جون ماكين.. ثعلب السياسة الأمريكية (بروفايل)

الاحد 26 اغسطس 2018 | 09:52 مساءً
كتب : محمود صلاح

بعد صراع مع المرض  لعدة شهور، وتوقفه المفاجئ عن تعاطي علاج السرطان، توفى السيناتور الأمريكى المخضرم جون ماكين، والذي لقي خبر وفاته صدى واسعًا فى الأوساط العالمية والسياسية الأمريكية بمختلف أطيافها، وأبدى الكثيرون تعاطفهم مع السياسى البارز، الذى أمضى 3 عقود ممثلا لولاية أريزونا، ويحظى بتقدير كبير.

 نبذة عن حيات ماكين

ولد السياسي الأمريكي وعضو مجلس الشيوخ ، ماكين فى  29 من أغسطس عام 1936 بمركز عسكرى أمريكى فى "منطقة قناة بنما" حيث كانت تعيش الأسرة فى ذلك الوقت هناك،  وكان والده وجده ضابطين فى البحرية الأمريكية، وحصلا على رتبة "أدميرال"، ثم عاش ماكين طفولته وفترة مراهقته، متنقلا برفقة عائلته بين القواعد البحرية فى الولايات المتحدة وخارجها.

الدراسة والعمل

التحق الشاب الذى نشأ بين عائلة عسكرية بالأكاديمية البحرية عام 1954، وتخرج منها بعد 4 سنوات، ثم خدم فى سلاح البحرية حتى عام 1981،  وكان له من الأبناء 7 ، 4 من زوجته سيندى هينسلي، و3 بينهم (اثنان بالتبني) من زوجته الأولى كارول شيب.

 

وخلال خدمته، تطوع للعمل كطيار بحرى مقاتل، وشارك فى العمليات القتالية خلال حرب فيتنام، وفى أكتوبر 1967، أسقطت طائرته فى أجواء هانوى، وتم أسره وقام خاطفوه بالاعتداء عليه، ما أدى إلى كسر ذراعيه وساقه وكتفه.

 

قضى ماكين 5.5 سنوات فى سجون فيتنامية مختلفة، من بينها سجن "هانوى هيلتون" سيئ السمعة، حيث تعرض للتعذيب.

 

بعد انتخابه فى مجلس الشيوخ، زار فيتنام عدة مرات سعيا لإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قضوا فى تلك الحرب، فى مقابلة مع "صوت أمريكا" أجريت معه عام 2016، قال ماكين إنه كان يسعى لإعادة العلاقات بين واشنطن وهانوى لطبيعتها و"تضميد الجراح".

 

 

 وسام الحرية والعمل السياسي

نال فى 2017 "وسام الحرية" من مركز الدستور الوطنى وسلمه له جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وحصل أيضا على العديد من الشهادات الشرفية من جامعات أمريكية وأجنبية.

 

 

بعد تقاعده من الجيش، دخل ماكين مضمار العمل السياسى عام 1982 عندما انتخب فى مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وظل محتفظا بهذا المقعد لفترتين، ثم انتخب فى مجلس الشيوخ عام 1986، وأعيد انتخابه بسهولة 3  مرات.

 

فى عام 2000، حاول ماكين نيل ترشيح الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة، وفى ذلك الحين، كان ينظر إلى أسلوبه المباشر باعتباره أمرا حيويا، لكنه خسر السباق فى النهاية أمام جورج بوش الابن.

 

فى 2008، ضمن تسمية الحزب فى السباق الرئاسى فى مواجهة المرشح الديموقراطى باراك أوباما، لكنه خسر أمامه أيضا.

 

ورغم خسارته مرتين، يعتبر ماكين واحدًا من أبرز السياسيين فى واشنطن، والذى كان يشغل منصب رئيس لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ، وتقديرا لجهوده تم إطلاق اسمه على قانون ميزانية وزارة الدفاع.

خدمة في الكونجرس

قضى ماكين 35 عاما فى الكونجرس ممثلا لأريزونا، شارك خلالها بقوة فى نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة، وكان معروفا عنه أسلوبه المباشر والصريح فى الحديث عن القضايا المختلفة، ما أدخله فى عدة معارك كلامية، كان نادرا ما ينسحب منها بسهولة.

 

ورغم أنه حاد الطباع، يتمتع ماكين بشعبية فى أوساط الديمقراطيين نظرا لآرائه الليبرالية إزاء بعض القضايا رغم كونه محافظا، وهو أيضا منفتح على الرأى العام والصحافة.

 

عمل السيناتور أيضا على عدة قضايا أبرزها تشديد القوانين المتعلقة بالتبغ، وإصلاح نظام تمويل الحملات، أيد قرار حرب العراق عام 2003، وفى عام 2007 ساند قرار زيادة عدد القوات الأمريكية هناك.

 

صوت المشرع الأمريكى العام الماضى ضد استبدال قانون الرعاية الصحية المعروف باسم (أوباما كير)، ودخل فى معارك مع الرئيس دونالد ترامب الذى كان يدعم الاستبدال.

حياته مع المرض

حضر ماكين جلسة تصويت حاسمة للمشروع فى يوليو 2017 بعد أقل من أسبوعين فقط على خضوعه لعملية جراحية لإزالة تجمع دموى فوق العين، وكان قد تبين بعد تلك العملية إصابته بسرطان الدماغ.

 

لم يحضر ماكين منذ عدة أشهر جلسات المجلس، إذ لازم منزله فى أريزونا للراحة وتلقى العلاج، ويوم الجمعة، أعلنت أسرته أن لن يتعاطى العلاج بعد الآن.

 

لم تكن المرة الأولى التى يتم تشخيص إصابة السياسى الأمريكى البارز بمرض السرطان، ففى عام 2000، اكتشف إصابته بسرطان الجلد، وخضع لعملية جراحية ناجحة لإزالة الأنسجة السرطانية.

اقرأ أيضا