على طريقة فيلم "توت توت".. ذئب يستدرج طفلة من ذوي الإعاقة لاغتصابها بشبرا

الاثنين 24 يونية 2019 | 09:44 صباحاً
كتب : دينا سليمان

لم تكن تعلم أن خروجها لشراء بعض المأكولات هي نهاية البراءة وبداية الشقاء وسط مجتمع لا يرحم ولا يفرق بين ظالم ومظلوم، فالجميع أمامه عند المصيبة مذنب، لا فرق بين طفلة أو أنثى مسؤلة عن تصرفتها، فالكل سواء أصبح يحمل وصمة العار والخذي، ونقمة مرفوض وجودها خوفا من العدوى المشبوهة، ويظل المجتمع يقهر ويؤلم في الضحية حتى تسلك طريق من اثنين إما التخلص من حياتها بعد أن تعيش حالة من الاكتئاب النفسي من نظرة المجتمع لها، أو تسلك طريق الخطأ الذي اتهمت به رغم أنها مجني عليها وليست جانية.

وشاهدنا الكثير والكثير من الحالات المنتهكة وسط "مجتمع بلا رحمة" ولكننا الآن أمام حالة تحتاج مننا لحظة صمت وتفكير عميق، عن ذئب بشري اندفع وراء غرائزه الدنيئة وأعطى ضميره منوم حتى يقوم بفعلته البشعة بدون رحمة أو شفقة على الطفلة المعاقة بعدم السمع، البالغة من العمر 16 سنة، ابنة شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، التي خطفها هذا "الذئب"، وقام باغتصابها بالإكراه مستخدما سلاحًا لتخوفيها وجعلها تستسلم له، ولم يرحمها لإعاقتها ولا لصغر سنها ولا وجود "العذر الشهري" للفتيات.

جريمة ارتكبها "أ. ال" عاطل، ابن الـ 24 سنة، حيث أقدم على خطف "الطفلة" أثناء خروجها لشراء بعد المتطلبات، حال استقلاله "توك توك" استغله لفعلته المحرمة.

وبعد خطفها انتقل بها لمنزله، ثم أشهر في وجهها سلاحا أبيض "سكين" لإرهابها وحتى يتمكن من قتل برائتها باغتصابها، ولم يكف عن ذلك بل قام بسرقة السماعات الطبية التي كانت ترتديها، حتى لا تسطيع الاستغاثة، وبعد أن أشبع رغبته الحيوانية، تركها في حالة إغماء بالشارع، متخيلا أنه فر بفعلته.

وبعد أن عثر أهلها عليها، قرروا أنهم لن يتنازلوا، عن أعز ما يملكون شرفهم، وأنهم سوف يحاربون لأخذ حق "طفلتهم" حتى لا تصبح من النقم التي يرفضها المجتمع.

وقام أهل الضحية، بتحرير بلاغا يحمل رقم "12488" لسنة 2019 جنح شبرا أول، وعرض على النيابة العامة التي أمرت بأخذ عينات واستلام ملابس الضحية التي كانت ترتديها، لإثبات ما تعرضت له المجني عليها، وتم إلقاء القبض على المتهم.

وأصبحت العائلة الموجوعة على ضحيتهم، تتعرض للإبتزاز من قبل محامي الجاني لتحرير ورقة عرفي بتاريخ سابق، ليخرج موكله من الكارثة التي فعلها مثل: "الشعرة من العجين" وكأنه لم يفعل شئ ويخرج للمجتمع ويكرر فعلته الحيوانية في ضحية أخرى، ولكن مازالت هذه العائلة متمسكة بحقوق "ابنتهم" التي فاجأتهم اليوم بنتيجتها الدراسية، حيث نجحت بتفوق وحصولها على المرتبة الأولى بمدرستها، وهنا اختلطت دموع الفرح بدموع القهر.

من جانبه قال صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أنه سيتم إعداد تقرير من المجلس لبحث حالة للطفلة في ضوء المقابلة معها اليوم وما تضمنته أوراق التحقيقات بالنيابة.

وأضاف أنه كان حاضر معها محام من المجلس وأخصائية وجلسوا مع الطفلة وخالتها وحصلوا علي صورة رسمية من الأوراق، مؤكدًا أنه فور علم المجلس بالواقعة أمس تم إبلاغ مكتب النائب العام عن واقعة الخطف والاغتصاب.

وعلى جانب آخر صرحت المحامية بالنقض نادية عبدالله، مسئول الحماية القانونية بالمجلس القومي لشئون الإعاقة، أن المتهم ترك المجني عليها بعدما أشبع رغبته الحيوانية وهي في حالة إغماء بالشارع، مشيرة إلى أنه من متعاطي المواد المخدرة.

وأكدت أنه تم عرض الطفلة على الطب الشرعي وأخذ العينات واستلام ملابسها التي كانت ترتديها، وأنه من المفترض أن يتم أخذ عينة من المتهم.

وأنهت حديثها لـ "بلدنا اليوم" قائلة: "محامي المتهم يحاول بشتى الطرق التصالح وتحرير ورق عرفي بتاريخ سابق مع حفظ الحقوق المادية للمجني عليها"، معلنة رفضها التام لهذه المحاولات التي وصفتها بـ"الهراء".

وعلي صعيد آخر صرحت داليا عاطف، مسئول إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومي لشئون الإعاقة، إنها أبلغت كل من المجلس القومي للطفولة والأمومة وخط نجدة الطفل والذين وعدوا بأنهم سيتدخلوا لمساندة الفتاة معنويًا ونفسيًا خاصة وأن الطفلة تعاني من إعاقة سمعية وقصور ذهني.

وأشارت داليا عاطف، إلى أن أسرة الطفلة تتعرض لضغط شديد من قِبل محامي المتهم وأسرته وابتزازهم بالأموال للموافقة على عقد قران الفتاة على الجاني في النيابة العامة.

وأنهت مسئول إدارة المرأة والطفل بالقومي لشئون الإعاقة، حديثها لـ"لبلدنا اليوم"، قائلة أن المجلس ضد أي انتهاك أو عنف تتعرض له أي فتاة أو امرأة ذات إعاقة، وأكدت أنه سيقوم بدوره المنوط به في التنسيق بين الجهات المعنية بداية من قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية والمجلس القومي للطفولة والأمومة لدعمها والتأكد من توفير مترجم إشارة أثناء التحقيق وسرعة الإجراءات اللازمة حتى تحصل الفتاة على كافة حقوقها.