الشيخ الطبلاوي.. بُشرّت والدته بأنه سيكون من حفظة القرآن الكريم (بروفايل)

الاربعاء 06 مايو 2020 | 02:11 صباحاً
كتب : علي عرفات

تذوق الجميع حلاوة صوته وعذوبته الذي تميز بإثارة الشعور الروحاني والامتثال بين يدي الله عند سماع آيات قرآنه،.. أعداد بالآلاف تنتظره حينما يعلمون أنه هو الذي سيقوم بالقراءة، عندما يكون إمامًا يقف وراءه الآلاف ممن جاءوا من جميع ربوع مصر للصلاة خلفه، أملاً في أن يحالفهم حُسن القدر.. يُحيينا إيمانًا بصفاء صوته.. ويهيب لنا التوبة بتجددها.

خشعت القلوب وأذرفت العيون الدموع لفراق رمزٍ من قراء مصر الحبيبة، التي أعتادت آذاننا عليه، خاصة عند صلاة التروايح، ومن خلال التسجيلات المحفوظة بالهاتف الشخصي التي تعيننا علي متاعب ومشاغل الحياة، إنه الشيخ العلامة محمود الطبلاوي، نقيب قراء مصر، الذي توفي مساء الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ86 عامًا، بعد صراع مع المرض.

ولد الشيخ الطبلاوي في 14 نوفمبر من عام 1934، وروي الطبلاوي عن ميلاده أن جده بشرّ والدته، بأن من في بطنها سيكون من حفظة القرآن الكريم، واعتنى والده بذلك، وكان يشرف عليه في "الكتّاب"، والاهتمام به.

وأضاف أن الأطفال كانوا يدفعون "تعريفة" لمُحفظهم، ولكن والده كان يدفع "قرش صاغ" لزيادة الاهتمام به، ويروى الشيخ الطبلاوى أن أول أجر له كان 5 قروش من عمدة قريته وكان عمره وقتها 11 عامًا، وذاع صيته من وقتها حتى أصبح ينافس كبار القراء في عصره.

توجهت الأنظار إلى الشيخ الطبلاوي، لجمال صوته وإتقانه للتلاوة، ما دعا المحيطين به لعقد حلقات من أجل الاستماع إلى ترتيله للقرآن، وقبل أن يكمل الـ15 من عمره، عُرف كقارئ محترف للقرآن، يتلقى الدعوات لإحياء الليالى الدينية، والمناسبات المختلفة.

يعد الطبلاوي، أحد رواد المدرسة المصرية فى قراءة القرآن، وحصل على لقب صاحب "الحنجرة الذهبية"، إذ يعد القارئ الوحيد الذى قرأ القرآن داخل الكعبة المشرفة، بأمر من الملك خالد، قبل أن يعطيه قطعة كبيرة من كسوة الكعبة.

حظى الشيخ الطبلاوي، بالحصول على مكان خاص به على عرش التلاوة المصرية والعربية، إذ تفرد بأسلوب عذب، لم ينازعه أحد فيه، ويعد آخر ملوك مملكة التلاوة المصرية، وآخر حبة في مسبحة القراء العظام، وآخر رجال الرعيل الأول لمملكة التلاوة المصرية.

وعن حياتة بالخارج، سافر "الطبلاوى" قرابة الـ100 دولة حول العالم، يرتل القرآن ويطرب القلوب والآذان، وعندما أتم عامه الـ84 قرر اعتزال القراءة بعد أكثر من 70 عامًا قضاها فى خدمة كتاب الله.

وفي نهاية حياته تفرغ الشيخ الطبلاوي، بعد اعتزاله القراءة، للعمل النقابى، إذ كان يشغل منصب نقيب المُقرئين خلفاً للشيخ أبوالعينين شعيشع، فى محاولة لتنظيم شئون ما يقرب من 8 آلاف قارئ مسجلين بالنقابة وتدريبهم والدفاع عنهم، وكان له ما أراد حين نجح فى رفع معاشاتهم، ودعم النقابة من جهات الدولة المختلفة.

أقرأ أيضا:

"والدي ومعلمي وقائدي".. نجل النائب العام هشام بركات يٌحيي ذكرى استشهاده

وزارة الداخلية تداهم أوكار الخارجين عن القانون بأسيوط

اقرأ أيضا