«السادات» يصل متأخرًا مرتين .. واحدة منهم جعلته رئيسًا للجمهورية

السبت 23 يوليو 2016 | 12:24 مساءً
كتب : عبد الحكيم محمد

من الساخر أن الحضور مبكرًا لا يعد دائمًا الحل الأفضل، خاصة إذا تعلق الأمر بالرئيس المصري السابق، محمد أنوّر السادات، الذي تحدد تاريخه خلال مناسبتين حضر فيهما متأخرًا ورغم ذلك هما الأهم في تاريخه الشخصي والسياسي.تحلّ اليوم علينا ذكرى ثورة الـ23 من يوليو 1952، وكان «السادات» أحد أهم الضباط الأحرار الذين قاموا بالتخطيط وتنفيذ الثورة على النظام الملكي والاحتلال البريطاني، ونعرض هنا موقفيّن من حياة الرئيس السابق محمد أنور السادات كان فيهما التأخير أمرًا ذا نفع خلال السطور التالية.السادات يصل متأخرًا إلى الثورة ويكون أول من يصل إلى الناس:رغم أن السادات حسبما ذكر، في كتابه "البحث عن الذات"، كان من أسباب تقديم موعد الثورة على النظام الملكي، ورود معلومات إليه تتحدث عن قلق الملك حيال التنظيمات السرية في الجيش، وانتوائه القيام بحركة تطهير واسعة لاستباق أى حد معادي له ولسلطته، الأمر الذي عجل من القيام بالثورة المقرر لها حسب خطة الصباط الأحرار القيام في عام 1955.كان السادات في رفح آنذاك، وأرسل له عبد الناصر رسالة مع حسن إبراهيم، تسلمها في مطار العريش، يطلب منه النزول إلى القاهرة يوم 22 يوليو، قائلًا «الثورة قد تحدد لقيامها ما بين 22 يوليو و5 أغسطس»، وهو بالفعل ما قام به السادات الذي استقل قطارًا من العريش وصل إلى القاهرة يوم 22 يوليو، إلا أنه لم يجد جمال عبد الناصر في انتظاره، كما ورد له في الرسالة المبعوثة، الأمر الذي جعله يعتقد بأن الميعاد لم يحنّ، وجعله يتصرف بشكل عادي ويصطحب زوجته جيهان السادات في الليل إلى سينما الروضة، التي تغير اسمها إلى اسم «سينما المنيّل بالاس».أثار غياب السادات عن الساعات الاولى لثورة يوليو بسبب وجوده في السينما، التي تعرض ثلاثة أفلام في البروجرام الواحد، لغطًا كبيرًا، حيث يشكك البعض به ويقول إنه قام بذلك رغم علمه أن تلك الفترة حساسة ولا يجب أن يغيب فيها لحظة، كنوع «من اللعب على الحبلين»، بحيث إذا نجحت الثورة فهو بين ضباطها، وإذا فشلت فهو يجلس بجانب زوجته في السينما، ويؤكد أصحاب هذا الظن مزاعمهم بالاستدلال بقيام السادات وعائلته بمشاجرة بعض رواد السينما بعد نهاية العرض، وذهابهم جميعًا إلى قسم الشرطة حيث تم تسجيل محضر بمثول الضابط الأسمر أنور السادات وذلك في منتصف ليلة 22 يوليو، إلا أن التعرف على النوايا وتحليلها يعد أمرًا شاقًا ولا يمكن الاعتماد عليه في ظن أواتهام. وتبع مغادرة السادات للقسم، عودته إلى البيت، حيث وجد ورقة متروكة له مع البواب، الذي أخبره بأن جمال عبد الناصر قد آتى إلى البيت مرتين ليسأل عنه. الأمر الذي يدل على اهتمام عبد الناصر بوجود السادات المكلف ضمن الخطة بمهمة قطع خطوط الاتصالات الرئيسية عن بعض الشخصيات المحددة من قِبل ناصر.وعند قراءة ورقة جمال عبد الناصر التي حدد فيها للسادات ساعة الصفر، انطلق السادات نحو مكان قريب من قيادة الأركان، مع اقتراب فجر يوم الـ23 من يوليو، حيث نفذ مهمته الأولى. وكُلف بمهمة ثانيّة هى سبب معرفة الناس له حينها، وهى إذاعة بيان الثورة الذي سلمه عبد الناصر له لإذاعته عبر "راديو القاهرة".https://youtu.be/L8TOCOHUh0cوبذلك تحدث المفا رقة حيث يصبح من وصل آخيرًا إلى مجلس قيادة الثورة، كان هو الصوت الأول الذي يعرف من خلاله الشعب عامته، أن هناك ثورة.آخر من سلم على ناصر وأول من خلفهوكانت المرة الثانية التي يتأخر فيها السادات، هى المرة، التي اعتلى فيها السلطة التنفيذية بمصر، كان من المعروف منذ عاد رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر من موسكو إلى مصر صيف عام 1970، أنه أخبر السادات أن يرتاح في منزله لبعض الوقت، ولم يؤيد هذا الإيقاف اى طلب رسمي أو قرار من قبل ناصر، حيث ظل بذلك السادات طول الأشهر التي توقف فيها عن عمله، عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي ونائبًا لرئيس الجمهورية. وعرف بعد هذه الوقعة في المطار أن السادات توقف بشكل تام عن تأدية عمله السياسي، وظهرت أقاويل تحدثت بأن السبب وراء هذه الوقعة هو ورود شكوى إلى عبد الناصر عن سوء استخدام زوجة السادات للسلطة، وفقًا لما ذُكر في كتاب، الثورة المضادة في مصر، لكاتبه الدكتور غالي شكري. إلا أن شكري يقول:" إنه رغم انتشار هذه الشائعة كسبب لايقاف السادات المؤقت عن عمله إلا أنه لا يوجد ما يبرهن عليها".وابتعد السادات وفقًا لهذا الإيقاف، عن عبد الناصر خلال الشهور السابقة لموته. وقد كان السادات آخر من يحضر إلى عبد الناصر في فراشه.فهو لم يشهد الساعات المريرة التي عانى خلالها الرئيس عبد الناصر قسوة الألم. ولكنه آتي عندما كان أمر الوقت مقضيًا، فقيل أن آخر ما فعله للرئيس عبد الناصر، هو أنه قَبَّل آحدى يديه، وأغلق عينيّه.وبالرغم من وصول السادات متأخرًا إلا أنه كان أول من يذيع على مسامع المصريين والعالم أجمع نبأ موت الزعيم المصري جمال عبد الناصر. وتسلم بعدها حقه الشرعي والدستوري حاكمًا للبلاد بصفته كان النائب الأوّحد للراحل جمال عبد الناصر.https://youtu.be/P9AV7jIzv5Yوبذلك شكّل التأخير أهم حدثان في تاريخ الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كان الأولى سببًا في معرفة المصريين والعالم كله لصوته، وانتقاله من بكباشي في الضباط الأحرار، إلى عضو فاعل في مجلس قيادة الثورة. وكان الحدث الثاني هو موت الزعيم جمال عبد الناصر وتسلم السادات السلطة رئيسًا لجمهورية مصر العربية.

اقرأ أيضا