انفصال كتالونيا.. مستقبل غامض ينتظر القارة العجوز

الجمعة 27 أكتوبر 2017 | 11:20 مساءً
كتب : مصطفى محمود

الكيل بمكيالين، أو ربما المصلحة، أو تلك الثالثة النظرة الدونية التي تتمثل في موقف المجتمع الدولي تجاه الانقسام الذي وقع في إقليم كردستان العراق.هذه المعايير مجتمعة، تواجه أخرى مخالفة لها في ذات الموقف الدولي، تجاه الانقسام الذي وقع في إقليم كتالونيا، الواقع بمملكة إسبانيا .- المجتمع الدولي وإزدواجية المعاييرالدكتور خالد رفعت، الخبير في الشؤون الدولية، أكد أن تباين الموقف الدولي بشأن الانفصالين الذين حدثا في كل من إقليم كردستان وإقليم كتالونيا، يأتي في إطار مصالحه في تفتيت المنطقة، وعلى العكس فإن تأييد الاستفتاء في إقليم كتالونيا، سيعود بالسلب على أوروبا .المجتمع الدولي هو مجتمع متحيز بطبيعة الحال، ذلك ما أكده الدكتور علاء الفار، الخبير في الشؤون الدولية، أن كل المنظمات الدولية، تسعى لانفصال إقليم كردستان دون أن تجد غضاضة في ذلك، فهم ينظرون إلي المنطقة باعتبارها من العالم الثالث، ولن يؤثر بشكل كبير على التعاطي الدولي معها، أما في كتالونيا، فإسبانيا، فهي مملكة أوروبية ضخمة، وتعد خارج تصنيف منطقة الشرق الأوسط، كما أن هناك تخوف في أوروبا من ضياع الحلم الكبير .و أن هناك فارق كبير في الانفصالين، ويكمن ذلك في أن الانفصال في إقليم كردستان هو انفصال عرقي، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ذلك الذي تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية بتغذية ودعم ذلك الانفصال، ليكون بمثابة حائط سد أمام النفوذ الإيراني في المنطقة، وبالتحديد في سوريا والعراق .الدكتور مختار محمد غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أكد أن المجتمع الدولي يعتبر منطقة الشرق الأوسط، منطقة مفتتة على النطاقين الإقليمي والدولي، ولكن أوروبا تحافظ على نفسها ككيان، فالاتحاد الأوروبي على سبيل المثال لم يترك اليونان وحدها حين أفلست، بل ساندها مقدما لها دعما تخطى 260 مليار دولار .وبالنسبة للعالم العربي، فهو لا يغني عدو أو حبيب، فالكيل بمكيالين، أو التعاطي مع قضية تختلف عن قضية أخرى، تحكمه العديد من الأدوار تتمثل في القوة، والموقف الإقليمي والدولي، وموقف الدولة نفسها، بالإضافة إلى الضغوط الدولية، فالعالم الغربي لن يقبل أي شئ يؤثر على كيانه أو يفتته، ولن يسمح للعالم العربي، بالمشاركة أو طرح حلول بشأن قضية استفتاء إقليم كتالونيا .- فشل انفصال إقليم كتالونيا ضرورة حتميةمختار غباشي أكد أن انفصال كتالونيا عن إسبانيا، سوف يدخل أوروبا في العديد من المتاهات، منها كيفية الاعتراف بإقليم كتالونيا، وآليات التعاطي معه، أو سيتم ترويض إسبانيا بشأن ذلك أم أن إسبانيا ستغضب، وتنسحب من الاتحاد الأوروبي .فيما توقع خالد رفعت عدم نجاح الاستفتاء في كتالونيا، مشيرا إلى أن حكومة كتالونيا سوف تفقد الحكم الذاتي لها، فالبرلمان الإسباني يهدد بإبطال الحكم الذاتي، وسيكون مجرد إقليم عادي كباقي الأقاليم الإسبانية .وفي حالة استقلال كتالونيا عن إسبانيا، فسيكون هناك 20 إقليم على الأقل في أوروبا، سيطالبون بالاستقلال، منهم على سبيل المثال الباسك وأيرلندا والجزيرة المتوسطية في فرنسا . وأنه لو انفرط العقد، ونجح ذلك الاستفتاء، فسوف تطالب باقي أقاليم أوروبا بالاستفتاء، مؤكدا أن جميع الدول الأوروبية تقف صفا واحدا ضد استفتاء كتالونيا .علاء الفار، أكد أن أوروبا، لن تسمح بانفصال إقليم كتالونيا، وذلك حرصا على عدم ضياع الاتحاد الأوروبي، فقد خرجت من قبل المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي، وخروج كتالونيا من الإقليم الإسباني، سيفتح الباب أمام الكثير من الأقاليم الأخرى التي تشعر بنفس الظلم من الانفصال عن الدول، مما يهدد بانهيار الاتحاد الأوروبي، وبطبيعة الحال لن يكون في صالح المجتمع الدولي .- الأسباب الحقيقية لفشل استفتاء إقليم كردستان خالد رفعتا، أكد أن استفتاء إقليم كردستان سيفشل في جميع الأحوال، لسببين، الأول، أن كردستان محاطة بكل الجوانب الرافضة للاستفتاء، المتمثلة في إيران وتركيا وسوريا، وجنوب كردستان المحافظات العراقية، فهي محاصرة، فلن تستطيع ممارسة أنشطتها التجارية من استيراد وتصدير. والسبب الثاني، إن الحكومة التي أجرت الاستفتاء في إقليم كردستان بقيادة مسعود بارزاني، قد انتهت شرعيتها منذ سبتمبر 2015، فبالتالي حكومة الإقليم ليس لها أي شرعية، مما ينعكس على عدم شرعية الاستفتاء .وأكد رفعت، أن ذلك الاستفتاء، ليس هو الأول من نوعه، فالغرب يحاول دعم ذلك الاستفتاء منذ الأربعينيات، وفي سنة 1948 وهي سنة قيام إسرائيل، قد توافقت مع المطالب بإنشاء دولة كردية ، لكنه نجح في إسرائيل وفشل في كردستان، كما أنه من الملاحظ أنه رغم اعتراض الدول- روسيا والتناقضات الدوليةوفي تناقض صريح للمواقف الدولية، ذلك الذي تحكمه العديد من المعايير، هو انفصال أوكرانيا عن روسيا، دون تأثير يذكر من المجتمع الدولي تجاه الموقف الروسي . فأكد رفعت أنه لم يؤيد أحد استفتاء أوكرانيا إلا روسيا، لأنها دست مجموعة من الموالين لها في الحكم، من أجل فرض التنازل عن شبه جزيرة القرم لصالح روسيا، فمن الطبيعي أن الدولة الوحيدة التي تعترف بذلك هي روسيا .مختار غباشي، أوضح أن روسيا ضمت إليها شبه جزيرة القرم، عندما طالبت أوكرانيا بالانفصال عن روسيا، والارتماء في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية، وعززت الانفصال في شرق أوكرانيا في لوهانسك ولمبستك الإقليميين الأشهر في الشرق، فهو ليس تقسيما أكثر منه السيطرة على البعد الاستراتيجي الخاص بها .وحجم التعاطي الأوروبي مع روسيا فيما هو مرتبط بأوكرانيا مختلف ، لأن روسيا لن تترك أوكرانيا سهلة، ومن المرجح اندلاع حرب عالمية بسبب أوكرانيا، ومن الجهة الأخرى لن يكون هناك حرب عالمية بسبب كتالونيا أو كردستان، أما بالنسبة لأوكرانيا فروسيا تعتبرها عمق إستراتيجي بالنسبة لها .وهناك أيضا دول البلطيق كليتوانيا ولاتيفيا وإستونيا، تلك الدول تعد الآن تابعة لحلف الناتو، وكانت في وقت ما تابعة للاتحاد السوفيتي السابق.

اقرأ أيضا