باحث في شؤون الجماعات الإسلامية: العدوان التركي يكشف المخطط الإرهابي لأردوغان

الخميس 17 أكتوبر 2019 | 07:40 مساءً
كتب : إسلام السايس

الوصف الوحيد للاعتداءات التركية على شمال سوريا، هو تصرف همجي لمجرمي الحروب، بهدف خدمة الإرهاب وانتشاره بالمنطقة، لأغراض متعددة ولعل أبرزها هو دافع الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، ذو الجذور الإرهابية الداعمة لسيناريوهات الفوضى وعلاقته المشبوهة بتنظيم داعش الإرهابي.

وخرجت العديد من الصحف العالمية بتقارير تفيد بأن عملية "نبع السلام" تخدم بشكل كبير تنظيم الدولة في المقام الأول لإحيائهم مرة آخرى، وتوفير ملاذ آمن لتلك العناصر، وتمويلهم بالسلاح والأموال واستضافتهم للتدريب فى المعسكرات التركية، مقابل نهب الثروات ونشر الفوضى في سوريا والعراق لصالح الديكتاتور العثماني.

وفي هذا الشأن، قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الاعتداء التركي على شمال سوريا، ليس إلا جزءا من الاعتداءات المتكررة على المنطقة العربية، لكن هذه المرة تأتي الهجمات تحت غطاء منع الأكراد التي تهدد أمن واستقرار تركيا من إنشاء دولة على الحدود الجنوبية التركية، وهذا ما يروج له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لفرض سيطرته على الشمال السوري.

وأوضح عمرو فاروق، أن هناك أسباب رئيسية وراء رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إرسال المزيد من القوات إلى شمال سوريا، الهدف الأول، هو احتمال قيام دول كردية حرة بالقرب من حدودها لإلهام السكان الأكراد في جنوب شرق تركيا للبحث عن تطلعات مماثلة، إذا كان للأكراد في شمال سوريا إقامة منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، فستكون هذه مسألة وقت فقط قبل أن تثار نفس المطالب في تركيا، مضيفا أن أردوغان اتبع سياسة صارمة على نحو متزايد بشأن الأنشطة السياسية الكردية في تركيا، خوفا من هذا التطور.

أما عن الهدف الثاني وهو اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم 3.5 مليون ويعيشون في تركيا منذ بدء النزاع في عام 2011، ورغم أن الترحيب بهم في البداية بأذرع مفتوحة، إلا أن هناك سخطا متزايدا في وسائل الإعلام والمجتمع التركي، حيث طالب الكثيرون بعودتهم لبلادهم، في الوقت الذي انتقدت أحزاب المعارضة عجز حكومة أردوغان عن إدارة أزمة اللاجئين بفعالية، والتي كانت واحدة من القضايا الرئيسية التي أدت إلى خسارة أردوغان في انتخابات اسطنبول هذا العام، حيث يخطط أردوغان لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، ومستوطنات جديدة داخل هذه المنطقة ونقل اللاجئين السوريين العرب ببطء إلى سوريا، سيؤدي هذا إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة وتقويض الهيمنة الكردية.

وتابع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الهدف الثالث لأردوغان هو الاستثمار السياسي في الانتخابات المقبلة، قد يكون هذا هو السبب الأكثر أهمية، حيث ذكر أردوغان لأول مرة هجوما عسكريا في سوريا بعد فترة وجيزة من خسارة حكومته في الانتخابات المحلية في يونيو 2019، حيث يحتاج أردوغان إلى الائتلاف مع حزب الحركة القومية، للحفاظ على قبضته على السلطة وتعزيز فرصته لإعادة انتخابه، لذلك إنه بحاجة إلى حرب لتوحيد ناخبيه، وإرضاء شريكه في الائتلاف وإسكات الأصوات الانتقادية المتزايدة في خضم تدهور الاقتصاد التركي.

وأكد فاروق أن أردوغان يعمل على نشر الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة العربية، حيث أن العمليات العسكرية للجيش التركى بشمال سوريا تثير القلق، معلا السبب أن سجون قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الموجودة شمال سوريا تحتوى على 12 ألف من مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فضلا عن آلاف آخرين من زوجاتهم وأطفالهم، فنحن أمام مايقرب لـ 70 الف من تنظيم الدولة الإسلامية، وتساعد العمليات العسكرية على تهريب الدواعش مما قد ينبأ بخطر أحياء تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى بالمنطقة، خاصة وأن هناك مخيمات تضم عدد الالاف من عائلات مقاتلي التنظيم، يمكنهم أن يستغلوا انشغال القوات السورية ضد تركيا، ويقوموا بالهروب وتنظيم أنفسهم مرة أخرى للسيطرة على شمال سوريا.

وأشار إلى الدور الخطير التي سوف تلعبه نساء داعش، حيث يكون لهم دور خطير فى إثارة الاضطرابات داخل المخيمات التى تأويهم، وذلك فى محاولة منهم للوصول إلى سجون العناصر المقاتلة من الرجال، لإقامة الدولة مرة آخرى، مؤكداً أن العملية التركية "نبع السلام" تعيد تمركز وإحياء لتنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى بشكل غير مباشر، وبهذه العمليات سوف يتم عمل تغير الديمغرافيا والهوية المجتمعية لشمال سوريا، وذلك لما يضمه التنظيم من جنسيات أجنبية، ويوجد 3 الف مصري ما بين زوج وابن وزوجة ضمن عائلات تنظيم الدولة فى مخيمات الهول التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وأكد عمرو فاروق، أن هذا العدوان ذات خطورة على المنطقة العربية بأكملها وليس سوريا فقط، حيث أن تحرير مقاتلي تنظيم الدولة الإرهابي الموجودين في السجون التي تحميها قوات سوريا الديمقراطية، ستجعلهم ينتشرون في العديد من دول العالم والدول العربية كسوريا والعراق، مما يعمل على انتشار الفوضى والإرهاب بالدول العربية، وهذا ما يهدف إليه أردوغان، من خلال استخدام طرف أو عنصر معين، ليقوم بحرب بالوكالة فى المنطقة العربية، فانتشار تنظيم الدولة الإسلامية من جديد في المنطقة خلال الفترة المقبلة سيكون سببه أدروغان وعدوانه على سوريا، مشيرا إلى أن هذه العناصر غالبا ما يحدث لها دفع ممنهج في مناطق مختلفة من المنطقة العربية، وسيكون المناطق الأقرب للدواعش ليبيا وشمال سيناء، حيث يستهدف أردوغان الدفع بهذه العناصر فى مناطق متعددة من الشرق الأوسط وخاصة المناطق التي خسر بها معاركه مثل ليبيا لتدعيم موقفه بالجانب الليبي وخاصة فى شرق ليبيا، من أجل محاصرة مصر من خلال جهتين في شمال سيناء وغرب مصر أى من الجانب الشرقى لليبيا.

وأضاف أن أردوغان يدعم توطين جماعة الإخوان المسلمين بشمال سوريا، ويعمل على التأهيل الثقافى لهذه المنطقة وفقا لسياساته والهوية العثمانية التي يخطط لها منذ توصله للحكم، وذلك من أجل السيطرة على شمال سوريا حيث يقوم ببناء مدارس ومؤسسات تقوم بعملية دعم فكرة الخلافة العثمانية، والإخوان لهم دور كبير في دعم أردوغان لأن فكرتهم تتوافق مع أحلامه وهو رجوع الخلافة العثمانية.

وتابع أن عملية تركيا في سوريا تنبأ بتقسيم سوريا، حيث نجد أن روسيا والولايات المتحدة وإيران تدعم هذه العملية، وهذا ليس إلا إنذار بتقسيم سوريا، من خلال دخول إيران سوريا بجماعات شيعية مسلحة مثل العراق، كما تضمن روسيا تواجدها في المنطقة العربية، وتسيطر إسرائيل على هضبة الجولان، وكل ذلك يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.