"تطوع في الجيش رغم إعفاءه".. قصة المقاتل محمد يعقوب أحد أبطال حرب أكتوبر

الاحد 06 أكتوبر 2019 | 12:56 مساءً
كتب : سارة محمود

حمل صديقه على ذراعيه لمسافة 2 كيلو لشاطئ قناة السويس، بعد إصابته بشظايا من الصواريخ، وسط صواريخ ورصاص تحلق في سماء سيناء، وهو لم يدرك ماذا سيصبح مصيره بعد تلك المخاطرة، هل سينجو بزميله الذي دفع بحياته من أجله أم سيصبحان شهيدين فداءً للوطن.

محمد طه يعقوب.. المقاتل الذي لا يزال صورة لجندى مجهول يرفع علامة النصر، حاصل على الشرف الوطني في المشاركة بحرب أكتوبر المجيدة كما يقول دائمًا، تعرف ملامحه كل من سمع أو شاهد أو أراد أن يكتب ملحمة أو يروى سيرة بصرية لملحمة أكتوبر المجيدة، خاصة وأنهم سطروا أروع قصص التضحية والفداء في عشق تراب هذا الوطن الغالي.

صاحب علامة النصر

"دماء وحروق وموت وكر وفر".. هكذا كانت حياة "طه" فى الخامسة من عمره؛ فعاصر الاحتلال الإنجليزي، وربما يكون هذا السبب الكافي ليفجر بداخله الوطنية بين عروقه ليدافع عن أرضه فى الكبر، فضلاً عن دراسته فى الثانوية العامة لمادة "الفتوة" والتي تتمثل في التربية العسكرية حاليًا؛ حيث كانت تغرس بداخلهم الانتماء وحب الأوطان، فقرر الالتحاق بالجيش لأداء الواجب الوطني، وعلى الرغم من حصوله على تأجيل، لأنه مدرس، إلا أن الرغبة الملحة بداخله أجبرته على الالتحاق بالجيش للدفاع عن أرضه وخروج الاحتلال الصهيوني من أرض الفيروز.

صاحب علامة النصر

فتوجه مع رفاقه إلى منطقة التجنيد وقابلوا المسئول الذي قال لهم "ليس لكم حق دخول القوات المسلحة"، وبالرغم من رفضه 3 مرات من قبل إدارة التجنيد، إلا أنه لم ييأس فذهب في المرة الرابعة والأخيرة، بعد زواجه من زوجته لتكون صاحبة البهجة عليه، ويتم قبول أوراقه، ومن ثم يسلم نفسه فى اليوم الثاني من الموافقة، وبعد ذلك التحق بالفرقة 19 بالجيش الثالث بمدينة السويس، الكتيبة 22 مشاه ميكانيكى، ليقضي فى الجيش 4 سنوات متتالية، وفي الخامسة اندلعت حرب أكتوبر المجيدة.

صاحب علامة النصر

وفى اليوم الثالث من الحرب، فى منطقة عيون موسى أصيب زميله بشظايا من الصواريخ التي قذفتها إسرلائيل، ما أدى إلى قطع ساقه، وكان لابد من حمله مسافة 2 كيلو لشاطئ قناة السويس وعبورها وتسليمه للعلاج، فكان هو المتطوع لنقل زميله وهو فاقد الوعي، وبعد تسليمه قابله محرر حربي من جريدة الأخبار، وطلب أن يلتقط له صورة بعد أن رأى ما فعله مع زميله، فقام برفع يديه بعلامة النصر، اتي لم يعلم أنها ستكون علامة النصر، وأنما كان سببها أن هو تضاريس سيناء وانها تقع بين خليجي العقبة والسويس، ومن هنا ظهرت علامة النصر بالأصبعين السبابة والوسطى.

وبالرغم من ذلك إلا أنه كان كل ما يدور فى ذهنه فى هذا التوقيت هو إرسال رسالة للعالم بأكمله أن مصر قد تحررت من الاحتلال الصهيونى، خاصة أن خليج السويس وخليج العقبة محتضنان أرض سيناء.

اقرأ أيضا