"جراد بيحط على أرض خضرا".. كيف فضح مسلسل "أرابيسك" أجداد أردوغان؟

الاحد 13 أكتوبر 2019 | 09:07 مساءً
كتب : محمد حسن

"الغزو".. هذه هي الثقافة التي تعرفها تركيا على مدار عقود طويلة، منذ السلطان سليم الأول إلى الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

"أردوغان" الذي يبدو أنه يحلم باستعادة "أمجاد" امبراطورية أمجاده العثمانيين قرر ببساطة غزو شمال شرق سوريا قبل أيام، ومهاجمة وملاحقة الأكراد بسبب عداوته التاريخية لهم.

وقبل 5 قرون، كانت لمصر قصة مع العثمانيين الغُزاة، عندما دخل السلطان العثماني سليم الأول مصر بعد هزيمة السلطان قنصوه الغوري ثم السلطان طومان باي، واحتلاله القاهرة عام 1517.

كان "سليم" يزعم أن ما فعله حلقة من سلسلة "الفتح العثماني" للبلاد لتأسيس الخلافة العثمانية فيما بعد، ولكن مصر عانت في ظل هذا الحكم سنوات حالكة السواد.

اقرأ أيضًا: سبق "صلاح" بـ50 سنة.. شاهد عمر الشريف يتألق على غلاف مجلة "GQ"

وبعيدا عن الكتب أو الحكايات التاريخية، نجد أن الدراما التلفزيونية سلطت الضوء ببراعة على هذه القضية، وكيف استنزف العثمانيين مصر، وذلك في مسلسل "أرابيسك"، الذي كتبه المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة، وأنتج عام 1994.

استطاع "عكاشة" فضح مساوئ الغزو العثماني في حوار درامي ثري جرى بين شخصيتي حسن النعماني "أرابيسك" الذي لعب دوره الفنان صلاح السعدني، وبين "الأستاذ وفائي الذي جسده الفنان حسن حسني، ويعاد نشره بكثافة على "فيسبوك" هذه الأيام.

يبدأ الحوار كالتالي:

حسن: كرسي السلطان سليم؟

وفائي: آه.. ماتعرفش السلطان سليم يا حسن؟!

حسن: سليم الأول؟ مش ده اللي هزم قنصوه الغوري في مرج دابق وبعدين شنق طومان باي على باب زويلة؟!

وفائي: هو بعينه كويس.. والله إنك عارف المعلومات دي يا حسن!

حسن: لا ما أنا لسه يا أستاذ مانستش دروس التاريخ بتاعة إعدادي وثانوي لغاية دلوقتي، خصوصا دروس الفتح العثماني لمصر .. دي بقا لازقة في دماغي بالغرا.

يسأل "وفائي": "اشمعنى المعلومات دي بالذات يا حسن؟!"، فيشرح الأخير:

أقولك يا أستاذ.. وأنا صغير.. كنت دايما أسمع جدي بيحكي لأصحابه وولاده عن جدنا الكبير راس العيلة.. عبد الرحمن النعماني.

كان بيقول إنه مات في تركيا وقبره لسه موجود في إسطنبول لغاية دلوقتي، أنا لما كبرت سألت أبويا عن الحكاية دي.

وقال لي إن السلطان سليم الأول لما دخل مصر، لمّ أحسن العمال والصنايعية في كل طوايف المعمار وسفرهم على تركيا علشان يبنوا له جوامع وخانات وحمامات، علشان يخلوا إسطنبول أحلى من مصر المحروسة، أو على الأقل زيها، وكان جدي عبد الرحمن النعماني من الناس اللي راحوا هناك ، بس راح مارجعش.

اقرأ أيضًا: بناه أيرلندي وأحرقته بريطانيا.. 10 معلومات لا تعرفها عن "البيت الأبيض"

يلخص "حسن" ببساطة الكارثة التي ألحقها السلطان سليم الأول بمصر، وكيف جرّفها من كل علمائها وفنانيها ليستأثر بمواهبهم في بلاد الأتراك.

يؤكد "وفائي" على هذا الكلام قائلا: "مظبوط يا حسن.. ودي أكبر جريمة ارتكبها السلطان سليم والسلاطين اللي بعده.. جردوا مصر من كل فنانينها اللي عملوا التحف العظيمة في عصر المماليك.. وشحنوهم على تركيا.. وده الفرق بين المماليك والتراكوة".

ثم يشرح أكثر: "المماليك استقروا في مصر، واعتبروها بلدهم، وابتدوا يبنوا ويشجعوا الفنانين والصنايعية، والحقيقة كانوا بيسابقوا بعض ويباهوا بعض وكل واحد فيهم عاوز يعمل حاجة جميلة باسمه، علشان كدة سابوا لنا كنز في العمارة وفنون النقش والزخرفة، لغاية النهاردة مالية مصر".

ثم يختم بإطلاق وصف معبر عن الأتراك: "التراكوة ماكانوش كده.. كانوا زي سرب الجراد اللي بيحط على أرض خضرا يمسحها ومايسيبش فيها عود أخضر".

اقرأ أيضا