قبل ماراثون الانتخابات.. الطيور المهاجرة تبحث عن ملاذ آمن داخل الأحزاب "ملف"

الاثنين 27 يناير 2020 | 11:58 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

أبرزهم «مستقبل وطن والوفد والحرية المصرى»..

نواب وسياسيون كعب دائر على الأحزاب لتأمين كرسي البرلمان

«صادق»: الحياة الحزبية فى مصر ضعيفة للغاية

«السعيد»: لا بد من تحالف واندماجات

«عبد الوهاب»: وراؤها طموحات ودوافع شخصية

«السيد»: الآن هناك انتهازية سياسية وخاصة قبل الانتخابات

تشهد الأوساط السياسية خلال المرحلة المقبلة، حالة من الترقب تزامنًا مع اقتراب موعد الاستحقاقات الدستورية، بداية من انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، وانتهاءً بالمحليات، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من الكوادر السياسية إلى اقتناص الفرص لحصد الفوز بالكرسي، وهو ما استلزم اللجوء للأحزاب لتحقيق ذلك من خلال قوائمهم.

وخلال الفترة الماضية لوحظ حركة انتقالات كبيرة بين الأحزاب، لعل أبرزها كان للحرية المصري والوفد ومستقبل وطن، وهو ما سنرصده في التقرير التالي، مع رصد لأبرز الشخصيات التي انتقلت من حزب لآخر:

7 للحرية المصرى

شهد حزب الحرية المصرى حركة انتقالات كبيرة إليه ولعل أبرز المنتقلين النائب محمد وهب الله، عضو مجلس النواب، وأمين عام اتحاد عمال مصر، ورئيس اتحاد شباب العمال، والكابتن مصطفى يونس و لاعب نادى الأهلى السابق ورجل الأعمال حمدي المسعودى لحزب الحرية المصرى، بالإضافة إلى حسين عبدالرحمن نقيب فلاحى مصر، وأعضاء النقابة العامة للفلاحين.

وكان حسين عبدالرحمن نقيب فلاحى مصر قد أعلن انسحابه وأعضاء النقابة العامة للفلاحين من حزب مستقبل وطن وانضمامه لحزب الحرية المصرى، موضحا أن القرار جاء عقب الاجتماع بأعضاء النقابة العامة والذى انتهى إلى الانسحاب الجماعي من مستقبل وطن.

وأكد أن اختيار الحرية المصرى للانضمام إليه جاء بعد مباحثات كثيرة ومشاورات ومراجعة بعض اللوائح الداخلية والمنظمة لعدة أحزاب كان أكثرها إقناعًا هو الحرية المصرى والذى يترأسه الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب.

ووقع أبو صدام، على استمارة الانضمام للحزب وبناء عليه صدر قرار من أحمد مهنى الأمين العام للحزب بتولى نقيب الفلاحين مهام أمانة الفلاحين بالأمانة العامة للحزب.

كما وقع النائب محمد وهب الله، عضو مجلس النواب، وأمين عام اتحاد عمال مصر، ورئيس اتحاد شباب العمال، استمارة الانضمام لحزب الحرية.

ومن جانبه رحب د.صلاح حسب الله بالنائب محمد وهب الله، مؤكدا أنه سياسي و برلماني كبير وله بصماته الواضحة تجاه قضايا العمل والعمال سواء داخل مجلس النواب ولجانه أو داخل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ويعد إضافة كبيرة للحزب وأنه سيستفيد من خبراته السياسية والبرلمانية والعمالية.

ووقع النائب عاطف محمد عبد الجواد عضو مجلس النواب عن محافظة بنى سويف، استمارة الانضمام لحزب الحرية المصرى، الذى أكد أنه يتشرف بالانضمام لحزب الحرية تحت قيادة الدكتور صلاح حسب الله رئيس الحزب، مشيرا إلى أن الحزب به قيادات وكوادر سياسية وحزبية قادرة على إدارة الساحة السياسية فى الفترة المقبلة.

ورحب الدكتور صلاح حسب الله رئيس الحزب، بانضمام النائب عاطف محمد عبد الجواد عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب للحزب، مؤكدا أنه من الشخصيات النشطة داخل مجلس النواب وله دور كبير وفعال تحت قبة البرلمان، وهو إضافة كبيرة للحزب.

وانضم كل من الإعلامى واللاعب الدولي السابق الكابتن مصطفى يونس و لاعب نادى الأهلى السابق ورجل الأعمال حمدي المسعودى لحزب الحرية المصرى.

وأصدر "حسب الله " قرارا لكل منهما بانضمامهما إلى الهيئة العليا للحزب، موضحا أن النجم الرياضى الكابتن مصطفى يونس سيمثل إضافة كبيرة للجنة الشباب والرياضة بالحزب لما له من خبرات كبيرة فى هذا المجال، كما أن رجل الأعمال حمدى المسعودي سيكون له دوره الكبير فى وضع الرؤى الاقتصادية للحزب تجاه جميع القضايا والتشريعات الاقتصادية التى تهم مصر.

وأعرب قيادات الحزب عن سعادتهم بانضمام يونس والمسعودى للحزب، مؤكدين ترحيبهم بهما باعتبارهما من الشخصيات الوطنية و البارزة داخل المجتمع.

كما انتقل الدكتور نور صلاح الدين عبدالمحسن أبوحتة وشهرته "نور حتة" من مستقبل وطن لحزب الحرية المصرى، وأصدر د.صلاح حسب الله رئيس الحزب قرارًا بتعيين حتة أمينًا عامًا للحزب بمحافظة المنيا.

مجاهد وأبو العينين لمستقبل وطن

انضم الكابتن عزمى مجاهد، المُتحدث باسم اتحاد الكرة السابق، لحزب مستقبل وطن، بعد أن تقدم باستقالته من حزب الوفد.

وأضاف مجاهد، أنه فور إعلان استقالته عبر وسائل الإعلام تلقى اتصالًا هاتفيًا من النائب فؤاد بدراوى، عضو مجلس النواب، السكرتير العام لحزب الوفد لإقناعه بالعدول عن قرار الاستقالة إلا أنه رفض الرجوع، وتابع: "أنا أفتخر أننى وفدى.. و لكننى كنت دائمًا أفضل التعامل المباشر مع المواطنين إلا أن الفرصة لم تتوافر لدى بالحزب".

وأشار المُتحدث باسم اتحاد الكرة السابق، إلى أن ممارسة العمل السياسى الحقيقى ليس من أجل حصد المقاعد النيابية أو المحليات أو الشيوخ كما يعتقد البعض، بل بممارسة العمل الاجتماعي و الخدمى أيضًا.

كما انضم رجل الأعمال محمد أبو العينين إلى مستقبل وطن، وتم تعيينه نائبا لرئيس الحزب للمجالس النيابية؛ بعد إعلان ترشحه فى الانتخابات التكميلية على مقعد النائب الراحل محمد بدوى دسوقى فى دائرة الجيزة.

وكان النائب محمد بدوى دسوقى قد وافته المنية إثر أزمة قلبية فى نوفمبر الماضى خلال فرح ابنته.

وكتب أبو العينين عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "شرف لى العودة للحياة النيابية مرة ثانية فى عهد الرئيس السيسى".

النويشى وعبد الرحمن و الشرقاوى للوفد

وانضم كل من النائب البرلمانى بدوي النويشي، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب من مستقبل وطن لحزب الوفد، وكذلك النائب محمد حسين عبد الرحمن، عضو مجلس النواب عن دائرة أسيوط، ورجل الأعمال المهندس عبدالباسط الشرقاوى.

وأصدر المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، قرارًا بتعيين النويشى مساعدًا لرئيس الحزب لشئون المحليات، الذى أعرب عن سعادته بقرار رئيس حزب الوفد، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدًا من الحراك السياسى للحزب فى الشارع المصرى وأن الحزب سيخوض الاستحقاقات السياسية المستقبلية بشكل قوى.

وأكد " النويشى" أن الوفد يمتلك قاعدة شعبية كبيرة فى كل ربوع مصر، بالإضافة إلى الكوادر السياسية المدربة والقادرة على خوض المنافسة بقوة فى كافة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وأشاد بالطفرة التي شهدها الحزب منذ تولى المستشار بهاء الدين أبو شقة رئاسة الحزب حيث أولى اهتمامًا كبيرًا بالشباب والمرأة، و بتأهيل الكوادر السياسية من أجل خدمة الوطن والمواطنين.

ووقع النائب محمد حسين عبد الرحمن، عضو مجلس النواب عن دائرة أسيوط، استمارة عضوية انضمامه إلى حزب الوفد.

ورحب المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، بانضمام النائب محمد حسين عبد الرحمن عضو مجلس النواب عن دائرة أسيوط، وعضو لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب لحزب الوفد.

وأكد رئيس الوفد أن الفترة المقبلة ستشهد انضمام نواب أصحاب شعبية قوية فى حزب الوفد، مشيرا إلى أن هناك مقومات فى الفكر السياسى من أجل أن نكون أمام حزب قوى، وهى أن يكون الحزب متواجدًا فى الشارع بشكل قوى، وأن يكون جاهزًا لخوض الانتخابات فى أى وقت وجاهزًا أيضًا لأى حدث سياسى يحدث فى الشارع المصرى.

ووقع كذلك رجل الأعمال المهندس عبدالباسط الشرقاوى، استمارة عضوية حزب الوفد، فى حضور المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب، وعدد من قيادات بيت الأمة.

وأعرب "الشرقاوى" عن سعادته بالانضمام لبيت الأمة الذى يمتد تاريخه لـ 100 عام من الكفاح والنضال، مشيدًا بالرؤية الحكيمة للمستشار بهاء الدين أبو شقة، الذى أعاد الوفد بقوة إلى الشارع المصرى من جديد، مشاركًا وداعمًا للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال إن الوفد بما يملك من تاريخ كبير فى العمل السياسى، يمثل قاطرة المعارضة الوطنية البناءة الداعمة للدولة المصرية، فى حربها ضد الإرهاب ومساندة القيادة السياسية فى المشروعات الوطنية والقومية العملاقة، للعبور إلى مصر الديمقراطية الحديثة.

اللواء محمد إبراهيم لحماة الوطن

أعلن اللواء محمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية السابق عن انضمامه لحزب حماة الوطن لأمانة القليوبية، ويأتى ذلك استمرارا لاستراتيجية حزب حماة الوطن فى استقطاب الكوادر والقيادات السياسية التى لها ثقل سياسى فى كل ربوع الوطن.

وتشير المؤشرات إلى أن اللواء محمد إبراهيم سيكون مرشح حماة الوطن فى انتخابات مجلس النواب القادم بدائرة القناطر الخيرية.

عياد لإرادة جيل

كما انضم المهندس جورج عياد إلى حزب إرادة جيل، عقب استقالته من حزب الغد الذى كان يتولى فيه منصب نائب رئيس الحزب.

ومن المقرر أن يعقد حزب إرادة جيل مؤتمرا صحفيا فى الفترة المقبلة للكشف عن المنصب الجديد الذى سيتولاه "عياد".

مرفوض دستوريا

الدكتور أيمن عبد الوهاب، رئيس وحدة دراسات المجتمع المدنى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن انتقال نائب من حزب إلى آخر أمر مرفوض دستوريا، أما انتقال قيادات من حزب لآخر حرية شخصية إذا جاز التعبير، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك فكرة الالتزام الحزبى.

وأضاف أن انتقال الكوادر والقيادات من حزب لآخر يرجع إلى طموحات الأشخاص والدوافع التى بداخله، ويود بعض الأشخاص الذين ينتقلون من حزب لآخر بسبب المنصب أو موقع أفضل داخل الحزب، وخاصة أن أيديولوجية الأحزاب المصرية متقاربة فتوجد مرونة وحركة فى الانتقال، وهذا إن دل فيدل على أن الأحزاب يجب أن يتم تقويتها وأن هناك سيولة شديدة تشهدها وبالتالى يجب أن تكون هناك وقفة قوية لهذه الأحزاب.

وأوضح رئيس وحدة دراسات المجتمع المدنى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن محاولات الأحزاب ضم كوادر وشخصيات لها وزنها شىء جيد وصحى، وخاصة أنه يريد تقوية نفسه وأن يبنى بنيانا مؤسسيا قويا من كوادر وهياكل وآلية تدريب وثقافة وخطاب حزبى وقيم حزبية فهذا يدل على بناء حزب قوى قادر على العطاء والاستمرار، ولكن يجب أن يتم تحديد سبب انضمام هذه الشخصيات حتى لا تكون ثمة سلبية.

وتابع أن انضمام الأشخاص والكوادر إلى الأحزاب يتم فى موسم الانتخابات وفى هذا التوقيت تحدث الانتقالات والتحالفات، والذى يحكم هذه المصلحة الانتخابية، مشيرا إلى أن هذا الانتقالات والتحالفات فقط تحدث فى مصر وكانت متواجدة قبل 2011 أيضًا للرغبة فى الفوز فى الانتخابات والحصول على منصب جديد.

عقيدة أيديولوجية

وفى ذات السياق قال الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ علم الاجتماع السياسى فى جامعة القاهرة، إنه قبل الثورة كان الأشخاص يتنقلون من اليسار لليمين من فكر لفكر آخر وهذه الفكرة كانت مرتبطة بمرحلة معينة وكان هؤلاء الأشخاص مفكرين ولهم وزنهم السياسى على الساحة، لافتا إلى أن الحالة الآن تختلف وخاصة أن من يتنقلون من حزب لحزب فى الوقت الحالى أشخاصا عاديين وكانوا ينتمون لأحزاب ما قبل 2011 سواء الحزب الوطنى أو غيره، ولا توجد لديهم عقيدة أيديولوجية فى الانضمام لحزب وإنما هو انضمام انتهازى لتحقيق المكاسب والمصالح التي يريدونها.

وأوضح أن هناك انتهازية سياسية الآن وخاصة قبل الانتخابات التى سوف تشهدها مصر خلال العام الحالى، فهم يحاولون أن يجدوا مكانًا لهم فى الانتخابات القادمة أو يريدون أن يجدوا حزبا يمولهم فهم يسعون لمصالحهم، فموسم الانتخابات هو أشبه بموسم إنتقال اللاعبين وخاصة بعدما تم الإعلان عن أن الانتخابات سوف تجرى بالقائمة بنسبة 75% فأصبح هناك إغراء للبعض للانضمام للأحزاب، فيوجد بعض النواب الذين نجحوا فى الانتخابات الحالية ولكن من خلال أحزاب ضعيفة فهو يسعى إلى أن ينضم لحزب أكبر حتى يجد فرصة في الانتخابات القادمة.

قرب الانتخابات

ويؤكد الدكتور سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الحياة الحزبية فى مصر والعالم ضعيفة للغاية وفى حالة تدهور، لافتا إلى أن عدد الأعضاء فى الأحزاب لا تصل للمليون عضو، وهذا بسبب ضعف الأحزاب السياسية وبسبب أن المواطن وجد منصات أخرى للتعبير غير الأحزاب وهى السوشيال ميديا.

وأضاف أن التحركات التى تحدث فى الآونة الأخيرة وانتقال عدد من النواب أو القيادات من حزب إلى حزب هو لقرب الانتخابات، فكل شخص يبحث عن ملاذ آمن له فى الوقت الحالى حتى يستطيع أن يحصل على منصب داخل الحزب أو فى الانتخابات.

سبب شخصى

وأضاف الدكتور عبد المنعم السعيد، المفكر السياسى، أن انتقال الأشخاص من حزب لحزب يرجع لسببين الأول شخصى وأنه لقى فرصة فى حزب أفضل من الحزب الذى ينتمى إليه، والثانى قدرة تآلف الشخص مع الحزب وعطائه، مطالبا بأن يكون هناك تحالف واندماجات، وهناك تحركات عديدة وأكثر من حزب دعا للتحالف مثل الغد والوفد، كما أن حزب مستقبل وطن عقد العديد من الجلسات الحوارية الفترة الماضية.

اقرأ أيضا