حرب أكتوبر.. قصة الشفرة التي حيرت الإسرائليين في انتصارات 1973

الاحد 06 أكتوبر 2019 | 01:41 مساءً
كتب : سعيد خالد

( ستياكي بوجومرو ، ساع آوي باجد ، اشوريا ، اوسكو )، كلمات غير معروف معناها للكثير، لكن أصحابها والذين يتحدثون بها جزء لاينفصل عن جسد تاريخ مصرنا الحبيبة.

تلك الكلمات من اللغة النوبية، والتي كان لها دور كبير في حرب أكتوبر العظيمة، ومساهمتها في الخطة التي وُضعت من القوات المسلحة لمنع إسرائيل من معرفة مايدور داخل القيادة المصرية وعدم فك شفرات الرسائل.

بداية فكرة استخدام اللغة النوبية

بدأت الفكرة عندما علم أحمد محمد أحمد ادريس، واحد من مجندي قوات حرس الحدود، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يبحث عن طريقة لتفادي فك الشفرات خلال الحروب، فعرض فكرة استخدام اللغة النوبية، والتي يصعب على إسرائيل معرفتها، حيث عرضها على أحد قادته والذي عرضها على رئيس الأركان والذي بدوره أبلغ بها السادت والذي أُعجب بها وقرر الإستعانة باللغة النوبية.

"أم رفاعي البسيطة".. قصة سيدة أنقذت أبطال حرب أكتوبر من قبضة إسرائيل

وتعد اللغة النوبية واحدة من أصعب اللغات في العالم كونها لاتكتب وغير موجودة في القواميس ولايتحدث بها سوى النوبيين ولهذا لم تعرف بها اسرائيل وفشلت في حل الثغرة.

صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر

قال إدريس : "أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات و وافق على الفور و فوجئت باستدعائه لي وعندما وصلت لمقر أمني لمقابلته وانتظرت الرئيس بمكتبه حتي انتهي من احد جتماعاته، و شعرت بالخوف والقلق كونها أول مرة أقابل رئيس مصر اتجه نحوي و وضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة و تبسم لي و قال : فكرتك ممتازة ، لكن كيف ننفذها ؟.

بالفيديو| "اتبرعنا بالدم للإسرائليين".. بطولات "تمريض السويس" في حرب أكتوبر

وتابع:" فقلت له : لابد أن يتم الاستعانة بجنود يتحدثون النوبية و هؤلاء موجودون في النوبة خاصةً أبناء النوبة القديمة و ليس بنوبيي 1964، و هم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة ، و أضاف الصول ادريس قائلاً : "هم متوفرون بقوات حرس الحدود" ، فابتسم السادات و قال : "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح".

بداية تنفيذ فكرة اللغة النوبية في حرب أكتوبر

كشف إدريس، أنه بعد عودته إلى قيادته، عرف بأنه تقرر استخدام اللغة النوبية كشفرة واستعانوا بالفعل بعدد من المجنديين النوبيين والذين بلغ عددهم 70 وذلك في عملية إرسال واستقبال الشفراتو وتم تدريبهم على ذلك، وذهبوا جميعًا إلى خلف الخطوط بداية من عام 1971 و حتى حرب 1973 .

وأكد أنه تلقى تهديد من السادات بالإعدام بعدم الإفصاح عن هذا السر، موضحًا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

وعن تفسير لبعض الكلمات قال أن كلمة أوشريا الأكثر استخدام في خلال الحرب وتعني "اضرب" بينما " ساع آوي" تعني الساعة الثانية، حيث تلقة جميع الوحدان أوشريا ساع آوي وهو يعني أنها ساعة الصفر وانطلق الجميع إلى تأدية دوره في حرب أكتوبر.

اقرأ أيضا