قصة قرية واجهت تجارة المخدرات بالمنوفية

الاربعاء 10 فبراير 2021 | 04:29 مساءً
كتب : محمود الزقم

طلقات نارية وصراخ وعويل فى وضح النهار مع دقات الرابعة والنصف عصرا من يوم السبت، بقرية كفر صراوة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، لتنتشر أنباء عن وفاة أحد أبناء القرية وإصابة شقيقة بإصابات متفرقة من طلقات نارية ليتم أحتجازة بالمستشفى ويفارق شقيقة الحياة بعد ان لفظ أنفاسة الأخيرة، فى قصة واقعية شهدت أحداث فصولها تلك القرية البسيطة من قرى محافظة المنوفية

البداية

مع ظلام الليل الدامس مساء الجمعة، وأثناء سير كلا من " أحمد ه د " 31 سنة، وشقيقة " محمد ه د " 29 سنه، بالقرب من أرضهم والتى يتخللها الزراعة للعمل على سقى الأرض، فوجىء الأثنين أثناء سيرهم للمتهم " سعيد ج م " 34 سنة، يصطحب فتاة فى المسجد المقارب من الأرض الزراعية، ووسط محاولات وذهول منهم أن تكون معه فتاة ليل بالمسجد ودون أى أكتراث بحرمة المسجد، نهروة عما يقوم به من أفعال ، ولكن كان رد فعلة بأن قام بسبهم ونهرهم أكثر وأرتفع صوتة أكثر وأكثر مما أيقظ الجيران على تلك الواقعة ليكون الحل فى النهاية لهؤلاء الاشقاء أن يقوموا بإبلاغ النجدة للقضاء على هذه الأفعال .

بلاغ النجدة

لم يقف الأخوان مكتوفى الأيدى على الرغم من أنهم يعلمون من يواجهون فهو تاجر مخدرات معلوم للجميع ومعلوم طريقة تعاملة مع أى أحد يحاول أن يعادية كما يصفون، فيكون مصيرة هو القتل برصاص الغدر منه، ولكنهم أبلغوا النجدة لتأتى سيارة الشرطة وتقوم بالقبض على الفتاة ويفر المتهم هاربا، ليمارس أنشطته الإجرامية المتتالية بالقرية من بيع للمخدرات بمختلف أنواعها .

استمرار العمل

لم يتورع المتهم بما يقوم من أفعال وواصل العمل بتلك الجزء المعوف للقرية ب " الجنينة " يوم من خلالها بتوزيع كميات من المخدرات المختلفة من حشيش وهيروين وبانجو وأستروكس وغيرها من أنواع المواد المخدرة، لدرجة أن بعض أهالى القرية وصفوا تلك المنطقة بأنها منبع التجارة، وأنه طورها بشكل كبير ليكون لدية أجهزة كمبيوتر حديثة علاوة على أستقطاب عدد من الفتايات والتى تقوم بتقديم الخدمة لأخريات يترددن عليهم، الأمر الذى أدى إلى ضرورة الوقوف أمام تلك الممارسات وحتمية القضاء عليها والوقوف أمامها .

الأنتقام

حمل المتهم سلاحة الممتلىء بالرصاص وخرج مع دقات الرابعة والنصف عصرا من اليوم التالى للواقعة لينتقم من الذين قاموا بإبلاغ النجدة عنه وعن تجارتة للمخدرات، ويطلق ما يقرب من 60 رصاصة فى الهواء، وتستقر أثنين منها فى قلب " أحمد ه د " 31 سنة، ليسقط صريعا على الأرض ويلفظ أنفاسة الأخيرة قبل أن يتمكن أى أحد من اللحاق بإنقاذ حياته، ويقع بجوارة شقيقة مصابا بطلقات نارية فى الكتف ويتم نقلة إلى المستشفى ليكتب الله له النجاة، ويفر المتهم هاربا تاركا الأثنين غارقين فى دمائهم والقرية تحاول إنقاذهم .

رد فعل القرية

أنتشرت حالة من الغضب العارم على جميع أهالى القرية نتيجة لما تم وما حدث من وفاة أحد أبنائها وإصابة الأخر باصابات متفرقة، ليتوجة الجميع إلى المكان الذى كان يتواجد به تاجر المخدرات " الجنينة" وقاموا بحرق الأشجار به وما به من أشياء حتى قدمت قوات الشرطة إلى المكان وقامت بالتحريز لكل ما به من مضبوطات علاوة على القبض على عدد كبير من المشتبة بهم فى تلك الأحداث .

الأمن بالقرية

على الفور أنتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة وتم السيطرة على الأمر ونقل المصاب إلى المستشفى، وتم عمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة للقبض على الجانى، وشكل اللواء أحمد فاروق القرن مدير أمن المنوفية، والعميد عبد الله جلال مدير المباحث الجنائية، فريق مكبر للكشف على تفاصيل الواقعة وللوصول إلى المتورطين فى الواقعة علاوة على القبض على الخارجين عن القانون ومروجى المواد المخدرة، برئاسة المقدم محمد عبدالصمد رئيس مباحث مركز أشمون، ومعاونية النقباء محمد حلمى وعبدالمنعم محاريق ومحمد سعد معاونين مباحث مركز شرطة أشمون .

المصاب يروى الواقعة

فيما روى " محمد ه م " شقيق المتوفى، أن المتهم كان يقوم بالاتجار فى المواد المخدرة منذ فترة، علاوة على قيامه باصطحاب فتيات شوارع بجوار منزله الكائن بجوار منزلهم، ودون أى خوف من أى أحد، وعلى الرغم من مطالبتهم له بألا يكرر مثل هذه الأفعال والتحذير له أكثر من مرة ولكن دون أن يكون هناك أى رد فعل بل أزداد الأمر سوءا بأن زادت فتايات الليل على التردد عليه فى تلك المكان مع رفضة لأى حديث معه وتهديدة المستمر لنا بالقتل حال عدم صمتنا عن الحديث فى تلك الأشياء، بالإضافة إلى أنه قام بإطلاق الأعيرة النارية على الجيران أكثر من مرة بالإضافة إلى إرهابهم بالكلاب التى كان يقوم بتربيتها، مطالطبا بالقصاص لدماء شقيقة الذى كان يحارب التجارة الحرام التى دمرت جيلا كاملا .

الأهالى تطالب بالقصاص

حالة الغضب الشديدة التى خيمت على الأهالى وسط مطالبات ومناشدات من قوات الأمن التى وجدوها تتواجد بكل سرعة بالقرية بأن يتم القصاص من المتهم والذى قام بقتل شهيد الشهامة بالقرية والذى ضحى بنفسة فى سبيل القضاء على تجارة المخدرات والتى أستفحلت بشكل كبير بين جميع أبناء القرية وكادت تدمر القرية بأكملها علاوة على الأعمال المنافية التى كانت تتم جراء تلك التجارة .

الأمن يواصل الحملات

شنت مديرية أمن المنوفية، حملات مكبرة للقضاء على تجار المخدرات والقضاء على ترويج المواد المخدرة، وقامت القوات بتمشيط كامل لكل النقاط للقبض على المتورط فى واقعة القتل، وكثفت مديرية أمن المنوفية، مجهوداتها برئاسة اللواء أحمد فاروق القرن مدير أمن المنوفية، والعميد عبد الله جلال مدير المباحث الجنائية، للوصول إلى المتورطين فى الواقعة علاوة على القبض على الخارجين عن القانون ومروجى المواد المخدرة .

القبض على 38 من المشتبة بهم

تمكن فريق البحث بمركز شرطة أشمون برئاسة المقدم محمد عبدالصمد رئيس مباحث مركز أشمون، ومعاونية النقباء محمد حلمى وعبدالمنعم محاريق ومحمد سعد معاونين مباحث مركز شرطة أشمون، من القبض على 38 من المشتبة بهم ، بينهم 8 عاطلين بحوزتهم أسلحة ومواد مخدرة، وبمعاينة المضبوطات تبين أنها عبارة عن بندقية ألى و2 بندقية خرطوش و4 فرد خرطوش وكميات من المواد المخدرة 250 جرام هيروين وكيلو من مخدر الأستروكس و5 كيلو بانجو وعدد من الهواتف المحمولة ومبالغ مالية و5 درجات نارية مسروقة، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وجارى عرض المتهمين على النيابة لمباشرة التحقيقات .

سقوط القاتل

تمكن فريق البحث تحت إشراف اللواء أحمد فاروق القرن مدير أمن المنوفية، والعميد عبد الله جلال مدير المباحث الجنائية، وبعمل فريق البحث برئاسة المقدم محمد عبدالصمد رئيس مباحث مركز أشمون، ومعاونية النقباء محمد حلمى وعبدالمنعم محاريق ومحمد سعد معاونين مباحث مركز شرطة أشمون من الإيقاع بالمتهم " سعيد ج م " بعد فرارة لأكثر من أربعة أيام وبعد مجهود كبير من قوات الأمن فى البحث والتقصى عن المتهم وتم تحرير المحضر اللازم وعرضة على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات .

النيابة تقرر حبس المتهم

فيما أصدرت النيابة العامة بمركز أشمون، قراراها بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات على أن يراعى التجديد فى الموعد المحدد مع توجية تهمة القتل العمد وإصابة أخر بالإضافة إلى تهم الإتجار بالمواد المخدرة وترويع المواطنين بإطلاق أعيرة نارية وغيرها من القضايا والتى تنظر النيابة العامة فحصها .