الصحة العالمية تكشف حقيقة الوضع الوبائي لفيروس كورونا حاليا

السبت 09 يناير 2021 | 11:07 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط «إن السنة الماضية كانت صعبة للغاية علينا جميعًا، فقد أثرت جائحة كورونا على الناس في إقليمنا تأثيرًا بالغًا، وألحقت ضررًا أكبر بالنُظُم الصحية والاقتصادات والمجتمعات».

وأضاف المنظري:«لقد حذَّرنا البلدان والمجتمعات من احتمال ارتفاع الحالات ارتفاعًا كبيرًا تزامنًا مع أشهر الشتاء الأكثر برودة، وهذه المرحلة الجديدة والمُقلِقة رسالة شديدة الوضوح تُذكِّرنا بضرورة مواصلة الاستفادة من كل الوسائل المتاحة لمواجهة هذا الخطر المستمر».

وتابع:"فبعد بلوغ الذروة الثانية في الأسبوع السابع والأربعين (الذي بدأ في 22 نوفمبر 2020) وأُبلغ فيه عن أكثر من 250000 حالة و6300 وفاة، شهد إقليم شرق المتوسط انخفاضًا في عدد الحالات والوفيات المبلَّغ عنها، ليُسجِّل 155300 حالة و3046 وفاة خلال الأسبوع الثالث والخمسين (الذي بدأ في 27 ديسمبر 2020)".

ويتفاوت الوضع كثيرًا على المستوى القُطري، ففي حين تُظهِر بعض البلدان اتجاهًا متزايدًا (مثل مصر والبحرين) يستقر الوضع في بلدان أخرى إما عند مستويات مرتفعة (مثل تونس والإمارات العربية المتحدة) أو مستويات منخفضة (مثل الكويت وعُمان وقطر)، أما باقي البلدان فتُظهِر انخفاضًا.

وفي 5 يناير2021 ، أعلنت إيران عن أكبر عددٍ من الإصابات في الإقليم (1,261,903)، تلاها العراق (599,965)، وباكستان (492,594)، والمغرب (447,081).

وسجَّلت إيران والعراق وباكستان ومصر العدد الأكبر من الوفيات المرتبطة بالإصابة بكوفيد-19.

ويكتسي هذا الوضع أهمية خاصة في ضوء التحور الجديد لفيروس كورونا سارس -2 الذي أظهر قدرة أكبر على الانتقال. وقد أُبلِغ بالفعل عن حالات إصابة بالفيروس المتحوِّر في الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة.

ويرتفع خطر اكتشاف هذا التحور الجديد في بلدان أخرى بالإقليم، ما لم تُنفَّذ تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية الفعالة، التي لو لم نتخذها سنواجه خطر عودة ظهور الحالات واستفحالها مرة أخرى.

وعلينا، بطبيعة الحال، أن نتوخى اليقظة في جميع الأوقات وأن نواصل تطبيق تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي نعلم أنها فعالة في مكافحة الفيروس.

ولا يزال خطر حدوث ارتفاع جديد في عدد الحالات المبلغ عنها أحد بواعث القلق في الإقليم والعالم على حدٍّ سواء.

وأبلغ الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة حاليًا عن حالات إصابة بالنسخة المتحورة من فيروس كورونا سارس 2 التي تُظهِر قدرة أكبر على الانتقال.

وتواصل منظمة الصحة العالمية العمل عن كثب مع جميع البلدان في الإقليم لرصد الوضع وتقديم الدعم التقني بهدف تعزيز إجراء تسلسل الجينوم لفيروس كورونا سارس 2 والإسراع بوتيرته حتى يتسنى اكتشاف الطفرات ورصدها.

وتعمل المنظمة أيضًا مع البلدان التي تفتقر إلى القدرات اللازمة لإجراء التسلسل من أجل تسهيل شحن العينات الإيجابية إلى المراكز المتعاونة مع المنظمة، ومنها لبنان وليبيا والسودان والكويت.

وحُدِّد المختبر المرجعي الإقليمي في الإمارات العربية المتحدة لإجراء التسلسل الخارجي لبلدان الإقليم التي تفتقر إلى مثل هذه القدرات.

وفي 31 ديسمبر 2020، أصدرت المنظمة قائمتها الأولى بأسماء اللقاحات المستَخدَمة في حالات الطوارئ ومنها لقاح كوفيد-19، وشددت على الحاجة إلى الإتاحة العالمية المنصِفة للقاح.

وبإدراج لقاح Comirnaty المضاد لكوفيد-19 الذي يعتمد على مرسال الحمض النووي الريبي (إم آر إن إيه) في قائمة اللقاحات المستَخدَمة في حالات الطوارئ، يكون لقاح شركتي فايزر وبيونتيك هو اللقاح الأول الذي يحصل على إجازة من المنظمة لاستخدامه الطارئ منذ بدء تفشي الفيروس العام الماضي.

وتفتح هذه الإجازة الباب أمام البلدان للإسراع بوتيرة عمليات الموافقة التنظيمية التي تطبقها لاستيراد اللقاح وإعطائه، وتسمح لمرفق كوفاكس أن يشتري اللقاح لتوزيعه على البلدان التي تحتاج إليه.

ولا يزال تقييم اللقاحات الأخرى جاريًا للتأكد من مأمونيتها وفعاليتها.

وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط «ننصح جميع بلدان الإقليم بمواصلة تنفيذ ورصد تدابير الوقاية من كوفيد-19 ومكافحته.

وبينما نرحب بالأخبار المتواترة عن اللقاح المُعتَمد، لا يزال من المبكر جدًا الاحتفال في إقليمنا حيث أصيب الملايين بالعدوى، وهناك عشرات الملايين الآخرين عرضة للخطر حتى الآن.

ولن يُتاح اللقاح المعتَمَد في الشهور المقبلة إلا للفئات الأكثر ضعفًا، وربما تمضي شهور أخرى كثيرة بعد ذلك قبل أن يحصل باقي السكان على اللقاح.

ويتعين على كل واحد منا، في هذه الفترة الحرجة، أن يظل متأهبًا وأن يلتزم بالتدابير الوقائية التي ثبتت فعاليتها ونعلم أنها قادرة على حمايتنا وحماية من نحب من كوفيد-19».

اقرأ أيضا