حوار| أخصائية نفسية تكشف كوارث الطلاق.. وتؤكد: يدمر الأطفال لهذه الأسباب

السبت 02 نوفمبر 2019 | 07:13 مساءً
كتب : شروق مدحت

قالت نهى رأفت أخصائية التأهيل النفسي، إن الطلاق يؤثر بشكل سلبي ومباشر على الطفل، حيث أن الطفل في سنين عمره الأولى يبدأ باكتشاف العالم من حوله الذي يتمثل في والدته ووالده واشقائه وتكوين علاقات مع من حوله، ويبدأ فى تكوين طبيعة شخصيته ونفسيته وسلوكياته، لذا عند حدوث الطلاق يعاني الطفل من مشاكل عدة فى سلوكياته وتعاملاته.

للمطلقات.. تعرفي على أخطر الأمراض التي تواجهك بعد الإنفصال

مخاطر الطلاق على الأطفال

وأوضحت "رأفت" في حوارها لـ"بلدنا اليوم"، أن الطلاق يتسبب في حدوث الكثير من المشاكل الصحية والنفسية على الأطفال ومنها تراجع النمو الجسدي، وتأخر النضج العقلي، نتيجة انعدام الثقة بالنفس والشعور الدائم بالوحدة والحزن، كما يعاني الطفل من اضطرابات النوم ورؤية الكوابيس مما ينعكس بشكل سلبي على حدوث مشكلة التبول اللإرادي نتيجة المشاعر السلبية التي تحيط بالطفل في ذلك الوقت.

المشاكل النفسية للأطفال

وأشارت، إلى أن فقدان الطفل لأحد الأبوين بعد مرحلة الانفصال يجعله يشعر بالغضب الدائم والرغبة في البكاء، حيث يؤدي قلة لقاء الطفل مع الطرف الآخر إلى الشعور بفقدانه، مما يترتب عليه فقدان الأمان والاستقرار النفسي، ولهذا يصبح الطفل أكثر عرضه للكثير من المشاكل النفسية والسلوكية مثل العدوانية تجاه الوالدين والإكتئاب الناتج عن التفكير المستمر في الطرف المنفصل عنه.

المشاكل التعليمية للأطفال

وأكدت، أن الطلاق يؤثر بشكل كبير على المستوى التعليمي للطفل، حيث يلاحظ زيادة المشاكل مع أقرانه بالمدرسة، مع حدوث ضعف في معدل التحصيل الدراسي نتيجة عدم النوم وتناول الطعام بشكل طبيعي، فجميع هذه الأمور تؤثر على مستوى الطفل في المدرسة.

فقدان الأمان الأسري

ولفتت، إلى ضرورة التخلص من التوتر الذي يحيط بالأطفال في ذلك التوقيت، حيث تؤدي الصراعات الدائرة حول الطلاق مثل النفقات المادية وحضانة الأطفال ومواعيد رؤيتهم إلى تشتيت الصغار بين الوالدين والشعور بفقدان الأمان الأسري الذي تعود عليه الطفل من بداية حياته.

ردود فعل الأطفال على طلاق الوالدين

وكشفت، أن رد فعل الطفل حول موضوع الطلاق يتوقف على طبيعة عمره ومدى قدرته على التكيف مع الظروف الجديدة بعد الانفصال، فعلى سبيل المثال يأتي رد فعل الطفل على مرحلة الطلاق في عمر السنتين على شكل تأخر الطفل في التحدث والتلعثم بشكل واضح، مع الرغبة في الوحدة والابتعاد عن التجمعات العائلية، أما في عمر الطفل من ثلاث سنوات "فترة الحضانة" يلاحظ زيادة العدوانية وتراجع النمو الجسدى والعقلي، وبمجرد وصول الطفل للمرحلة الابتدائية التي تتضمن عمر ست سنوات يزداد العنف لدى الطفل نتيجة الشعور الدائم بالحزن، مع رفض الطعام والهدايا وجميع العوامل التي تجذب الإنتباه، مما يؤدي إلى قلة التحصيل الدراسي في المدرسة، فكل مايشغل الطفل في تلك المرحلة هو الرغبة في التعايش وسط الأبوين والاستقرار النفسي مثل أقرانه.

مرحلة الخطورة للأطفال

ونوهت، أن دخول الطفل في عمر التسع سنوات يمثل اشتعال مرحلة الخطورة حيث تبدأ لديه موجه الرغبة في الوحدة والانعزال عن العالم الخارجي، مع القيام بالعديد من السلوكيات الغير لائقة مثل الغش والسرقة والكذب وغيرها الكثير.

الإنحراف الجنسي للأطفال

وحذرت من خطورة الطلاق وخاصة على الأطفال في مرحلة المراهقة التي تبدأ من عمر اثنى عشر سنة وحتى ثمان عشرة سنة، ففي ذلك التوقيت يشعر الطفل بالاستقالية الغير نضجة مما يزيد من القيام بالعديد من السلوكيات الخطرة مثل الأفعال العنيفة مع الاصحاب والعائلة وبداية تناول المخدرات، ومن الممكن الدخول في العلاقات الجنسية الخطرة.

احذريها.. 5 سلوكيات لزوجك تنذر بتفكيره في الانفصال

رعاية الطفل بعد الطلاق

وأضافت أنه توجد بعض العوامل التربوية التي يمكن الإعتماد عليها في تعديل سلوكيات الطفل وحمايتهم من الكثير من المخاطر الناتجة عن عملية الإنفصال ومنها الحرص على التحدث مع الطفل، مع شرح تفسير أسباب الطلاق بشكل مقنع وغير عدائي مع الطرف الآخر، والتأكيد على حب واهتمام الوالدين له، مع ضرورة توضيح بأن مسألة الطلاق ليس للطفل أى ذنب بها، بحيث يشعر بالحب والاهتمام والرعاية الكاملة بعد انتهاء الحياة الزوجية بين الطرفين، كما يساعد قضاء الوقت مع الأطفال وأيضاً مبيت الطفل إذا كان عمره يسمح مع الطرف الآخر والاهتمام برأيهم على تعزيز الجانب النفسي من الوقوع في فخ الاكتئاب.

ونصحت، بضرورة الحفاظ قدر الإمكان على تواجد الطفل ومعيشته في المنزل الذي تواجد به قبل مرحلة الانفصال وذلك للحد من التغيرات التي تواجه الطفل في تلك الفترة.

اقرأ أيضا