كيف أظهرت عملية الهجوم الأخيرة نقطة الضعف القاتلة للتنظيمات الإرهابية في سيناء؟ (تحليلي)

الاربعاء 18 مايو 2022 | 06:36 مساءً
كتب : بسمة الجداوي

تحاول الجماعات الإرهابية من خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع ظهر السبت (7 مايو 2022) واستهداف نقطة رفع مياه شرق القناة، أن تعلن عن وجودها وتثبت نفسها أمام مصادر التمويل حتى لا تنضب، فهي لا تقدر على الظهور إلا في ظروف ضعف السيطرة.

ويرجع ذلك بسبب ضعف تنظيم داعش في سيناء وإنهاكها، ونجاح القوات المسلحة فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية وما تحققه من دحر لرؤوس تنظيم الكبار، وتوفير الأمن والسلم الإجتماعى للمواطنين من مخاطر الإرهاب بسيناء، ورداً على انطلاق الجهود التي تبذلها القوات المسلحة المصرية لمحاربة التمرد في شمال سيناء.

حيث شهدت سيناء في السنوات الأخيرة، نشاطا مكثفا لمسلحين يشنون هجمات على قوات الأمن والجيش، وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين، راح غالبيتهم ضحايا هجمات شنتها جماعات داعش الإرهابية، ولكن نجحت مصر في خلال هذة السنوات في القضاء على الإرهاب.

وتمكنت القوات، خلال السنوات الأخيرة من التعامل مع تنظيم داعش؛ لمنعها من تكوين نسيج مترابط تتمكن به من التحول إلى منظمة إرهابية عالمية على أرض الوطن.

وقال خبير الأمن القومي، نائب مدير الشئون المعنوية سابقاً، اللواء أركان حرب حمدي لبيب عثمان في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، إن كلما مصر تقدمت في التنمية الاقتصادية تحاول الجماعات الإرهابية داخليًا وخارجيًا أن تفشل نجاح هذه التنمية، وحتى الآن نجحت القوات المسلحة مائة بالمائة في القضاء على الجماعات الإرهابية في سيناء خلال الـ5 سنوات الماضية.

وأضاف أن ماقامت به القوات المسلحة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى الآن لم يحدث منذ أن خلق الله مصر في كافة المجالات العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والدينية، والفنية، وفي جميع قوي الدولة الشاملة.

وتابع، أننا استطاعنا خلال هذة الفترة من تحقيق مجد مصر ليس بالخداع وأنما بالحق، وأن مصر منبع الحضارة وأصل التاريخ؛ لذلك حاولت الجماعات الإرهابية خلال الفترة الماضية أن يهاجموا مصر من خلال الناحية الإعلامية، ولكنهم لم يتمكنوا من النجاح، لذلك لجئوا للناحية القتالية.

وأكد حمدي لبيب، أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في منطقة رفع مياه سيناء، ما هو إلا مدلول قوي على إفلاس القوات الإرهابية وضعف سيطرتهم.

ومن ناحية أخرى، فإنه يدل على مدى نجاح القوات المصرية في الحفاظ على الأمن الخارجي والداخلي بمعاونة رجال الشرطة الشرفاء.

وأشار الخبير الأمني، إلى أن مهاجمة الجماعات الإرهابية لمنطقة مدنية، لأنهم يعلمون جيدًا هزيمتهم في مهاجمة أي مناطق عسكرية، فقد كان يتم هزيمتهم ويحصل بينهم عدد من الجرحي والقتلي، لذلك قاموا بمهاجمة منطقة رفع مياة شرق القناة، التي يوجد بها مدنيين وليس عسكريين، وأن الظابط والجنود الذين استشهدوا كانوا يحمون تلك المنطقة.

وأوضح أن الخسة والدنائة ظهرت في هجومهم على تلك المنطقة المدنية وقتل مواطنين مدنيين لا يوجد معهم سلاح ولم يستطيعوا المواجهة.

كما أكد اللواء حمدي لبيب، أن هناك مدلول واضح لقيام هذه العملية في ذلك الوقت وأنه ردًا على مسلسل "الاختيار3 " الذي تم عرضه خلال شهر رمضان المبارك.

وأضاف أن المسلسل لم يكن تمثيل بل أن 70% منه وثائق بأسمائهم وصورهم، كما أنه كشف موقف الجماعات الإرهابية بمنتهى الأمانة دون نفاق أو رياء، فالمسلسل كان قنبلة هيدروجينية دمرت جميع قادة ووسائل الإرهاب وأثرت سلبيًا على كافة الدول التي تقوم بدعمهم لوجستيًا.

واستطرد: "هم قرروا الرد على الفكر بالعنف، لذلك قاموا بتلك الهجوم ضد مواطنين مدنيين، في محاولة منهم أن يضيعوا ذلك الأثر وإثبات وجودهم بتلك العملية الإرهابية بعد فضحهم أمام العالم".

أورجع اللواء حمدي لبيب، الهجوم الإرهابي على محطة مياه غرب سيناء، إلى الرد على التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة شهر يناير الماضي، حيث ذكرت أن مصر نجحت في القضاء على الإرهاب على مدار الـ4 سنوات الماضية، بفضل جهود الشرطة والقوات المسلحة، مؤكدًا أن هذا يوضح الإفلاس الكامل للجماعات الإرهابية داخليًا وخارجيًا وإعلاميًا واقتصاديًا وسياسيًا وإيديولوجيًا، بل من ناحية أخرى يظهر نجاح القوات المسلحة وقوات الشرطة في استرجاع سيناء بالكامل واسترجاع الأمن بداخلها.

وتابع: "ودليلًا على ذلك أن الإرهاب لم يستطيع مهاجمة منطقة مثل العريش، لأن المواطنين عادوا لبلادهم من جديد بعد تحقيق الأمن والأمان، والقوات المسلحة والشرطة تحارب لتأمينهم، لذلك حاولت الجماعات الإرهابية أن تنال من الناحية الاجتماعية في هجومهم على منطقة رفع مياه".

وذكر اللواء حمدي لبيب، أن هذا ما فعلوه أيضًا في مسجد الروضة ومهاجمتهم لبيت من بيوت الله، لأنه يربط الناحية الدينية، والآن يهاجموا ناحية اقتصادية نقطة مياه تعمل على خصوبة للأرض والنماء، وإمداد المواطنين بكافة أشكال الدعم المادي والبشري.

وأشار إلى أنهم بهذه الطريقة يحاولون إرسال معنى إلى من يهمهم الأمر ويمدهم بالسلاح والنقود، بأنهم موجودين وينفذون العمليات.

وأكد أنه تم حصر الأعداد الإرهابية في سيناء ولم يصبح يشكل خطرًا، ودليلًا على ذلك عودة سكان العريش لأماكنهم وتدشين عدد كبير من المشروعات مثل: مدينة الإسماعيلية الجديدة التي تم انشائها ومدينة بور سعيد الجديدة وبناء الكباري.

وعقب "لبيب" قائلًا: "لم يعد هناك دعم للإرهاب فقامت الدولة بوضع حد للإرهاب وخطة استراتيجية تنص على تجفيف منابع الإرهاب، وأن أي دولة تمدهم بأموال يتم منعها، وأي دولة تقوم بتدريبهم أو تعطيهم دعم لوجستي مثل السلاح والذخيرة تمنع بالكامل، وهذا ما حدث بنسبة أكثر من 90%، كما فرضت قيودًا على حركة التمويلات من الخارج لمنع وصول أي أموال لأيدي الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن السلاح والتدريب والباقية بما لديها من سلاح ليس بحديث وأنه قديم لم يستطيع الوقوف أمام الأسلحة الحديثة.

وتابع أن القوات المسلحة حققت إعجاز لم يتم على مستوى العالم، فمصر لم تحارب جماعات إرهابية فقط بل تحارب ما ورائها من دول عظمى وكبرى ودول غنية كل ما يريدوه تدمير مصر.

واستكمل حديثه اللواء حمدي لبيب لـ"بلدنا اليوم": "فمصر نجحت في هدم الأنفاق التي كانت تستخدم في نقل السلاح والدعم اللوجيستي والعناصر المُدربة لتلك التنظيمات من الخارج، كما نجحت في تدمير آلاف المخازن للأسلحة والذخائر، مما أدى إلى نقص كبير في الموارد لدى تلك الجماعات، إلى جانب الضربات الأمنية في دحر منظومة الإرهاب، وكل ذلك تم بقيادة الرئيس والمجموعة الوزارية والجيش والشرطة والشعب الذي يعتبر جنودًا مثل جنود القوات المسلحة والشرطة".

والتقطت أطراف الحديث اللواء مصطفى مقبل مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج الأسبق، قائلًا إن هناك رسائل مشفرة حاولت التنظيمات الإرهابية إيصالها لمصادرالتمويل وإثبات وجودهم من وراء الهجوم الإرهابي على محطة رفع المياه غرب سيناء الذي وقع وأودى بحياة 11 شهيدًا من القوات المسلحة المصرية.

وأشار إلى أن هذا الهجوم يرجع لنجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الإدارة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر خلال الفترة الماضية، ونجاح القوات المسلحة في تفكيك البنية الأساسية والرئيسية للتنظيمات الإرهابية؛ ما جعلهم يحاولون الرد على ذلك بقيامهم بتلك الهجوم في سيناء.

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هناك ما يلفت الانتباه بشأن اختيار موعد تنفيذ العملية الإرهابية، كونها جاءت بعد عرض مسلسل "الاختيار 3"، مؤكدًا أن المسلسل أحدث ضجة كبيرة في العالم العربي، وكشف العديد من أفعالهم، وقام بتعرية وفضح الإخوان أمام العالم، وأن تلك العملية ايست تمهيدًا لتنظيم عمليات إرهابية آخرى خلال الفترة القادمة كما يعتقد البعض، وإنما ما هي إلا محاولة لإثبات وجودهم، بسبب ضعف تنظيم الجماعات الإرهابية في سيناء، ورد فعل فقط على حركة التطهير المتزايدة خلال الأشهر الماضية لأوكار الإرهابيين، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات، وتقليص موارد تمويلهم.

وأضاف اللواء مصطفى مقبل، أن صدور تقرير الأمم المتحدة السنوي والذي أكد نجاح مصر في القضاء على الإرهاب خلال الـ4 سنوات الماضية، وعدم حدوث أي عمليات إرهابية كان سببًا قويًا لقيامهم بتلك العملية الإرهابية بمنطقة رفع مياه سيناء.

وأوضح "مقبل" أن خلال الفترة القادمة سيتم تنفيذ خطط جديدة من قبل القوات المسلحة لاقتلاع الإرهاب والتخلص منه، وهذا سيكون ردًا وتخفيفًا على أهالي الشهداء فهم لم يموتوا بل أحياء عند الله.

أكد اللواء مصطفى مقبل، أنه سيتم إلحاق الهزيمة بالإرهاب في سيناء، فلم يبق سوى عدد قليل جدًا بعد القضاء على الكثير من القيادات، وأن الهجوم الإرهابي الذين قاموا به يثبت ضعفهم وقرب نهايتهم.

ويرى "مقبل" أن التنمية الاقتصادية ووجود الوعي الفكري للشعب بما يحدث حوله من أهم عوامل النجاح في مكافحة الإرهاب، لأن وعي الشعب الفكري هي السلاح الأقوى في القضاء على الإرهاب.

وأوضح أن مصر بالفعل وضعت القوة الاقتصادية والبشرية، وملف التنمية وتجديد الفكر ورعاية المواطن كركائز أساسية لم تغفل عنها يومًا ضد خطتها في القضاء على الإرهاب ومموليه.

ولفت إلى أن مصر تنفذ خطة تنموية شاملة في سيناء بداية من مشروعات تطوير قناة السويس والمنطقة الاقتصادية وصولاً إلى تنفيذ مشروعات تنموية في سيناء، مضيفًا أن أي خطوة يتم تنفيذها تكون لخدمة المواطن الذي يعيش في سيناء، وسيتم إدخال المزيد من الاستثمارات خلال الفترة القادمة.

وتابع: "العالم أجمع أصبح يعلم ما تريده تلك الجماعات المتطرفة والإرهابية واستعمالهم القوة والعنف والترويع وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، أو الإضرار بالوحدة الوطنية واستغلال الاختلافات الدينية لنشر العنف والكراهية".

وأضاف أن أكثر دليلًا على ذلك إدانة قطر للهجوم الذي استهدف محطة لرفع المياه شرق قناة السويس، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء، بعدما كانت تدعم الجماعات الإرهابية والمسلحة في العديد من الدول من خلال إمداد العناصر الإرهابية بالأسلحة وتوفير الملاذات الآمنة لهم، متابعًا: "الآن أصبحت جميع الدول العربية لديها الوعي الكافِ لفهم هذة الجماعات الإرهابية وأنها ستنقلب عليهم يومًا ما ولم يجدوا نفعًا منها".

وتابع أن ذلك يعود أيضًا لتقدم مصر الواضح في جميع قوى الدولة الذي لم تشهده من قبل، وأننا لم ننظر وراءنا وسنستمر في النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وسيكون القادم أفضل وستسمر مصر في تقدمها، وسيتم محاصرة الإرهاب بشكل تام والقضاء على الدول التي تدعم الإرهاب.

وقال اللواء مصطفى مقبل، إن من يمد هذه الجماعات الإرهابية الآن بأسلحة أو ذخائر أو معلومات تقنية أو معونات مادية أو مالية ودعمهم لوجستيًا هم فقط الجهات التي لم ترغب بنجاح مصر وتريد إسقاطها.

وأوضح أن ظاهرة الإرهاب عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان، وإن تم القضاء عليها فتهديدها لم يختفي تمامًا، متابعًا: "فالعنف وتلك الجماعات لم تنتهي ولكن لم تعد الجماعات الإرهابية تشكل خطرًا، وسيتم التصدي لها دائمًا وأبدًا".

كان العقيد أركان غريب عبد الحافظ المتحدث العسكري أعلن قيام مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه شرق القناة، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة.

وأسفر الهجوم الغادر عن استشهاد ضابط و10 جنود وإصابة 5 أفراد، وجار مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم فى إحدى المناطق المنعزلة فى سيناء.

كما أكد المتحدث العسكري على أن القوات المسلحة ستستمر جهودها فى القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.