بـ"البيجامة الكستور".. هكذا خرج الصهاينة من سيناء على يد السادات

الاحد 06 أكتوبر 2019 | 07:16 مساءً
كتب : محمود صلاح

رفعت مصر راية الحرب في الثانية عشر ظهرًا، فامتلأت سماء سيناء بالطائرات الحربية وعلى جانبيها الأعلام المصرية ذات الثلاث ألوان، وتعالت أصوات الجنود الصائمين في ساحة القتال، يتسلقون واحدًا تلو الآخر على الجبال العالية لتحرير أرضهم، وبعد مرور 6 ساعات على بداية الحرب المشتعلة، أعلنت الإذاعة المصرية سيطرت جيشها على مناطق كثيرة من المستوطنات التي أنشائها الجيش الإسرائيلي، وتمكنوا من عبور الضفة، لتكشف للعالم أنها قادرة على خلق المعجزة في ساعات قليلة بقدرة أبطالها.

وبعد انتهاء الاشتباكات بين الجيوش العربية " مصر وسوريا" والكيان الصهيوني، وبدأ عملية إجلاء الضحايا للسعى نحو تحقيق السلام، بدأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يفكر كيف يرُد الأسرى الإسرائيلين إلى بلادهم، مع أنهم أعلنوا للعالم بأنهم الجيش الذي لا يقهر، إلا أن قهرهم كان على يد السادات الذي أمر بتجريدهم من ثيابهم العسكري الملطخ بدماء الأبرياء، وارتدائهم جميعًا للبيجامة الكستور الملونة التي يرتديها الأطفال في سن السادسة، ويرتديها الرجال أيضًا أثناء النوم فقط.

بالفيديو.. أحد أبطال حرب أكتوبر يروي كواليس الاستعداد للمعركة

كان القماش "الكستور" في ذلك الوقت يرتديه الفلاحون الذين يعانون من ضائقة مالية، في الصيف والشتاء، وهو ثياب ثقيل يعيش لمدة طويلة، ولذلك كان يحتفظ به العديد ممن كانت حالتهم المادية ليست على ما يرام، ولذلك حرص الرئيس السادات على أن يجردهم من زيهم العسكري الذي يهددون به العالم في عملياتهم البشعة، ويكشف سرهم ويعلن فضائحهم أمام الجميع لتلطقت الكاميرات التاريخية صورًا كثيرة هؤلاء الجنود العائدون إلى تل أبيب بتلك الزي الموحد.

مساعد وزير الخارجية: قرار السادات يوضح مدى الاستهزاء بالصهاينة

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن سبب قرار الرئيس الأسبق، محمد أنور السادات، بأن يعود الأسرى الإسرائيلين إلى بلادهم بالبيجامة، هو أمر قد يكون فيه حنكة سياسية، ويحاول خلاله ألا يعود الأسرى بملابسهم العسكرية التي خرجوا من بلادهم بها، ولا بملابس مدنيين كمثل البشر الأحرار، ولكنه حاول أن يثبت لقيادتهم أن جنودهم كانوا نائمين في حين أن الجيش المصري يقظ طوال الوقت واستغل نعاسهم.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك أمور آخرى وضعت في الحُسبان، وهي أن مصر لن تشتري لهم ملابس مدنية لكي يعودا إلى بلادهم، ولا تسمح بأن يعودا بملابسهم العسكرية، فتلك البيجامات التي كانوا يرتدونها مثل البيجامات التي تصنع في المحلة الكبرى، من القطن السميك الثقيل الذي يرتديه بسطاء الحال.

وأضاف رخا، أن الهدف الرئيسي هو عدم اهتمام الرئيس الراحل بهؤلاء الأسرى وأيضًا ولا الكيان الصهوني، وذلك عادوا إلى بلادهم في ملابس النوم التي كانت في مصر لا يرتديها العديد إلا في وقت نعاسهم.

"يا أم المتطاهر رشي الملح سبع مرات"

وأثار تصريحًا صحفيًا للعقيد حاتم صابر، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي والضابط السابق بالقوات المسلحة، جدلًا واسعًا واستهزاءً بقوات الكيان الصهيوني، حيث كشف سر قرار الرئيس الراحل أنور السادات بأن يرتدي الأسرى اليهود البيجامات الكستور أثناء عودتهم إلى تل أبيب بعد الهزيمة فى أكتوبر 1973.

قال حاتم إنه في الأرياف المصرية قديمًا، كان حلاق الصحة يقوم بإجراء عمليه الطهور للأطفال الذكور عندما يتموا عامهم السادس، وعقب الانتهاء من العمليه بنجاح يرتدي الطفل البيجاما الكستور والتي كانت تعد "أفخر أنواع الثياب عند الفلاحين"، وتكون رقيقة الملمس حتى لا يتألم الطفل من جرح العملية، وبعد ذلك يزفه أهل القرية مرتديا "البيجامة الكستور المقلمة"، وينشدوا لأمه "يا أم المتطاهر رشي الملح سبع مرات"، كناية عن درأ الحسد عن ابنها الذي أجريت له الجراحة حديثا.

بـ6 طرق مختلفة.. خدع استخدمها الرئيس السادات لتحقيق النصر في حرب أكتوبر

وعلق الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، أن الرئيس الراحل كان له تفكيرًا مختلف تمامًا عن العديد من الرؤساء السابقين، وهذا النوع من التعمد في عودة الأسرى على هذه الحالة، قد يكون نوعًا من الاستهزاء والسخرية، وذلك لأنهم كانوا يتباهون بقواتهم وأنهم الجيش الذي لا يهزم، وهذا كان من أهداف السادات أن يظهر للعالم أنه قادر على هزيمة تلك الجيش المغتصب للأراضي العربية.

وأضاف ثابت، أن هذا النوع من العودة لتل أبيب قد يؤثر من الناحية النفسية على الشعب الإسرائيلي، لأنه لا يمكن أن يتخيل مواطن عودة جنود بلاده بالبيجامات التي يرتديها وقت النوم فهذا يكون صعبا للغاية، وأيضًا فكرة خط برليف التي عاشوا على أمل أن تستمر استطاع الرئيس الراحل تدمير ذلك الخط، وهذا له تاثيرًا سلبيًا على الجيش والجنود عامة.

وأكد الخبير النفسي، أن عودة الجنود الإسرائيلين إلى بلادهم بالبيجامة، وهو نوعًا من أسوأ أنواع الاستهزاء، وفيه رسالة قوية أراد السادات أن يوصلها لقادة الكيان الصهيوني بأن جنودهم كانوا "نايمين على نفسهم " والدليل أن الجيش المصري حرر أرضه، وعادا إليهم الأسرى بالبيجامات.

وأشار ثابت، إلى أن الأغنية التي ألفها الفنان أحمد عدوية، كانت متعلقة بتلك المقولات "الجيش الذي لا يقهر" ومن أجلها قال عدوية "كله على كله.. لما تشوفه قوله.. هو فاكرنا أي مش مالين عنيه"، مضيفًا أن الدول الأوروبية والكيان الصهيوني، أعلنوا أن السادات هو الرجل الوحيد الذي استطاع التعامل مع القادة الأوروبين والكيان المحتل بشكل سياسي صحيح.