"ينبع من الجنة والرسول سأل عنه جبريل".. أغرب أسرار وخفايا نهر النيل

السبت 12 أكتوبر 2019 | 09:54 مساءً
كتب : محمد حسن

مثلما يجري الدم في جسد الإنسان فيبقى حيًّا متحركًا، يجري نهر النيل في مصر كأنه شريان الحياة، منذ آلاف السنين وإلى اليوم.

وعلى مدار التاريخ، ظل النيل مصدر أمان للمصريين، لكن الفترة الأخيرة شهدت قلقًا شديدًا منهم على النهر الخالد، بسبب بناء "سد النهضة" الإثيوبي، وما قد يتبعه من تأثير على حصة مصر من المياه.

وتطور تقدير المصريين لنهر النيل إلى التقديس، حتى أنهم أضفوا عليه صفات وحكايات أسطورية من وحي خيالهم، سواء في كتب التاريخ أو الدين أو التراث أو حتى السنة النبوية نفسها.

نهر النيل 1

وفي كتاب "بين التاريخ والفلكلور"، للمؤرخ الدكتور قاسم عبده قاسم، يستعرض المؤلف كيف عكست أدبيات المصريين قبل وبعد الإسلام مدى احتفائهم بالنيل.

اقرأ أيَضًا: قريبا.. فيسبوك يجتاح العالم بـ"اختراق العقول البشرية"

أول هذه الأساطير المُمجِّدة في النيل، بحسب ما رواه معظم الجغرافيين والمؤرخين الذين كتبوا عن النهر، منذ عبد الرحمن بن عبد الحكم حتى السيوطي ورفاقه من كتاب عصر السلاطين المماليك، تقول إن "نهر النيل ينبع من جبال القمر خلف خط الاستواء من عيون في الأرض تجتمع في عشرة روافد، تجتمع كل خمسة منها لكي تصب في بحيرة ثم تخرج ستة أنهار من البحيرتين لتجتمع مرة أخرى في بحيرة واحدة ثم تخرج ستة أنهار من البحيرتين لتجتمع مرة أخرى في بحيرة واحدة حيث يخرج نهر النيل".

نهر النيل 2

كما كان المصريون قديمًا يقسمون الأنهار إلى أربعة يعرفونها جيدا، هي "سيحون وجيجون والفرات والنيل"، ويعتقدون أنها "تخرج من أصل واحد من قبة في أرض الذهب وراء البحر المظلم، وأن تلك الأرض من أرض الجنة، وأن تلك القبة من زبرجد، وأنها قبل أن تسلك البحر المظلم أحلى من العسل وأطيب من رائحة الكافور".

وتطور أمر تأثير النيل في وجدان المصريين وتراثهم لدرجة أنهم نسبوا أحاديث للنبي محمد تتكلم عن النهر، ومنها حديث المعراج الذي يقول بحسب أسطورتهم: "ثم رُفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلاقل هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان. قلت ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات".

نهر النيل 3

وينقل المؤرخ المصري الشهير تقي الدين المقريزي في خططه، ما جاء في كتاب "غريب الحديث" لابن قتيبة، أن النبي قال: "نهران مؤمنان، ونهران كافران، أما المؤمنان فالنيل والفرات وأما الكافران فدجلة ونهر بلخ".

ويعلق المؤرخ قاسم عبده قاسم على كل هذا قائلا إن هذه الأحاديث المنسوبة إلى النبي تعكس أمرا مهما يتعلق بموقف الوجدان المصري من نهر النيل، ومدى مكانة النهر في العقلية الشعبية وعواطف الناس التي تتعلق بالنهر الخالد.

اقرأ أيضًا: أبوه تزوج 4 وترتيبه الـ13 .. تفاصيل من الحياة الشخصية لـ"آبي أحمد"

أسطورة أخرى لها مرجعية دينية تقدس النيل، تروي "أنه لما خلق الله آدم عليه السلام، مثل له الدنيا، مشرقها ومغربها، وسهولها وجبالها، وأنهارها وأبحارها، وبناءها وخرابها، ومن يسكنها من الأمم ومن يملكها من الملوك، فلما رأى مصر أرضا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة وتمزجه الرحمة فدعا للنيل بالبركة، ودعا في أرضه، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات".

أساطير النيل في نفوس المصريين شملت كذلك الأسماك التي تنمو في أعماقه، فتحدثوا عن سمكة تُسمى "الرعادة"، قالوا إنها تصيب من يلمسها بالرعشة، ولذلك كان الصيادون يعمدون إلى إخراجها من شباكهم فور صيدها.

كذلك، فإن من الكائنات المائية التي دارت حولها خرافات وأساطير المصريين عن النيل سمكة زعموا أنها تعيش في النهر "شبيهة بإنسان ذي لحية طويلة، أطلقوا عليها اسم "شيخ البحر"، كانوا يعتقدون أنها سمكة مشئومة إذا ظهرت في مكان أعقب ظهورها القحط، والموت، والفتن.

اقرأ أيضا