لمن الولاء في جنوب اليمن اليوم؟

الاحد 28 يناير 2018 | 10:21 مساءً
كتب : محمد عطايا

تلوح في الأفق أحلام للانفصال، فلا يلقبونه بالإنقلاب مثلما تفعل ميليشيات الحوثي حاليًا، ولكن يعتبرونه حق أصيل لشعب مستقل عن الشمال، فأهل الجنوب لديهم أطماعهم ومساعيهم الانفصالية عن الجنوب.يعاني اليمن من عدة أزمات عصفت باستقرار ووحدة ببلاده، وتزايدت هذه الأزمات خاصة بعد مقتل «الراقص مع الأفاعي» علي عبدالله صالح، لتعود أحلام أهل الجنوب للصعود مرة أخرى.ألقت الصراعات التي نشبت اليوم، بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي في جنوب اليمن، والجيش الشرعي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، الضوء مرة أخر على أزمة الجنوب اليمني، التي ستشهد الأيام القادمة تفاقمها لتتحول لصراع أكثر دموية، ويزيد من مأساة اليمن «الغير سعيد».«الوحدة أو الموت».. عبدالله صالح كلمة السرحتى 1990 كانت اليمن مقسمة إلى الجمهورية العربية اليمنية، بزعامة الرئيس المغدور علي عبدالله صالح، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إلا أن الرئيس السابق عهد على توحيد الجمهوريتين بشتى السبل.تحققت الوحدة اليمنية في النصف الثاني من العام 1990، وأصبحت الجمهورية العربية اليمنية دولة موحدة تضم الشمال والجنوب، ويحكمها علي عبدالله صالح، بعدما رفع شعار «الوحدة أو الموت» ليثبت أنه لن يرضى إلا بيمن موحد. بدأت الأحلام الانفصالية لشعب الجنوب، تتجدد بعدما تشكل الحراك الجنوبي، وهو حراك شعبي في جنوب اليمن، بدأ بكيان جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين المسرحين من عملهم.طالب الحراك الجنوبي منذ 7 يوليو 2007 بالإستقلال لجنوب اليمن، الذي يعتبروه بلد محتل بالقوة العسكرية من قبل اليمن الشمالي. تصاعدت وتيرة الإحتجاجات، وبحلول عام 2008 راح الكثير من أبناء جنوب اليمن يطالبون بالانفصال واستعادة استقلال دولة اليمن الجنوبي.وفي 2007 كثف الحراك الجنوبي حملته للمطالبة بالحكم الذاتي، أو الاستقلال عن شمال اليمن، إذ قالوا إن شكاواهم الاقتصادية والسياسية ما زالت لا تجد حلاً.واستمرت محاولات الجنوب اليمني حتى بعد الثورة اليمنية التي أدت لتصاعد آمالهم في الانفصال، وبعد تنحي صالح عن السلطة تجددت ولكن دون جدوى أيضًا، حتى كانت نقطة التحول في اليمن بمقتل الرئيس المغدور.مقتل الرئيس صالح.. ونقطة التحولكان مقتل المغدور علي عبدالله صالح على يد ميليشيات الحوثي الانقلابية نقطة تحول لعديد من المحاور في اليمن، أبرزها تصاعد آمال الميليشيات الحوثي في السيطرة على العاصمة، ومناطق مجاورة، كما تجدد أحلام الجنوب في التجدد مرة أخرى.في هذا الصدد، صرح السياسي الجنوبي اليمني، والمتحدث الرسمي لملتقي شباب اليمن الجنوبي بأمريكا، أحمد الصالح، أن الجنوب عاش فرحة كبيرة بمقتل صالح، حيث رأى أهل الجنوب أن الرئيس اليمني السابق كان السبب منذ البداية ليعيشوا تحت وطأة احتلال الشمال.وتابع في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن الأوضاع في الجنوب ستسير بشكل أفضل بعد موت صالح، مشيرًا إلى أن أهل الجنوب زادت آمالهم، ويتجه الحراك مرة آخرى للتحرك في المحافل الدولية.وأضاف أن ميليشيات الحوثي هي من تستخدم قوة السلاح لفرض سيطرتها على أرض اليمن، مشيرًا إلى أن الجميع سيلتف حاليًا حول المجلس الانتقالي الجنوبي كـ«ممثل وقائد للمشروع الجنوبي».وأكد أن الولاء في الجنوب كان وسيظل لأهل الجنوب فحسب، وأنهم سيسعون بكل السبل لرفض الدمج مرة الذي عانوا منه –على حد قوله- منذ 1990.القتال المسلحيعد ما حدث اليوم من اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، والجيش اليمني الشرعي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، تأكديًا على أن اليمن ستشهد خلال الأيام المقبلة تحول خطير للأوضاع سيطال الجنوب، التي ظلت الفترة الماضية بعيدة بشكل نسبي عن الصراع المسلح.التوتر الذي أصاب القيادات بعد بدء الاعتداءت المسلحة أكد خطورة ما يمكن أن يؤول له الوضع هناك، حيث طالب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي المجلس الجنوبي بضبط النفس، فيما كررت قوات التحالف العربي نفس النداء.كما أكدت مصادر ملاحية، إغلاق مطار عدن الدولى جنوب اليمن أمام الرحلات الجوية، جراء الاشتباكات التى اندلعت بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالى الجنوبى"ذات التوجهات الانفصالية"، فى عدة مناطق بالعاصمة المؤقتة عدن.

اقرأ أيضا