دكوا السبيل علينا كلنا.. تعالى خدني ياض لو تعرف.. عندما استشهد القاضي ورفاقه أثناء تكبيرات العيد

الاثنين 02 مايو 2022 | 05:35 صباحاً
كتب : عمر يوسف

يتبادلون التهاني بحرارة ومشاعر محسوسة، الجندي يهنئ الأمين والضابط يمزح معهم سويا، يخططون ما الذي سوف يقومون به عند نزولهم لإجازتهم، إلى أين سيخرجون ومَن سيقابلون؟ أصوات تكبيرات العيد تعلو من حولهم، السعادة والبسمة تملأ تلك الوجوه الشابة المشرقة، إلا أنه وبدون مقدمات، تبدل الحال، فتحولت أصوات التكبيرات إلى رصاص وقذائف، وتلاشت البسمة والبهجة وأرتسم بدلا منها العنف والغضب.

المكان: كمين البطل 14 بشمال سيناء- الزمان: أثناء صلاة عيد الفطر.

يشتبك القاضي ورفقائه مع الإرهابيين التكفيريين بكل قوة وبسالة، رافضين ترك مواقعهم وأسلحتهم، مستمسكين بالأرض والتبة، البطل الذي لم يتجاوز سنه ال24 يطلب الدعم من العمليات "أبعتولنا دعم يا جدعان"، ليأتي عليه الرد "أثبت يا قاضي الدعم جايلك في السكة.. بس بيتضرب عليه أثبت يا قاضي".

الوقت يمر، شهيد يسقط ومصاب يقع، الذخيرة شارفت على النفاد، الوضع يسوء، فلا يجد القاضي حل أمامه إلا "دكوا السبيل علينا كلنا.. دكوا السبيل"، كان هذا ما طلبه نقيب مقاتل عمر القاضي من قياضته، طالبهم بأن يكثفوا ضربهم تجاه الكمين، فضل أن يموت هو ورفقائه والعدو دفعة واحدة دون أي تردد، حتى يحرمهم من انتصارا زائف غير مستحق.

القتال يحتدم والذخيرة تنفد، القاضي ينادي العمليات "أنا ذخيرتي خلصت.. بيني وبين العيال 40 متر يا منزلاوي"، اختلطت أصوات تكبيرات العيد بالرصاص، الذخيرة نفدت، ولكن القاضي وأبطاله لا يستسلمون، ظل القاضي يقاتل إلى آخر نفس، على الرغم من إصابته في ذراعه، وبعد إن نفدت الذخيرة، قال شهيد أول يوم العيد للتكفيريين الذين أوشكوا على اقتحام حرم الكمين: "تعلالي ياض.. تعالى خدني ياض لو تعرف"، وكان ذلك آخر ما ألتقتته موجات اللاسيلكي، للبطل الشهيد عمر القاضي، حيث صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، ويتدخل الطيران المصري ويطلق قذيفته على تكفيريين حاولوا سرقة مدرعة من حرم الكمين، لتنتهي بذلك قصة البطل الشهيد النقيب عمر القاضي، قائد كمين البطل 14 بشمال سيناء، ليسطر بذلك أروع الأمثلة في روح التضحية والفداء، الذي يقدمها ضابط الشرطة من أجل رفعة هذا الوطن.