تعرف على عقوبة قتل الأب لإبنته والزوج لزوجته في جرائم الشرف

السبت 17 اغسطس 2019 | 10:52 صباحاً
كتب : عمرو علي

انتشرت فى الفترة الأخيرة جرائم نتابعها لأول مرة، فقد تفاجئ أب بوجود ابنته مع عشيقها في غرفة النوم وقام الأب بقتلهم، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الوقائع، " ما عقوبة الأب الذي يقتل زوجته، أو ابنته في حالة تلبس".

ونصت المادة ٢٣٧من قانون العقوبات على "من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا وقتلها في الحال هي ومن يزني بها يعاقب بالحبس بدلا من العقوبات المقررة في المادتين ٢٣٤ و٢٣٦ الخاصتين بالقتل العمد وعقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة، والضرب المفضي إلي موت وعقوبته الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن من ثلاث إلي سبع سنوات".

كما يوجد بتلك المادة عذرا مخففا فالمشرع هنا راعي البواعث والأسباب التي تدفع الجاني إلى مقارفة القتل و العذر المخفف لا يغير من وصف الجريمة ولا من نوعها ولكن تغييرها من جناية إلى جنحة، وذلك بناء على عقوبة الحبس التي تنص عليها المادة بدلا من عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة .

ولابد من توافر ثلاثة شروط في تلك الجريمة، وهم " صفة فاعل، و مفاجأة في حالة التلبس والقتل في الحال" .

١_صفة فاعل

من أهم الشروط التي يتطلبها القانون في جريمة قتل الزوجة بسبب تلبسها في الزنا هو أن يكون الجاني زوجًا لها، وبذلك لا يمكن أن تقوم هذه الجريمة إذا وقع فعل قتل الزوجة من شخص آخر غير الزوج مثل الأب أو الأم أو الأخ أو أي شخص آخر مهما بلغت درجة القرابة من المجني عليها

ماذا لو فاجأت الزوجة زوجها في نفس الوضع !!!

القانون هنا يعتبر أن الزوجة ليست لديها الحق بقتل الزوج في حال تلبسه في حالة زنا، وذلك يرجع إلى أن الشرع أعطى الحق للرجل بالزواج من أربع، وبالتالي من المحتمل أن تكون المرأة التي يضاجعها الزوج هي زوجته الثانية، كذلك لا تنطبق المادة٢٣٧ على الخطيب أو الخليل حيث إذا رأى أحد منهما فتاته تواقيع آخر وقتلها، فسيسأل عن جريمة قتل عمد ولن يستفيد من تخفيف العقوبة، أما إثبات صفة الزوجة فيرجع إلى قانون الأحوال الشخصية، ولذلك إذا كان الزواج فاسدًا لأي سبب من الأسباب أو أن علاقة الزوجية قد انتهت بناء على «طلاق بائن» فلا يستفيد الزوج القاتل من تخفيف العقوبة.

٢_مفاجأة في حالة التلبس

أوجب المشرع لتوافر العذر المنصوص عليه في تلك المادة لابد ان تكون جريمة الزنا في حالة تلبس وان يتوافر عنصر المفاجأة للزوج والتلبس يتوافر متى وجد المتهم في ظروف تقطع بحصول فعل الزنا منه وتؤخذ من واقع الحال .

٣_القتل في الحال

والحكمة التي من أجلها خفف المشرع عقوبة تلك الجريمة أن الفاعل يفقد في غالب الأحيان السيطرة على أعصابه ويندفع الي ارتكاب الجريمة دفاعا عن شرفه، ومن ثم فمن المنطقي اشترط المشرع أن تقع جريمة القتل في الحال .

ماذا لو تعدد الجناة في جريمة قتل الزوجة

بالنسبة لتعدد الجناة في جريمة قتل الزوجة الزانية وشريكها فالزوج يعاقب بعقوبة جنحة إذا كان فاعلا أصليا لجريمة قتل زوجته الزانية، وباقي المتهمين يسألوا عن جريمة قتل عمد لعدم توفر صفة الزوج في شخصهم .

وأخيرا لا يستفيد الأب من العذر المخفف المنصوص عليه بالمادة ٢٣٧ من قانون العقوبات لا هو ولا أشقاء المجني عليها لانتفاء صفة الفاعل المنصوص عليه بالمادة.

ولكن يجوز للمحكمة وضع تلك الأمور في الاعتبار وان تستعمل سلطتها بانزال العقوبة إلى الحدود المنصوص عليها بالمادة 17عقوبات الخاصة بالظروف المخففة والنزول من العقوبة الأشد إلى العقوبة الأخف.