"سموحة".. قصة يهودي عاش في الإسكندرية وبنى الحي والنادي

الخميس 17 أكتوبر 2019 | 09:23 مساءً
كتب : محمد حسن

"سموحة".. كثيرون من متابعي كرة القدم يعرفون هذا الاسم بالطبع بسبب النادي المعروف، أما الإسكندرانية فيعرفونه أكثر لأنها اسم حي في محافظتهم، لكن قليلون للغاية هم من يعرفون "سموحة" هذا.

جوزيف سموحة هو الاسم الكامل للنادي والحي الواقع بمحافظة الإسكندرية، وهو يهودي عربي تعود أصوله إلى العراق، وعاش في مصر لأكثر من 30 سنة.

في السطور التالية، يستعرض "بلدنا اليوم" قصة الرجل الذي سمي باسمه النادي الرياضي والحي السكندري.

اقرأ أيضًا: "حبِّي نفسك".. نصائح مي زيادة للفتيات من أجل حياة سعيدة

جوزيف سموحة

وُلد جوزيف سموحة في بغداد بالعراق في الأول من يناير عام 1878، وفي 22 سبتمبر 1961 توفي في باريس، وما بين التاريخين سجل الرجل اسمه في تاريخ مصر من خلال أحد احياء مدينة الإسكندرية.

كان "جوزيف" تاجر أقمشة كبير، جاء إلى مصر مع بدايات الحرب العالمية الثانية أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، فأصبح عميد عائلة "سموحة" اليهودية، وبسبب نشاطه الاقتصادي والاجتماعي الموسع عُرف بصداقة مع الملك فؤاد.

جاء "سموحة" إلى مصر في عام 1923 كممثل عن الحكومة البريطانية في أمر ما، لكنه قرر البقاء في مصر، بل إنه ذهب شمالا إلى الإسكندرية.

اقرأ أيضًا: شكره عليها في خطاب رئاسي.. قصة 4 كلمات لـ يوسف وهبي أعجبت السادات

وفي العام 1924، انتشر الباعوض في مناطق بمدينة الإسكندرية، نتيجة التلوث ووجود المستنقعات والبحيرات غير النظيفة، وهنا بدأت قصة "جوزيف" مع الحي الذي سيحمل اسمه، عندما تولى تجفيف بحيرة "الحضرة" في المنطقة، ثم أخذ في تشييد حي حضاري جديد.

حي سموحة

اقترح "سموحة" على الملك فاروق تسمية الحي باسم "فؤاد سيتي"، لكن الملك أصر على تسميته باسم صديقه اليهودي.

مشاريع وخدمات عديدة أقامها التاجر اليهودي العربي في الحي، فأنشأ ناديا رياضيا بنفس الاسم، وما زال هذا النادي يحمل اسم "سموحة" إلى الآن. كما وجّه "جوزيف" بإنشاء شوارع مخططة ومساحات عامة وحدائق وملعبين للجولف والسباق، بخلاف مسجد للمسلمين وكنيسة للمسيحيين ومعبد لليهود.

جوزيف سموحة 1

بعد سقوط الملكية بقيام ثورة 23 يوليو 1952، ثم تصاعد الصراع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا إبان العدوان الثلاثي عام 1956، زادت الضغوط على جوزيف سموحة وعائلته، فخرجوا من مصر بعد حوادث الاعتداء على اليهود والخلط بين من قرر منهم السفر إلى إسرائيل ومن فضل وطنه مصر على الدولة المزعومة.

تم الحجز على حي سموحة وتأميم كل منشآته، لكن قبل وفاته بفترة قصيرة رفعت أسرة "سموحة" دعوة للمطالبة بتعويضات من الحكومة المصرية على ممتلكاتهم في الحي، بما يقدر بـ35 مليون دولار، لكنهم حصلوا على جزء فقط من المبلغ.