رغم إحداث طفرة في تطوير القطاع.. "التعليم الفني" لم يُسلم من الهجوم عليه

الاربعاء 25 ديسمبر 2019 | 02:54 مساءً
كتب : سارة محمود

شهد قطاع التعليم الفني في الآونة الأخيرة نقلة نوعية وغير مسبوقة، ويأتي ذلك منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكم البلاد حيث وضع على عاتقه ملف تطوير التعليم الفني والذي كان يُعاني من العدد من الأزمات أبرزها "ضعف الإمكانيات وقلة المعدات.. وتدهور المناهج وغيرها"، ويأتي ذلك بهدف الوصول للدول المتقدمة.

وبالرغم من إعلان الرئيس أن العام الجاري هو عام التعليم، إلا أن نظرة المجتمع للمدارس التعليم الفني لم تتغير على الإطلاق، مما طرأ عليه العديد من التغيرات التي تولائم العصر التكنولوجي الحالي.

ملجا للفاشلين

وفي البداية، قال النائب همام العادلي، رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس النواب، إن التعليم الفني أصبح ملجأ للفاشلين ولم يعد إضافة كما كان زمان، ويأتي ذلك خلال مناقشة اللجنة إقتراح برغبة مقدم من النائب بسام فليفل بشأن الاهتمام والصيانة لبعض المدارس الفنية بدائرة طلخا بمحافظة الدقهلية.

وشُن "العادلي" هجومًا شديدًا على مركبة التوك توك، متابعًا: "الله يجازي اللي دخل التوك توك مصر لأنه عطل الصنايعية وأصحاب الحرف والمهن وجعل طلاب المدارس الصناعية لا يهتمون بتعليم صنعة أو مهنة وكل واحد يركب التوك توك ويشتغل عليه، وأصبح التعليم الفني ملجأ للفاشلين ولم يعد إضافة كما كان زمان".

المنضمون إلينا حاصلين على درجات الثانوية العامة

ومن جانبه، قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الجميع يدرك أن المنظومة التعليمية في مصر بصفه عامة تعاني منذ 30 عامًا من تدهور شديد في أوضاعها التي لم تكن وليدة اللحظة، كما أن تدهورها لم يترتبط بوجود وزير أو رحيله؛ ولكن الأزمات تتفاقمت مع توغل ظاهرة الدروس الخصوصية وأصبح من الضروري انضمام الطلاب لهذه المراكز.

وأوضح "مجاهد"، أن هناك أسباب كثيرة ساهمت الأن في تغيير الثقافة بشأن مدارس التعليم الفني، والتي كان أبرزها ربما تغيير ثقافات الشعوب عبر مر العصور، أو لضمان توفير فرص العمل للطلاب عقب الحصول على شهادة التخرج، خاصة وأن الوزارة وقعت العديد من الاتفاقيات مع الشركات الاسثمارية.

وأضاف نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن عدد الطلاب المنضمين إلى قطاع التعليم الفني يصل الأن لـ55%، كما أن الطلاب الجدد المنضمين حاصلين على درجات مرتفعه يمكن أن تلحقهم بالتعليم العام الذى يؤدى الى الثانوية العامة، وبالرغم من ذلك إلا أنهم فضلوا التعليم الفني؛ وربما يرجع ذلك إلى ضمان توفر فرص عمل للطلاب فور تخرجهم ويأتي ذلك على عكس الطالب الحاصل على الثانوية العامة الذى عليه أن يدرس على الاقل 4 سنوات أخرى قبل التخرج من الجامعة.

الدولة تُبذل الجهود لدعم القطاع

وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد عبد المجيد عبد الرازق، المستشار السابق لبرنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، إنه يتم النظر للتعليم الفني بنظرة دونية، على الرغم من أهمية التعليم الفني، واعتماد الدول المتقدمة على خريجي التعليم الفني في الأساس، مؤكدًا أن الدولة تبذل جهودا كبيرة لدعم جودة التعليم الفني وتم عمل تطوير شامل لمنظمة ومنهج التعليم الفني في مصر.

وأشار "عبد الرازق"، إلى أن التعليم الفني يتم الاهتمام به في القطاع الخاص فقط، ولكن من الضروري الاهتمام به في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، والعمل على تغيير نظرة المجتمع عن التعليم الفني، وتسليط الضوء عليه إعلاميًا، لافتًا إلى أنه من الضروري أن يصبح التعليم الفني هو القضية التالية التي تتناولها الدولة والهيئات المعنية، واستخدام القوة الناعمة في تصحيح المفاهيم الخاصة بالتعليم الفني وأهميته ودوره في تقدم المجتمعات، سواء من إعلام وقصور ثقافة والأعمال الدرامية والتليفزيونية.

وأكد المستشار السابق لبرنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، على أن مثل هذه الأعمال الدرامية تعظم دور العامل الفني وحرفيته ومهنيته، وكان من آخر الأعمال التي قدمت هى مسلسل "أرابيسك"، وقد حدث تراجعا شديدا عن إنتاج مثل هذه الأعمال بتقدير العمل اليدوي والفني، وايضًا للأسرة دور في تلك التوعية.

اقرأ أيضا