مصطفى صلاح: تخصيب اليورانيوم ورقة ضغط هامة على الجانب الأوروبي

الاربعاء 10 يوليو 2019 | 03:43 مساءً
كتب : مدحت بدران

قال مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، أن لجوء طهران إلى مثل هذا النوع من التهديدات والمتعلق باستمرار تخصيب اليورانيوم بمعدلات كبيرة تفوق ما تم التوصل إليه في اتفاق الدول الخمس الكبرى في 2015، سوف يفرز عدة سيناريوهات تتعلق بالموقف الأوروبي الداعم لإيران وذلك كما يلي؛ الافتراض الأول يتعلق باستمرار الجهود الأوروبية بتحقيق حالة من التوازن الدولي مع الولايات المتحدة من خلال العديد من القنوات الدبلوماسية بالتعاون مع الصين وروسيا للوصول إلى صيغة مقبولة وتوافقية بين الجانبين، وهذا الأمر يواجه تحديات عدة خاصة في ظل التوترات الأمريكيوة مع الجانب الصيني والروسي، وبالتالي على أوروبا أن تتحمل ضريبة كبيرة من جانب الولايات المتحدة في هذا الإطار.

بينما يرتكز الافتراض الثاني على أن الممارسات الإيرانية حول زيادة تخصيبها ورفع معدلات انتاجها من هذه الأسلحة سيدفع الدول الأوروبية إلى ممارسة هي الأخرى ضغوطًا على طهران بجانب الضغوط المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة والذي قد يفقد الدور الأوروبي حالة التمايز في المواقف في العديد من أمور السياسة الدولية والإقليمية، أي أن الأمر سيضع الولايات المتحدة وأوروبا في جانب وإيران وحلفائها في جانب آخر.

وتوقع " مصطفى صلاح" أن يتحقق السيناريو الثاني في الفترة المقبلة خاصة في ضوء العديد من المؤشرات أهمها ما أظهرته طهران من سياسة عدوانية في المنطقة بما يهدد مصالح الدول الأوروبية أيضًا بجانب الولايات المتحدة، وتأسيسًا على ذلك فإن الأمر هذا الأمر سينعكس بصورة أساسية على موقف طهران التفاوضي فيما يتعلق بالتعويل على الجانب الأوروبي كورقة ضغط هامة مستقبلية في ظل اتجاه العديد من المؤشرات إلى احتمالية التفاوض مجددًا على طاولة المفاوضات.

وعلى الجانب الآخر، ووفق التطورات الداخلية الإيرانية فإن إيران عازمة على التصعيد الممنهج مع الولايات المتحدة في إطار عملية توازن التهديد التي تتعرض له المصالح الإيراني، وهذا ما أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، "أن إيران قطعت الطريق أمام "العدو" في المجال العسكري "وحطمت هيمنته المصطنعة" في نفسيات الشعوب". وتأتي هذه التصريحات وفق استراتيجية إيران الهادفة إلى التعويل على وجود مناخ إقليمي ودولي رافض للحرب، ومن بينهم بعض القادة الأمريكيين.

ومن زاوية أكثر شمولية فإن هناك بعض الأطراف الإقليمية المستفيدة من هذا التصعيد وإطالة أمدة خاصة إسرائيل التي تعادي التواجد الإيراني في المنطقة وخاصة في سوريا، وبالتالي فإن إسرائيل تحاول أن تستثمر هذا المناخ المتوتر في المنطقة لتحقيق نجاحات عسكرية للقوات الإيرانية المتواجدة في سوريا أو في استهداف مواقع للنظام السوري، في ظل انشغال القوى الإقليمية والدولية بالتوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران.

اقرأ أيضا