها هذه المزاعم ثم ثبتأنها كاذبة تماما."وتقول روسيا إن دعم الأسد هو السبيل الوحيد لهزيمة الدولة الإسلامية. وتقولواشنطن إن يدي الرئيس السوري ملطختان بالكثير من الدماء ويجب أن يترك السلطة.وتقصف واشنطن أهداف الدولة الإسلامية في الشرق لكن تجنبت باستثناء ذلكالمشاركة في الحرب الأهلية في بقية أنحاء البلاد تاركة الميدان مفتوحا لروسياالتي انضمت للحرب قبل عام مرجحة كفة الصراع لصالح حليفها الأسد.* ضراوة القتالقال مسؤولون من المعارضة لرويترز إن ضراوة الهجوم تدفع العديد من الجماعاتالمناهضة للأسد المدعومة من الغرب للتعاون على نحو أوثق مع مقاتلي الجماعاتالمتشددة خلافا للاستراتيجية التي كانت تأمل واشنطن أن تتبعها تلك الجماعات.وفي حلب تشترك قوات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في تخطيطالعمليات مع جيش الفتح وهو تحالف من الجماعات الإسلامية يشمل الجناح السابقلتنظيم القاعدة في سوريا.ومن ناحية أخرى تشارك جماعات الجيش السوري الحر المسلحة بصواريخ مضادةللدبابات أمريكية الصنع في هجوم كبير قرب محافظة حماة مع جماعة جند الأقصىالتي تستلهم نهج القاعدة وهو ما حول بعض قوة نيران الجيش من حلب صوب تلكالمنطقة.ومقاتلو الجيش السوري الحر على خلافات فكرية عميقة مع الجماعات المتشددة بلإنهم خاضوا قتالا ضدها في وقت من الأوقات.وقال مسؤول كبير في أحد فصائل المعارضة في حلب "في وقت نموت فيه ليس منالمنطقي أن نتحقق أولا مما إذا كانت جماعة مصنفة كجماعة إرهابية أو لا قبلالتعاون معها. الخيار الوحيد الذي أمامك هو المضي في هذا الاتجاه."

اقرأ أيضا