باحث في الشأن الإيراني: واشنطن تستخدم سياسة "العصا والجزرة" في صراعها مع طهران

السبت 18 يناير 2020 | 11:02 مساءً
كتب : أحمد نادي

أكد هشام رشاد، الباحث في الشأن الإيراني، أن التطورات الراهنة لا يمكن أن تسفر عن حرب شاملة بين طهران وواشنطن، نظرًا للفارق الكبير في الإمكانيات عسكريا بين البلدين من ناحية، ومن ناحية أخرى الحذر الواضح في ردة الفعل من الجانبين فضلا عن رفض أغلب أطراف المجتمع الدولي تصاعد حدة التوتر بما قد يؤدي لاشتعال أسعار سوق النفط وإخلال الأمن البحري دوليا، مضيفًا أن إيران من ناحية الاقتصاد ظهرها للجدار تمامًا لاسيما بعد العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها عليها بداية من أغسطس 2018 وبالتالي فخيار المواجهة المفتوحة مع جيش متطور مثل أمريكا يعني ربما ضربات مميتة لبنيتها التحتية من جانب إضافة لفقدان نفوذها خارج الحدود إلى جانب أن المواجهة المفتوحة ستتيح المجال لمزيد من السخط الشعبي داخليًا.

وأوضح رشاد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمارس سياسة العصا والجزرة مع إيران حاليا، حتى أن الرقم المذكور كعدد لأهداف إيرانية محتملة بينها أماكن ثقافية (دينية) من وجهة نظره هو لتذكير طهران بعدد الرهائن الأمريكيين في حادث اقتحام سفارة واشنطن لدى إيران من جانب طلاب إيرانيين متشددين لنحو 444 يومًا بعد اندلاع الثورة الإيرانية في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وكذلك هناك دوائر أمريكية رسمية بدأت في اجراءات لكبح تحركات ترامب عسكريا ضد إيران.

وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أن الموقف العربي يسعى إلى تهدئة التوتر لصالح المنطقة بأسرها، حيث لن يكون من مصلحة أي دولة احتدام التوتر بشكل يعيد الدفة للوراء كثيرا بما قد يشكل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لعدة سنوات على الأقل، مؤكداً أن حدوث مواجهة عسكرية بين واشنطن سيكون لها تأثير كارثي إن حدث لأن الجغرافيا العربية وبالأخص الخليجية هي الجوار القريب لإيران بحريا وجغرافيا وبالتالي فليس من الصالح اقتصاديا وسياسيا توتر الوضع بنحو قد يشكل ضررا بالغا على مقدرات هذه البلدان الرامية إلى تحقيق رؤي مستقبلية متقدمة.

وتطرق للحديث حول هل يمتد انتقام إيران لقاسم سليماني إلى داخل الولايات المتحدة أم أن لعبة الثأر انتهت بالهجمات الإيرانية التي استهدافت قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق، حيث أكد الباحث بالشأن الإيراني، أن الرد الإيراني داخل الولايات المتحدة ربما يكون على هيئة هجمات سيبرانية تخريبية ضد مؤسسات أمريكية وحشد إعلامي مناؤي لترامب وسياسته بترويج أن إيران شريك في مكافحة الإرهاب إقليميًا، مضيفًا أنه يتوقع هجمات إيرانية أخرى إقليميا شريطة أن يحدث تصعيد أمريكي جديد.

اقرأ أيضا