بدون أمان.. الموت يطارد ملائكة الطرق (تحقيق)

الاثنين 14 أكتوبر 2019 | 04:37 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

جنود مجهولون على الطريق، حياتهم دائمًا في خطر لا يحصلون على ما يستحقون من حقوق بالرغم من كونهم يؤدون واجباتهم بالشكل المطلوب.

"رجال الإسعاف" تلك الفئة التي تقوم بمهام يصعب على الكثيرين القيام بها، يخرجون كل يوم من أجل إنقاذ الأرواح، لكن في أحيان عدة يدفعون الثمن نتيجة هذا العمل بسبب تقصير البعض ممن يتولون المناصب الهامة.

"ما بين مصاب على الطريق أثناء نقل حادثة، أو متوفي نتيجة انفجار إطار سيارة، ولم يخلوا الأمر من مصاب نتيجة عدوى أو حتى انزلاق غضروفي"، تلك هي الحياة التي يعيشها العاملون بمرفق الإسعاف، هذا المرفق الذي بالرغم من أهميته إلّا أنّ العاملين به لا يتوفر لهم أيّا من عوامل الأمن والسلامة، التي تجنبهم خسائر بشرية ومادية، وتعرض حياة العشرات منهم يوميًا للخطر.

في هذا التحقيق نكشف المخاطر التي يتعرّض لها العاملون بالمرفق كل يوم، والتي أدت إلى إصابة العشرات منهم ووفاة كثيرين نتيجة الإهمال والتقصير من قبل البعض، ومحاولة إجابة بعض المسؤولين على التساؤلات المتواجدة في التحقيق ورفض البعض الحديث نهائيًا.

الاسعاف

عدم غلق الطريق يودي بحياة العشرات

"النكلاوي" أصيب بشلل نصفي بعد اصطدام سيارة به وهو يُسعف مصابًا

في الثالث من مايو قبل حوالي 5 أعوام، صباح يوم الجمعة، بنقطة إسعاف الكيلو 133 طريق مصر إسكندرية الصحراوي، جلس محمد برفقة زملائه يتسامرون يبحثون عن قسط من الراحة، خاصة بعد ليلة مرهقة لكنّ عملهم يجبرهم أن يكونوا دائمًا مستعدين فحياة الكثير من الأرواح بين أيديهم، لم يعتقد بطل قصتنا أنّ تلك الليلة ستكون الآخيرة له في هذا المكان الذي قضى به سنوات عدة.

محمد سعيد النكلاوي أربعيني يقيم بمحافظة البحيرة، أحد العاملين بهيئة الإسعاف المصرية، بدأ محمد العمل في الهيئة قبل حوالي 10 أعوام وتحديدًا في عام 2008، كان حلمه أن يصبح أساسيًا وأن تقوم الهيئة بتثبيته، وبالفعل حقق هذا الحلم لكنّ فرحته لم تستمر طويلًا، خاصة بعدما تعرّض لحادث أثناء نقله لإحدى الحالات مما تسبب في إصابته بشلل نصفي.

" نزلت أنقل المصابين والطريق مفتوح دقايق وكلنا بقينا في عالم تاني" كان محمد مع زميله وليد في الوحدة، فجأة بدأ الجهاز اللاسلكي الخاص بهم يرسل إشارات لهم للإبلاغ عن حادثة على الطريق الصحراوي، هموا مسرعين من أجل إنقاذ المصابين، الوقت كان مبكرًا لذا فلم يكن هناك زحمة مرورية، مما مكنّهم من الوصول إلى موقع الحادثة بعد دقيقتين من خروجهم.

خرج محمد من السيارة وبدأ وليد يتخذ عوامل السلامة و الأمان الذين تدرّبوا عليها أثناء نقلهم لحالات مصابة على الطرق السريعة، والذي ينص على إيقاف سيارة الإسعاف خلف الحادثة حتى يتجنبوا خطر اصطدام سيارة بهم، إصابة حوالي 5 أفراد من أسرة واحدة الأب والأم وابنتان وشخص آخر، بدأ محمد وزميله يعملون على إسعافهم، إصاباتهم لم تكن خطيرة مجرد جروح وكدمات بسيطة، جلس محمد أمام السيدة محاولًا تخفيف صدمتها، لم يهتم بالطريق والذي كان لا يزال مفتوحًا دون وجود أي دعم من النجدة لإغلاقه لحين الانتهاء من نقل المصابين، كان هناك أحدهم يستقل سيارته بسرعة جنونية دون أن يدري بوجود حادثة أمامه، ليستقر محمد ومصابي الحادثة وبعض المواطنون الذين تواجدوا للمساعدة، تحت عجلات السيارة بينما دُفع وليد بقوة على الطريق.

16 مصابًا و3 وفيات كانت الحصيلة، محمد وزميله وليد كانوا من بينهم، حاول المواطنون على الطريق إسعافهم بدوؤا يحملون المصابين بسيارة الإسعاف والتي وضع بداخلها أعدادًا كبيرة، حاول أحدهم حمل محمد ووضعه هو الآخر لكن في كابينة السيارة من الأمام بالرغم من أنّ إصابة محمد لم تكن خطيرة، فقط كسر بالعمود الفقري، إلّا أنّ وضعه بطريق الخطأ بالسيارة من قبل المواطنين جعله يصاب بقطع في النخاع الشوكي أفقده الحركة نهائيًا، ليستقر حتى اللحظة على كرسي متحرك، بينما أصيب زميله وليد بكدمات وجروح بسيطة.

محمد النكلاوي اعتبر أنّ ماحدث معه كان إهمالًا خاصة وأنّ غيره العشرات من المسعفين يتعرّضون للخطر يوميًا أيضًا نتيجة هذا الأمر، فقانونًا هناك أحد رجال النجدة الذين يتلقون البلاغ وعلى الفور يقوم بإبلاغ أقرب سيارة متواجدة لمحل الواقعة والتي تتحرك على الفور وتقوم بتأمين الطريق، لكن في الواقع فهناك عدد من نقاط الإسعاف بجوارها نقطة مرور، وحال وجود بلاغ ويتوفر سيارة نجدة تخرج برفقة الإسعاف،حال عدم وجود سيارة نجدة من الممكن أن يذهب أحد أمناء الشرطة برفقة المسعفين، كآفة تلك الأمور تتم بشكل ودي بين الجانبين مما يتسبب في الكثير من الكوارث، وماحدث معه كان خير مثال.

الاسعاف

"مكايد" لم يمهله القدر لاستكمال مهمته بسبب عربة نقل

كان الوقت مبكرًا، استغاث به أحدهم بعدما أصيب في حادثة، طلب منه أن يجلب له بعض المياه لكي يروي عطشه، نفذ طلب المصاب لكنّ القدر لم يمهله مزيد من الوقت حتى يستكمل مهمته.

محمد مكايد أحد مشرفي هيئة الإسعاف والبالغ من العمر 48 عامًا، والذي راح ضحية حادث أثناء عمله على الطريق قبل ثلاث أعوام وتحديدًا في السادس من أبريل عام 2016، اليوم، الذي تتذكره جيدًا السيدة أم حسام زوجة الراحل، والتي قصّت لنا حكاية زوجها البطل كما وصفته، "مكايد" كان أحد موظفي هيئة الإسعاف في مدينة بدر ، كان يقضي معظم وقته في عمله كون مهنتهم من المهن الصعبة التي تحتاج لتواجدهم أكبر وقت ممكن.

قبل الحادثة بعدة أيام انتقل الراحل إلى مكان آخر بدلًا من محل عمله الأساسي، خاصة وأنّ المكان الجديد سيوفر له مرتب أفضل كونه يحتاج إليه في تلك الفترة لتجهيز ابنته الكبرى، بالرغم من أنّ زوجته كانت معترضة لكنّه أبلغها أنّه لو لم يجد الراحة في المكان الجديد سيعود إلى وحدته الأساسية، لم يمكث في هذا المكان سوى حوالي يومين ليبلغه رؤسائه في العمل للعودة إلى مقر عمله الرئيسي للاحتياج إليه، ووافق "مكايد" لكنّه أخبرهم أنّه سينتظر زميله الذي من المفترض أن يستلم منه العمل.

رنّ هاتف الراحل فإذا بزميله يخبره أنّ السيارة التي تقله تعطّلت على الطريق ولن يستطع الوصول في الموعد المحدد، مما دفع "مكايد" لإخباره بالذهاب إلى المنزل والعودة بعد يومين ليتسلم العمل منه بشكل نهائي، انتهت المدة المحددة و في الصباح الباكر همّ "مكايد" لجمع أشيائه ومغادرة الوحدة التي كان يتواجد بها، اتصل بزوجته وطلب منها أن تعد الطعام وتنتظره وسيأتي إليهم في الثانية ظهرًا، قبل مغادرته بدقائق أبلغه جهاز الإشارة بوجود حادثة على طريق وادي النطرون وتحتاج إلى سيارة إسعاف.

السادسة صباحًا استقلّ محمد مكايد سيارته الملاكي ورافقه وقتها سيارة إسعاف، معظم مصابي الحادثة وقتها كانت كسور لم تكن الحالات خطيرة، كان المصابين يجلسون بجانب الطريق والسيارات تسير يمينًا ويسارًا دون أي محاولة لغلقه، وأثناء محاولة محمد إسعاف أحد المصابين طلب منه مياه فجلبها محمد من سيارته الخاصة، روى عطش المصاب وعاد للسيارة ليجلب منها بعض الأدوات الخاصة به، فإذا بسيارة نقل تسير مسرعة على الطريق تصطدم به ليسقط على الأرض دون أني يحرك ساكنًا.

الاسعاف

مشرف إحدى الوحدات: لا يمكن أن ننتظر المرور حتى يأتي لإغلاق الطريق

أحد مشرفي وحدات الإسعاف على الطريق الصحراوي، عارض حديثه كلام مساعد وزير الداخلية السابق للمرور، اللواء مدحت قريطم، والذي ذكر فيه أنّ الشرطة تتواجد قبل سيارة الإسعاف، إلّا أنّ مشرف وحدة الإسعاف، قال أنّ المرور لا يتم إخطارها في نفس توقيت إخطار الإسعاف، عادة ما تصل سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة أولًا وتبدأ في التعامل مع الحادثة مع عدم وجود رجال مرور، بالرغم من أنّ هذا العمل يعد خطرًا على القائمين بالهيئة حيث من شروطه أن تتوفر الأمان والسلامة، لكن في الحقيقة الواقع مختلف.

سيارة الإسعاف فور وصولها لمقر الحادثة تبدأ في التعامل مباشرة دون انتظار أي من رجال المرور، لإغلاق الطريق في البداية وحسبما ذكر فإنّ العاطفة هنا هي السائدة، ولم يُنكر مشرف الوحدة أنّه أجيانًا ما تصل سيارة المرور قبل الإسعاف لكن بنسبة واحد في المليون، والدليل على صدق كلامه الحوادث التي ترّ لها عدد من العاملين في الهيئة في محافظات مختلفة بالجمهورية والتي أدت إلى إصابة البعض ووفاة آخرين أثناء نقلهم لحالات مصابة على الطريق نتيجة عدم غلقه من قبل شرطة المرور، في بعض الأحيان يقوم المواطنون بتلك المهمة حال وجود خطورة كبرى على المسعفين والحالات المتواجدة مما يدفع البعض بالقيام بمهام الشرطة وإغلاق الطريق.

وبسؤاله حول وجود اقتراحات من أجل تأمين رجال الإسعاف على الطريق، حال عدم تواجد رجال المرور، أجاب مشرف الوحدة بأنّه كان هناك اقتراح قدمه الدكتور ناصر رسمي رئيس الهيئة السابق، عبارة عن وضع نظام الشرائط العاكسة والأقماع، لكن هذا المقترح فشل تطبيقه خاصة وأنّ مهمة رجل الإسعاف ليست تأمين الطريق وترك المصابين، لكن وخلال الشهور الماضية كان هناك مقترح آخر وهو وضع لاسلكي الإسعاف والمرور على شبكة واحدة، ومن المفترض أن يتم تطبيقه تجنبًا للعديد من الحوادث التي أزهقت أرواح بعض من المسعفين وإصابت آخرين بإصابات بالغة.

الاسعاف

مساعد وزير الداخلية السابق: المرور تتواجد مع الإسعاف وما ورد من اتهامات غير صحيح

اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية للمرور السابق، علّق على ما تحدّث به بعض المسعفين كون الإدارة العامة للمرور مسؤوله عن توفير الحماية لهم أثناء نقل المصابين من الطرق، لكن في كثير من الأحيان لا يقومون بهذا الدور مما يسبب كوارث عدة بين إصابات ووفيات، وجاء في حديثه معنا بأنّ هناك تنسيق بين مرفق الإسعاف والإدارة العامة للمرور، بل على العكس تمامًا فغالبًا ما تصل شرطة النجدة إلى مقر الحادث قبل سيارة الإسعاف، فالإدارة العامة للمرور بها جهاز لاسلكي تتواصل به مباشرة مع مرفق الإسعاف عند ورود أي بلاغ لذا فلا صحة لما يتداوله البعض من وجود إهمال من قبل الإدارة.

أمّا بالنسبة للطرق السريعة تحديدًا الطرق الصحراوية،فإنّه كل 30 كيلو متر تتواجد سيارة إسعاف برفقتها سيارة شرطة تتبع الإدارة العامة للمرور، لذا فالبلاغ يصل للجانبين معًا والتنسيق متواجد بينهما ولا يوجد أدنى مشكلة نهائيًا، فلأول مرة هناك طفرة غير طبيعية في المرور وتحديدًا في التعامل مع الحوادث، ومن روّج لتلك المعلومات والتي اعتبرها مساعد وزير الداخلية السابق عارية تمامًا عن الصحة.

ووفقًا لحديث اللواء السابق مدحت قريطم، فإنّ سيارات الشرطة هي من تنتقل إلى مقر الحادثة تحديدًا على الطرق السريعة قبل سيارة الإسعاف، لأنّ النجدة في البداية تخطر الإدارة العامة للمرور ، لإنّ الإسعاف من الصعب أن تقوم بدورها دون تواجد شرطة المرور، كونها مختصة بتيسير الطريق، وتوفير الأمان لرجال الإسعاف نافيًا كل ما تردد على ألسنة ضحايا الإسعاف.

رئيس الهيئة: الحوادث قدر ومكتوب.. وندرب العاملين لاتخاذ احتياطات الأمن والسلامة

الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف، تحدّث بأنّ العاملون بالهئية يحصلون على تدريبات خاصة بأمنهم وسلامتهم، ويتم اتخاذ كآفة الإجراءات التي تجعلهم في مأمن أثناء نقلهم لحالات من على الطريق، فالجميع ملتزم بالسلامه المهنية حتى لا يتعرض للخطر.

وبسؤاله عن الحالات التي تتعرض لحوادث على الطريق أثناء نقلها لمصابين، بسبب عدم غلقه، أجاب رئيس هيئئة الإسعاف بأنّ تلك الحوادث قضاء وقدر وحتى لو اتخذ المسعف كآفة إجراءات السلامة ومقدر له الحادثة فهذا قدره، لكن أغلب الحوادث يتعامل معها رجل الإسعاف والطريق يسير طبيعيًا.

شرطة المرور المفترض أنّ هناك إجراءات مشتركة وتنسيق يتم بينها وبين هيئة الإسعاف أثناء وجود حوادث على الطرق وخاصة الخطيرة، فهناك ما يسمى بالربط اللاسلكي بين الجانبين لكن سواء تعاونوا أو لم يتعانوا فتلك المشكلة خاصة بهم فقط ولا يمكن التطرق والحديث عنها، لكن بالنسبة للإسعاف فهي تتخذ كآفة الإجراءات اللازمة لأمنها.

الداخلية

حاولت معدة التحقيق التواصل مع وزارة الداخلية من أجل الرد على حديث العاملين بالهيئة بوجود تقصير من قبل شرطة المرور في توفير حماية وأمن لهم أثناء نقلهم للحالات المصابة من على الطرق وتحديدًا الطرق السريعة لكنّها لم تتلقى أي استجابة.

إحصائية

بحسب ما تمّ تسجيله للحالات التي أصيبت وتوفت على الطرق السريعة، فإّن هيئة الإسعاف سجلت حوالي 15 حالة 12 مصاب و3 حالات وفيات في محافظات مختلفة، تلك الإحصائية بحسب النقابة العامة للمسعفين.

الاسعاف

"انفجار الإطارات وغياب الصيانة

"شبل".. ضحية الكاوتش على طريق الطور.. والهيئة ترفض تعويض أسرته

في نوفمبر من عام 2013 خرج محمد شبل صاحب الـ50 عامًا، بسيارة الإسعاف من أجل إيصال حالة رضيع من شرم الشيخ إلى القاهرة، ليلة كاملة قضاها في الطريق حتى يصل الطفل إلى المستشفى بحلمية الزيتون، ليعود "شبل" بأدراجه إلى جنوب سيناء مرة ثانية دون محاولة الحصول على قسط من الراحة، لكن القدر شاء أن يستريح العامل بهئية الإسعاف نهائيًا على أطراف مدينة الطور.

"سيد" أحد زملاء المرحوم محمد شبل والذي راح ضحية انفجار إطار سيارة الإسعاف وانقلابها على الطريق الدولي بجنوب سيناء وتحديدًا أمام نقطة إسعاف وادي تال، على مسافة حوالي 100 كم من مدينة الطور.

"شبل" المسعف الذي قضى حياته بالكامل في الهيئة، أحد أبناء محافظة البحيرة، كان السائق الوحيد على سيارة حضانة تلك السيارة الوحيدة المتواجدة في المكان، لذا ففي يوم وفاته وتحديدًا الخامس من نوفمبر من عام 2013، كان عليه أن ينقل حالة إلى القاهرة وأثناء عودته وبسبب عدم الصيانة الكافية لإطار السيارة ومع السرعه أدت إلى انقلابها وتوفى "شبل" في الحال وأصيب المسعف الذي كان برفقته.

خرج مسؤولوا الهيئة فيما بعد ليعلنوا عن تكهين السيارة والتي كان كودها 710.

ومع رفض زميل الراحل الدخول في تفاصيل أكثر كان لنا حديث مع الأستاذ عطية، المحامي الخاص بأسرة المرحوم، والذي تطرّق إلى تفاصيل أكثر أهمية في الواقعة، حيث رفضت الهيئة صرف تعويض للمرحومن بالرغم من أنّ الوفاة جاءت نتيجة إهمال، إلّا أنّ المشكلة الكبرى والتي ظهرت بعد وفاة "شبل" وهي أنّ السيارة التي كان يقودها كانت رخصتها منتهية ولم تجددها الهيئة، مما دفعها بعدم صرف تعويض للمرحوم لأنّ السياراة مادام ترخيصها متوقف فهي غير مؤمن عليها، مما دفع أسرة الراحل لرفع قضية وكان المتهم بها هو موظ التراخيص والذي تحمّل تكاليف التعويض، لكن تظل التهمة الرئيسية حسب حديث الجميع هو إهمال من الهيئة بسبب عدم إجراء صيانة دورية للكاوتش وتغييره.

الاسعاف

"سرحان": طالبنا بالفحص لكن لا مجيب.. والحوادث تتسبب في خسارة ملايين الجنيهات

وائل سرحان، نقيب المسعفين، ذكر بأنّ الإجراءات التي تتخذها الهئية تجاه حوادث الطرق ليست صحيحة، فالمفترض عمل تقارير دورية عن تلك الحوادث والضحايا الذين يسقطون نتيجتها، وذكر توصيات في تلك التقارير تفيد كيفية الصيانة وجودة الإطارات ومعدل السرعة التي من المفترض أن يسير عليها السائق، لكن في الواقع فإنّ هذا لا يحدث الأمر الذي بدوره تسبب في العديد من الكوارث ليست البشرية فقط المادية أيضًا.

طالب "سرحان" من قبل فحص الإطارات التي تستوردها الهيئة بملايين الجنيهات من الخارج، حتى يتم اكتشاف سبب ارتفاع معدل الحوادث نتيجة انفجار الإطار، فليس من الطبيعي وقوع حوالي من 7 إلى 8 حوادث طرق نتيجة انفجار الإطارات فقط، تلك الحوادث التي تتسبب في تدمير سيارات تكلفتها تتجاوز الـ2 مليون جنيه، والتي إمّا يتم تدميرها بالكامل، أو تدمير جزء منها لكنّها تُكهن بعد الحادثة.

هناك علامات استفهام كبيرة حول مشاكل انفجار الإطارات، ولا يوجد أي اهتمام من مسؤولي الهيئة بالرغم من أنّها تفقد يوميًا أراواح بشرية نتيجة هذا الإهمال، فهناك حوالي 50% من سيارات الهيئة تدخل الصيانة لردائتها وتخرج كما هي دون أي صيانة، حسب حديث نقيب المسعفين.

عامل بالصيانة: المسؤولون يرفضون تغيير الإطارات رغم انتهاء صلاحيتها

حاولت معدة التحقيق التوصل لأحد عمال الصيانة بالهيئة، والذي رفض الإفصاح عن اسمه خوفًا من وقوع العقاب عليه، لكنّه ذكر أنّ بعض المسؤولين يرفضون تغيير الإطارات حتى تتهالك تمامًا، بالرغم من أنّ لها فترة بعينها ويجب أن يتم تغييرها، حتى ولو كان الشكل الخارجي للإطار سليمًا لكنّه من الممكن أن يكون تالف من الداخل، فنظرًا لظروف العمل الإسعافي فإنّ الإطارات تتهالك بشكل سريع، لذا كان هناك قرار يفيد بتغيير الإطار كل 40 ألف كم، وحال إصرار المسعف على تبديل الإطار من الممكن أن يبدلها على نفقته الخاصة، خوفًا على سلامته.

العديد من الحوادث التي تقع يوميًا نتيجة انفجار الإطارات، كان آخرها حادثة سيارة إسعاف الأقصر والتي حدثت في أغسطس الماضي، الكارثة الكبرى حسبما ذكرها أحد مسؤولي الصيانة، فإنّ السيارة تتعرض لإتلافات نتيجة الحادثة هنا يتحملها السائق، ومن الممكن أن يتم تحويله إلى النيابة الإدارية ويتحمل ثمن التصليح، وأحيانًا تظل السيارة دون تصليح.

الأمر لم ينتهي بعد فهناك عدد من السائقين، الذين يخضعون للتحقيق بداعي إتلاف الإطارات، نتيجة السير عليها وهي فارغة من الهواء، السائق لا خيار أمامه خاصة وأنّ معظم السيارات تسير بدون إطار إضافي "إستبن" لاستخدامه حال وجود مشكلة على الطريق، لكن الأزمة أنّ لا أحد يستطيع الخديث فالإطارات التي يتم استخدامها كثير منها رديئ الجودة، وغير موافق للمواصفات القياسية المطلوبة للسيارات التي تحتاج لإطارات تتحمل السرعة العالية، بالإضافة إلى عدم مراعاتها للعوامل الجوية والبيئية.

مسؤول سلامة مهنية: المسعف يتملكه الخوف من الإبلاغ عن مشكلة في الإطار حتى لا تتعطل السيارة

المسؤول بالسلامة المهنية، كان له حديث في هذا الأمر فذكر أنّ الإطار يجب أن يتم تغييره بعد عدة كم معينة، كذلك ينبغي أن يكون في فترة الضمان، ولا يمكن أن تخرج السياراة دون وجود إطار إضافي "إستبن"، لكن للأسف لا يتم النظر لتلك الإجراءات مما يهدد حياة السائق والمسعف بالإضافة للحالة أيضًا، فالمسعف حال قيامه بالإبلاغ عن وجود مشكلة في الإطار من الممكن أن يتم إيقاف السيارة حتى يتوفر إطار غيره فهؤلاء يسيرون بمبدأ "شغالين على ما ربنا يسهل".

إحصائية

خلال الشهور الآخيرة سجلت نقابة المسعفين ما يقرب من 5 حوادث، نتيجة انفجارات إطارات السيارات كان آخرها حادثة سيارة إسعاف الأقصر .

الاسعاف

"الانزلاقات الغضروفية" شبح يُهدد جميع العاملين بالهيئة

"يوسف" أصيب بشلل في 10 دقائق فقط بعد نقله حالة ثقيلة من طابق مرتفع

في ديسمبر من العام الماضي كان أحمد يوسف يعيش حياة مستقرة، صحة جيدة وعمل بالرغم من شقائه إلّا أنّه كان مصدر رزقه الوحيد، فكان أحد العاملين بهيئة الإسعاف المصرية، والتي قضى بها سنوات عدة حتى شاء القدر أن تكون الشهور الماضية آخر عهده بالهيئة.

في نهاية عام 2018، استقبل أحمد استغاثة من إحدى المواطنين، استقل سيارة الإسعاف برفقة زميله وانتقلا إلى محل البلاغ القاطن في نطاق محافظة القاهرة، فور وصولهم إلى العنوان المذكور اكتشفا أنّ الحالة التي من المفترض حملها للمستشفى تعيش في الدور السابع في عقار لا يوجد به مصعد لحملهم.

لم يكن هناك سوى خيارين أمام "أحمد" وهو إمّا العودة وترك الحالة لأنّ حملها من تلك الأدوار المرتفعة والنزول بها يعد مخالفًا لإجرااءت الأمن والسلامه المهنية التي تدرّبوا عليها، خاصة وأنّ الحالة كانت ذات وزن ثقيل، أمّا الخيار الثاني وهو أن يصعد وزميله إلى العقار وحملها كما يفعلون في كل مرة.

همّ أحمد مسرعًا وصعد إلى الشقة المذكورة وبالفعل حاولوا حمل سيدة ثقيلة الوزن، ونجحا في النزول بها من الطابق السابع إلى الطابق الأول، لم يشعر في تلك اللحظة بالألم الشديد الذي أصابه لكنّه صُدم به فيما بعد.

بعد أيام من تلك الواقعة شعر أحمد بألم في ظهره، ليخبره الطبيب بإجراء أشعة وبعد الفحص أخبره الطبيب أنّه نتيجة للحمل الزائد أصيب بتمزق شديد، ظلّ "أحمد" يتناول المسكنات لكن بلا فائدة فالوجع يشتد والوضع يزداد سوءًا ، وبعد 4 أيام لم يتحمل الألم فذهب مجددًا للطبيب لكنّه أخبره أن يستمر على الدواء وأنّ الإصابة ليست خطيرة، وفي اليوم الخامس شعر "أحمد" بألم شديد ليختفي فجأة ولم يشعر بأي شيئ بعدها حتى اللحظة، "اتشليت في 10 دقايق بس".

أحمد يوسف المسعف الأربعيني الذي أصبح اليوم جليس كرسي متحرك، فقط بسبب بانزلاق غضروفي نتيجة حمل زائد مما تسبب في إصابته بشلل نصفي نتيجة الإهمال الذي يلاقيه هو ورفاقه في الهيئة وعدم توفير سبل الأمن والسلامة لهم.

"أحمد" في نهاية حديثه أخبرنا أنّهم حينما يطالبون وزارة الصحة بتعويضهم عن الإصابات التي تحدث لهم أثناء العمل، ترفض الوزارة بل من الممكن أن يصل الأمر للقضاء وهذا ما يحدث غالبًا.

الاسعاف

مسؤول السلامة: حوالي 80% من العاملين بالهيئة مصابين بانزلاقات غضروفية نتيجة النظام الخاطئ

حسبما تحدّث معنا أحد مسؤولي الأمن والسلامه المهنية في إحدى المحافظات، فإنّ الانزلاقات الغضورية هي مشكلة كبرى تعاني منها الهيئة نستطيع القول أنّ كل ألف عامل بالهيئة هناك 900 منه مصاب بغضروف، وكان السبب الرئيسي لتلك الإصابات هو النظام الذي أقرّه أول رئيس لهيئة الإسعاف المصرية الدكتور ناصر رسمي.

المصريين اعتادوا على أنّ المسعفين هم "شيالين" فقط، بالرغم من وجود ظروف صعبة للكثير من الحالات ليس من مهام رجل الإسعاف أن يعمل على نقله،ا خاصة وأنّها من الممكن أن تعرض حياته للخطر كما حدث من الكثيرين من العاملين، فطبيعة العمل الخطأ هي من تؤدي إلى الإصابة بكآفة تلك الانزلاقات.

وحال الحديث عن توفير أجهزة حديثة تسهل عمل المسعفين، لا يجدوا إجابة سوى عدم توفر الموارد المالية لشراء الأجهزة، حسبما تحدّث أحد مسؤولي هيئة السلامة المهنية.

نقيب المسعفين: لا يتم تطبيق عوامل السلامة.. والمصابون يرفضون الإفصاح حرصًا على مرتباتهم

نقيب المسعفين، وائل سرحان، ذكر بأنّه لا يتم تطبيق أي من عوامل الأمن والسلامة المهنية في الإسعاف، فبالرغم من أنّ المسعفين يسيرون وفقًا للقانون 12 لسنة 2003، وهو قانون السلامة والصحة المهنية، والذي يتم تطبيقه في قانون العمل، حيث يتواجد اشتراطات بعينها يتم ضبطها سواء في المصانع أو الشركات ولأنّ هيئة الإسعاف ضمن الهيئات العاملة في الخدمات الصحية، فإنّه يتم تطبيق نظام المنشآت الصناعية، لكن في الواقع لا يتم تفعيل أي من تلك الأمور على الأرض، ويتعرّض المسعفون يوميًا لخطر الإصابة على رأسها الإصابات الغضورية.

حسب حديث النقيب فإنّ هناك المئات من العاملين بهيئة الإسعاف مصابين بانزلاقات غضروفية نتيجة عبئ العمل وعدم توفر أي من عوامل السلامه لهم، كذلك هناك أمر خطير يتم اتباعه مما يؤثر بالسلب أيضًا على العاملين وهو إصابتهم دون الكشف عن هذا الأمر خوفًا من انخفاض مرتباتهم بالرغم من أنّ هذا الأمر يُخالف قانون العمل.

العاملون المصابون بانزلاقات غضفورية، بعضهم لا يكشف هذا الأمر مما يجعله يتحمل الضغط الكبير في العمل ويؤثر هذا الأمر بالتأكيد بالسلب، لأنّ الوضع يتطور فيما بعد ومن الممكن أن تؤثر الإصابة عليه وتتطور إلى شلل كما حدث مع البعض، كل ذلك خوفًا من وضعهم تحت بند العمل الخفيف وانخفاض المرتب، بالرغم من أنّ تلك الإصابات جميعها إصابات عمل لكن لا يتم تطبيق القانون.

"اللايحه ظالمه علشان كده بنسكت" وتواصلت معدة التحقيق مع أحد العاملين في هيئة الإسعاف المصابين بانزلاقات غضفورية ، والذي لم يُفصح عن مرضه خاصة لأنّ مرتبه الشهري يكفي احتياجاته بصعوبة بالغة ولا يحتمل أي انخفاض، خاصة وأنّ لائحة الهيئة التي يسير وفقًا لها تنص على أنّ أي مطالبة بعمل خفيف حتى ولو كانت إصابة عمل فإنّ المرتب سينخفض، لذا فهو يتحمل الضغط الشديد في العمل، بالرغم من أنّ هذا الأمر يعد خطرًا عليه وعلى حياته.

لا يوجد في القانون بند لخفض مرتب المصاب بالانزلاق في العمل

وبعد محاولة معدة التحقيق التواصل مع الهيئة من أجل معرفة الرد على مايُثار حول الإصابة بالانزلاقات الغضروفية دون الإفصاح عنها من أجل عدم انخفاض مرتباتهم، رفض أي من المسؤولين الحاليين الحديث في الأمر، مما دفعها للتوصل إلى أحد مسؤليها السابقين، والذي أكّد أنّه لاتوجد لائحة تنص على هذا الأمر فالمسعف الذي يُصاب بانزلاق غضروفي مادام نتيجة العمل يحصل على عمل خفيف ولا ينخفض مرتبه بأي حال من الأحوال، وهذا ما كانت تسير عليه الهيئة في السابق لكن حاليًا لا يدري هل تغيرت اللائحة التي يسيرون عليها أم لا.

إحصائيات

لا توجد إحصائية معينه لحالات المصابين بالانزلاقات الغضروفية، نظرًا لأنّ الأرقام المتواجدة والمثبتة بالهيئة ليست أرقام دقيقة لكن هناك حوالي 80 % ، من العاملين بالهيئة سواء المثبتين في التقارير الرسمية أو غير المثبتين مصابين بانزلاقات غضفروفية، وفقًا لنقابة المسعفين.

الاسعاف

كابوس العدوى

"عيد".. أصيبت بعدوى فيرس سي برغم اتخاذ الإجراءات المتوفرة

محمد عيد أحد موظفي الإسعاف، عمل بالهيئة لأكثر من 12 عامًا، ونتيجة تعرضه لحالات الإصابة أصيب "عيد" بعدوى فيرس سي، على مدار الأعوام السابقة التي قضاها كان لابد له من الإصابة خاصة وأنّ الإجراءات التي يتم اتخاذها أثناء نقلهم للحالات ليست على قدر كآفي من الأمان، فبالرغم من أنّ من إجراءاتهم ارتداء "جلافز" أثناء نقل المصابين إلّا أنّهم يتعاملون أحيانًا مع حالات صعبة وكسور من الممكن أن تخترق إحدى العظام "الـ"جلافز" وتجرح المسعف كما حدث مع "عيد"، ليصاب بعدوى فيرس سي بعدها.

"اتكلمنا كتير ورفعنا دعاوى في المحكمة ومفيش فايدة".. بدل العدوى الذي يحصل عليه "عيد" ورفقائه لا يتجاوز الـ19 جنيهًا الكارثة ليست هنا، فحسب كلام المسعف، فإنّهم يقومون بأنفسهم بتعقيم سيارات الإسعاف، وشراء مستلزمات التعقيم على نفقاتهم الخاصة، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها، إلّا أنّ المسؤولون يضعونهم في المواجهة، فحفاظًا على سلامتهم لا بديل أمامهم سوى شراء وسائل النظافة وتعقيم السيارة بنفسه.

جاد: يجب على المسعف اتخاذ إجراءات السلامه كاملة.. والمقصر سيعاقب

رئيس هيئة الإسعاف، قال أنّ العاملين بالهيئة أثناء تعاملهم مع أي مريض سواء مصاب بعدوي من عدمه يجب عليهم اتخاذ كآفة الاحتياطات اللازمة، وحال عدم استخدام المسعف لتلك الاحتياطات فالهيئة لاعلاقة لها لأنه المقصر في حق نفسه.

وحينما تجد الهيئة أن المسعف هو من قصر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته تقوم بتوبيخه على حد قول رئيسها ويتم مجازاته، حسبما قال محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف.

رفض زيادة بدل العدوى

في هذا الشأن أقدمت نقابة المسعفين على رفع دعوى تُطالب فيها هيئة الإسعاف بصرف بدل عدوى وبدل علاج للمسعفين، لكنّ الدعوى تمّ رفعها بحجة عدم وجود موارد، حسبما تحدّث معنا وائل سرحان نقيب المسعفين.

الإجراءات التي يتخذها المسعفون كوقاية لعدم الإصابة، لا تكفي كما أنّ إلزامهم بنظافة وتعقيم السيارة بعد نقل المصابين يُعرضهم للخطر، المفترض أن تكون هناك أماكن مختصة لتعقيم وتنظيف السيارات لكن هذا لا يحدث، فالسائق يلتزم بنفسه بالقيام بتلك المهمه، ولا يعترض لكن كان على الهيئة أن توفر له الاحتياجات اللازمة، بدلًا من شرائها بنفسه، الهيئة من الممكن أن تُوفر للمسعف عدد بسيط من عبوات الكلور كل عام، فقط مما يدفع المسعف لشراء كل المستلزمات على نفقاته الخاصة، حتى الـ"جلافز" يتم صرف 25 في الشهر من الممكن أن ينتهوا في أيام قليلة ويلجأ المسعف أيضًا للشراء على نفقته الخاصة.

كآفة تلك الأمور تحدث أمام الجميع، والمسؤولون ليس لديهم إجابات على الأسئلة التي نتسآلها يوميًان وهي لايوجد موارد، حسبما ذكر وائل سرحان، نقيب المسعفين.

إحصائية

حوالي 400 من المسعفين مصابين بعدوى سواء كان فيرس سي أو فشل كلوي، بحسب آخر إحصائية قامت بها نقابة المسعفين.

الاسعاف

الهيئة ترفض الإفصاع عن أي أرقام للمصابين

حاولت معدة التحقيق على مدار أسابيع الحصول على إحصائيات رسمية من هيئة الإسعاف لأعداد إصابات العمل سواء كانت حوادث الطرق أو الانزلاقات الغضروفية أو حتى العدوى، لكنّ هيئة الإسعاف والقائمين عليها رفضوا السماح بالحصول عليها، بالرغم من تقديمها بخطاب رسمي موجه للهيئة، إلّا أنّ مسؤوليها تعنتوا في هذا الأمر.

وبالرغم من قيام رئيس الهيئة بالإجابة على بعض أسئلة التحقيق إلّا أنّه رفض الإجابة على باقي الأسئلة المثارة وطلب من جديد خطاب رسمي موجه له للسماح بالحديث.

الإحصائيات التي تمّ التوصل إليها إحصائيات مقربة من عدد من المحافظات، بالإضافة إلى إحصائيات قامت بها نقابة المسعفين.

الاسعاف

الأشخاص الذين تواصلت معهم معدة التحقيق ورفضوا ذكر إسمهم في الحديث معها كان بسبب التعسف الذي يحدث معهم من قبل المسؤولين، والمشاكل التي من الممكن أن يقعوا بها حال الكشف عن حقيقة ما يحدث مع المسعفين يوميًا.

اقرأ أيضا