الإفتاء تكشف علاقة انتشار فيروس كورونا بقيام الساعة قريبًا

الاحد 22 مارس 2020 | 12:08 مساءً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

انتشار وباء كورونا في العالم بشكل مرعب جعل العبض يعتبر أنه هذا الابتلاء عقاب إلهي من الله ونوع من الغضب على العالم كله.

وهناك بعض الأصوات التي صنفته على أنه نوع علامة من علامات الساعة لترد دار الإفتاء على هذا بتصريحات من فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، نشرها الموقع الرسمي لدار الإفتاء: «إن نزول البلاء لا يعني غضب الله عز وجل على عباده، وإنما هو سنة كونية لتمحيص العباد، لا فرق في ذلك بين الصالحين وغيرهم، بل يكون ابتلاء الله تعالى للصالحين علامة على حبه لهم؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه، كما أن وجود الصالحين يمنع نزول البلاء العام ما لم ينتشر الفساد، أما إذا عم الفساد وانتشر في الأرض فإن البلاء ينزل بالجميع، وحينئذ قد يهلك الصالحون والمفسدون، ويكون هلاك الصالحين رفعة في درجاتهم، ما لم يقصروا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن السنة النبوية المشرفة قد ورد فيها العديد من الأحاديث التي توضح هذا الأمر، وأسباب نزول الإبتلاء العام، فورى الإمام ابن ماجة في مسنده، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم».

وأضاف أن الجزم بأن الوباء وفيروس كورونا عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبي، والذي على الإنسان أن يفعله في مثل هذه الأزمات عمومًا أولًا: أن يرجع إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة، وثانيًا: الاستغفار، وثالثًا: أن يكثر من الأعمال الصالحة فهذا من أسباب رفع البلاء.

في نفس الوقت نجد الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبرت القرارات التي اتخذتها بعض الدول وآخرها مصر لتعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد وغلق الحرمين الشريفين وجميع المساجد هو بمثابة غلق لباب التوبة، واقتراب يوم القيامة.

وعن ذلك يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي مصر السابق: «إن باب التوبة مفتوح ولا يغلق إلا بطلوع الشمس من مغربها»، مضيفًا أن طلوع الشمس من مغربها علامة عظيمة؛ وذلك لانغلاق باب التوبة بحدوثها، وعن حكمة ذلك، فقد ذكر القرطبي بيان حكمته، فقال «قال العلماء : وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحالة لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت».

وقال الدكتور علي جمعة إن التوبة فلسفة كبيرة في عدم اليأس، وفي وجوب أن نجدد حياتنا وننظر إلى المستقبل، وأن لا نستثقل حمل الماضي، وإن كان ولابد أن نتعلم منه دروسًا لمستقبلنا، لكن لا نقف عنده في إحباط ويأس، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

وأشار إلى أن باب التوبة لن يغلق إلا في وقتين حددهما الله سبحانه وتعالى وأوضحهما لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما: أن يغرغر الإنسان ومعنى يغرغر الإنسان، أي أن تصل روحه إلى الحلقوم، والثاني: عند خروج الشمس من المغرب، مستشهدًا بالحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ».

وأوضح الدكتور علي جمعة أن من فضل الله تعالى وكرمه بعباده أنه يقبل التوبة منهم إذا تابوا إليه من المعاصي والذنوب التي اقترفوها، ويظل قبول التوبة واردًا حتى يدرك الإنسان العاصي الموت وتبلغ الروح الحلقوم، حينئذ لم تعد التوبة مقبولة، وهذا هو المقصود بالغرغرة الواردة في الحديث المسؤول عنه. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى أيضًا بقوله: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ» [النساء:18].

وقال الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي مر بها النبي في ليلة الإسراء والمعراج وصلى بها ركعتين وقال لجبريل، أين أنا: قال، أنت بالأرض المباركة أنت بمصر، فدعا لها النبي.

وأضاف، أن مصر هي البلد الوحيد من جملة بلاد العالم التي لم تتلوث أيدي أبنائها بدماء أهل البيت الأطهار بل كانت لأهل البيت مأوى ومستقبلا، مشيرا إلى أن الله لم يخلقنا كي يعذبنا أو يغضب علينا حتى نقول أن فيروس كورونا هو غضب من الله- تعالى- علينا ، مناشدا الناس بالتوقف عن هذه الأقاويل.

اقرأ أيضا:

البرلمان يُطالب بإعلان حظر التجول الشامل في البلاد

الكويت تعلن خبر سار لمواطنيها بشأن إصابات فيروس كورونا

اقرأ أيضا