تعذيب وإهمال.. أكثر 3 حوادث أثارت جدلًا واسعًا على "السوشيال ميديا" في 2019

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 | 07:12 مساءً
كتب : محمود صلاح

"شهيد الشهامة.. الطفلة جنة.. ضحية البلاعة".. كلها ألقاب أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال عام 2019، على العديد من الحوادث التي أثارت جدلًا واسعًا بين الرواد، حتى تصدرت قوائم اهتمام المصريين على جوجل وتويتر وغيرها من المواقع، ونالت اهتمام الكثير من المواطنين خارج البلاد، حيث تركت كل قضية منهم ذكرى للجميع ستظل معلقة في أذهان الكثير على مدار السنوات.

بلدنا اليوم يرصد في السطور القليلة التالية أهم القضايا التي شهدتها الساحة المصرية، خلال عام 2019، وتسببت في إثارت الجدل بين الرواد على منصات التواصل الاجتماعي.

الطفلة جنة

نالت قصة الطفلة جنة اهتمام واستعطاف الكثير من المواطنين، حيث عرفت بـ"الطفلة جنة ضحية التعذيب" وهي طفلة في الخامسة من عمرها ملامحها دقيقة رقيقية، عاشت برفقة جدتها بعدما انفصل والديها الكفيفين عن بعضهما، ورغم صغر سنها واجهت معاناة لم تمر بها طفلة في عمرها، فلم تتخيل ذات الخمس سنوات أن طلقة الغدر ستأتيها من جدتها وخالها وأفراد أسرتها، وتكتب السطور الأخيرة في حياتها على أيديهم، لتصبح ضحية جديدة في سلسلة الأطفال ضحايا الجرائم الأسرية.

بداية القصة تعود إلى بلاغ تلقاه اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، من العميد سامي الحديدي، مأمور مركز شربين ببلاغ مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة جنة، المقيمة طرف جدتها للأم في قرية "بساط كريم الدين"، مصابة بكدمات متفرقة بالجسد، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلي الأيسر، وآثار حروق في الظهر من الجسم وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد "الدولي" لاستكمال العلاج.

الأمر ازداد سوءً عقب نقل الطفلة إلى مستشفى المنصورة الدولي، والتي بادرت بفريقها الطبي ببتر الساق اليسرى لجنة، وأكد تقرير الحالة الطبية لها، أنها وصلت محولة من مستشفى شربين المركزي، مصابة باعتداء من آخرين وبالكشف الطبي الظاهري تبين وجود "غرغرينا" في الأعضاء التناسلية الخارجية، واشتباه جلطة بالطرف السفلي الأيسر.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا تفاصيل القضية، على صفحاتهم، مطالبين بسرعة التحقيق وتغليظ العقوبة على الجدة، الأمر الذي تصدر هاشتاج الطفلة جنة على إثره تريند جوجل، وأصدر النائب العام بإحالة الجدة للجنايات العاجلة.

لمزيد من التفاصيل اضغط هنا

ضحية الشهامة

رواد السوشيا ميديا، جعلوا من تلك القضية قضية رأي عام، حيث تداولوها بشده بعدما اتنشر فيديو الاعتداء من 3 أشخاص على المجني عليه محمود البنا، الأمر الذي جعل النائب العام يصدر بيانه على الفور.

أصدرت النيابة العامة بيانًا بشأن إحالة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح وثلاثة آخرين لارتكابهم جناية قتل المجني عليه محمود محمد سعيد البنا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وإشارًة إلى ما يتم تداوله بوسائل الإعلام والتواصل المختلفة.

وأكدت النيابة العامة إجراء أعضائها تحقيقات سريعة وافية للوصول إلى حقيقة الجريمة وإثباتها على مرتكبيها؛ استمعوا خلالها إلى شهود عيان رأوا الواقعة، وعكفوا على مشاهدة المقاطع المصورة لآلات المراقبة المنتشرة بأماكن حدوث الجريمة، واطلعوا على رسائل التهديد والوعيد المرسلة من المتهم محمد راجح إلى المجني عليه، وتحققوا من جميع ما قدم من مستندات رسمية بالدعوى بما لا يدع مجالا للشك في صحتها؛ فضلاً عن استجواب المتهمين جميعاً ومواجهتهم بأدلة الإثبات، كما ندبت النيابة العامة خلال تلك التحقيقات أطباء مصلحة الطب الشرعي، وخبراء الأصوات بالهيئة الوطنية للإعلام؛ للوقوف على حقيقة الواقعة بأدلة فنية دامغة، تطابقت وجميع الأدلة القولية التي حصلتها التحقيقات؛ وقدمت المتهمين جميعاً محبوسين إلى المحاكمة الجنائية بعد وقوع الجريمة بأيام معدودات.

وأضاف البيان: "إذ توقر النيابة العامة القانون وإجراءاته؛ فإنها تؤكد بداية أن للمحاكمة الجنائية إجراءات استقرت في ضمير المجتمع، حتى لا يضار خصم من خصوم الدعوى؛ وتلك الإجراءات هي من النظام العام؛ فلا يجوز الخروج عليها، أو اختزالها، فإن العدالة لا تقوم إلا باتباع تلك الإجراءات، وكما أن النيابة العامة حرصت على إنجاز التحقيقات وإحالة المتهمين في أيام معدودات–دون ما إخلال بماتوجبه التحقيقات لكشف الحقيقة ودون ما تمييز بين خصوم الدعوى؛ فهي أشد حرصاً على احترام إجراءات القانون؛ للوصول إلى محاكمة عادلة؛ ينال فيها كل جان جزاءه وفقاً لأحكام القانون".

وناشدت النيابة العامة جموع المواطنين بالتريث والتعقل واحترام القانون؛ مؤكدة أن حضارات الدول لا تقوم إلا على احترامه وإعلاء قيم الشرعية الإجرائية، وأن النيابة العامة في مقام مباشرتها إجراءات الدعوى ممثلة عن المجتمع؛ لن يكفيها أداء لأمانتها إلا المطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين جميعاً، وتؤكد أنه لا مجال لتدخل أي طرف كان؛ فالجميع أمام القانون سواء؛ فعليكم بالتحقق من الأخبار قبل نشرها وتداولها، واعلموا يقيناً أن المساواة جوهر العدل، وأن العدل أساس الملك.

لمزيد من التفاصيل اضغط هنا

ضحايا البالوعات

السيناريو واحد والوقائع مشابهة والمصير ذاته في كل الحالات، أطفال صغار يهرولون يمينًا ويسارًا في شوراع بلدتهم، كل طموحهم اللهو واللعب لقضاء أوقات من المرح والسعادة، فأحدهم كان يجهز أدوات مدرسته، والآخر كان برفقة والدته عائدًا من النادي الرياضي، فرغم صغر سنهم كتب القدر نهايتهم سريعًا حيث انتهت في بالوعات الصرف الصحي، الخالية من الغطاءات التي من المفترض أن تحميهم.

بنهايات الشهر المنصرم، وقعت جريمة بشعة لأم كانت تسير برفقة صغيرها البالغ 6 سنوات، في أحد شوارع العمرانية، بعدما قضى وقتًا في النادي الرياضي، وفجأة حول القدر مصير الخطة التي وضعتها لقضاء يومٍ سعيد، حيث ابتلعت بالوعة الصرف الصحي التي كانت مغطاة بورقة كرتونة، الطفل الصغير، إلى أعماقها تقلبه المياه يمينًا ويسارًا، السيناريو ذاته، تكرر ليلة أمس، مع طفل آخر في منطقة السلام، حتى باتت تلك البالوعات خطرًا يهدد الأطفال الصغار، خاصة وأن العام الدراسي قد بدأ وصارت حركة الأطفال كثيرة في الشوارع.

التفاصيل الكاملة من هنا