رحلة شجن العندليب.. "ابن القدر" ولد يتيمًا ومات مريضًا

السبت 30 مارس 2019 | 10:27 مساءً
كتب : ايمان عبد النور

صوته الملئ بالشجن وعيونه التي يكسوها الحزن رغم ضحكته التي تشع نورًا وتضئ طريقًا لكل من يقابله، ولكن حياته لم تكن سعيدة، فمنذ نعومة أظافره وجد الحزن طريقه إلي قلبه، بعدما فقد والدته بعد مولده بأيام قليلة، توفي والده قبل أن يتم العندليب عامه الأول، ليذوق مر اليُتيم فلم يكن لدي أقاربه مفرًا من العيش مع أبناء خاله ويتربي بينهم في إحدى القري البسيطة بمحافظة الشرقية.

من المعروف أن القري البسيطة يلهو أطفالها في مياة الترعة كنوع من الترفيه عن أنفسهم، ولكن لم يمهله القدر كثيرًا ليستمتع بطفولته البسيطة، حيث انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته، ولقد قال مرة في أحد أحاديثه "أنا ابن القدر"، ليمر بسلسلة طويلة النكبات المغلفة بالمرض اللعين الذي لم يكتشف وقتها علاجاً له، ويدمر كبده الهزيل ليجري خلال حياته واحد وستين عملية جراحية.

حاول عبد الحليم أن يتخلي عن حزنه ويعطي الجمهور جرعة من التفائل في أعماله بغنائيه "ضحك ولعب وجد وحب"، ويبعث في داخلهم الحب والرومانسية، ولكن مع تفاقم مرض البلهارسيا عام 1956، اختفت نبرة التفاؤل في نظرته للحياة وهو ما انعكس علي أعماله الفنية، وحل بدلاً منها نبرة الحزن التي غطت حياته.

لازم المرض والتعب حياة العندليب حتي أنه عز عليه أن يتركه حتي في آخر لحظة في حياته، فأصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد نتيجة مرضه بالبلهارسيا، وكان هذا التليف سببًا في وفاته عام 1977م، فظل أكثر من 11 عامًا لا يعرف عن هذا المرض شيئًا إلا أنه فوجئ بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعو على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف عام 1977، ليؤكد له الأطباء أنه مريض بتليف الكبد، ومع رحله علاجه أصيب بمرض ثالث وهو فيرس سي، والذي انتقل إليه عن طريق نقل دم ملوث، وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية ووفاته في عمر الشباب عن سن يناهز 47 عامًا.