أزمة كورونا تهز تل أبيب.. كشفت المستور واستثمرها نتنياهو لصالحه

الجمعة 10 ابريل 2020 | 02:55 مساءً
كتب : دعاء جمال

الشرقاوي: الوضع في إسرائيل ليس تحت السيطرة

البشبيشي: نتنياهو يريد تفشي المرض في وسط المتدينين

أنور: نتنياهو استثمر أزمة كورونا لصالحه

فوزي: نتنياهو أثبت أنه الفرعون الأوحد في إسرائيل

"فيروس كورونا.. انتخابات إسرائيل.. تخبط في الكنيست والحكومة .. الحريديم.. قضايا فساد"، كل تلك القضايا تعتبر صداع في رأس رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، وكأن كل شئ أصبح يعانده على الرغم من مكره ودهائه السياسي، فجاء فيروس كورونا والمعروف باسم (كوفيد 19) من أجل أن أن يصبح القشة التي قسمت ظهر البعير، وكان لها وجهين في المقام الأول يوضح مدى عجز دولة الاحتلال ومن يدعمها " الولايات المتحدة الأمريكية" أمام هذا الوباء ومن ناحية أخرى استفاد منها نتنياهو ليؤجل مقاضاته بخصوص ملفات الفساد.

ولم يكن فيروس كورونا وحده هو ما قود نتنياهو وحكومته في الفترة الحالية، ولكن جاءت أيضا قضية الطائفة "الحريدية" والذي ينطق باللغة العبرية "الحريديم" وهي طائفة دينية متشددة كانت قد ظهرت على الساحة وفي مظاهرات ضد نتنياهو بخصوص قضايا التجنيد، لكن الآن أصبحت كالشوكة في حلق "بيبي" كما يلقبون نتنياهو، وذلك لأنهم أصبحوا السبب الرئيسي في تفشي وباء كورونا في إسرائيل وزيادة أعداد المصابين لأكثر من 4000 إصابة.

لذا حرصت جريدة "بلدنا اليوم" على استقصاء أراء الخبراء والمتخصصين في الشأن الإسرائيلي من أجل معرفة ما يحدث داخل إسرائيل وما هو مستقبل حكومة نتنياهو؟ وهل سينتهي الأمر بأن يتم وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي خلف القضبان؟.

وتعليقا على ما حدث في دولة الاحتلال، قال الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الإسرائيلية ورئيس قسم اللغات الشرقية بأداب المنصورة:"إسرائيل استهترت في البداية بانتشار فيروس كورونا، ويبدو أن السبب هو الدعاية التي تروجها أجهزتها بخصوص تقدمها العلمي، ومثل كل من الكذب فهي كذبة ويصدقها فقد أضر بها هذا، وبالطبع الموقف كله ليس تحت السيطرة وليس الإعداد فقط، والدليل أن آخر تعليمات تقضي بالتباعد مسافة 10 امتار حتى بين أبناء الاسرة الواحدة الذين يقيمون معا في نفس المسكن، رغم أن الأعداد المعلنة كبيرة مقارنة بتعداد السكان إلا أنها ليست الأعداد الحقيقية، فالأعداد الحقيقية أعلى بكثير".

وأضاف "الشرقاوي" :"كانت بداية العدوى تقريبا من الجيش، فقادة الجيش يسافرون في مهام ويدخلون ويخرجون من صالة كبار الزوار بدون الكشف الطبي عليهم، وانتقلت العدوى منهم للآخرين، إلى أن وصل الأمر إلى أنهم نقلوا العدوى على مستوى الجنود، ويقال إن أعدادهم كبيرة جدا".

وتابع رئيس قسم اللغات الشرقية :"من الواضح أن اتجاه انتشار الهدوء في إسرائيل متزايد والدليل هو التعليمات الجديدة المشددة التي تطلب أن يكون بين الفرد والآخر حتى من أبناء بيته 10 امتار، والفيروس منتشر بشدة داخل أوساط العسكريين وخاصة القادة ومنهم رئيس الأركان وبالتالي من الصعب الاعتماد على الجيش لمنع الفيروس، وتم تسكين وضع الجيش على الوضع الحالي الموجودون في الوحدات يبقون فيها والذين في إجازة يظلون في بيوتهم، واننشار الفيروس مرشح للزيادة بشكل كارثي، ولكن من الواضح أيضا أنهم بدأوا يستوعبون الدرس ويهتمون بالتعليمات الصحية خاصة وأن الحكومة أعلنت عن برنامج لتعويض الخسائر التي سببها الفيروس".

وعن الأزمة الدائرة بخصوص تشكيل الحكومة، فقال "الشرقاوي:"أما بالنسبة للوضع السياسي فقد تم الاتفاق فعليا وهى تشكيل حكومة ائتلافية بين حزب الليكود وأزرق أبيض على أساس التناوب في رئاسة الحكومة بين نتنياهو وجانتس والذي حصل بموجب الاتفاق على رئاسة الكنيست باصوات الليكود".

أشرف الشرقاوي

وأضاف "الشرقاوي":" من الوارد ألا ينفذ نتنياهو الاتفاقية في النهاية، وقد حدث هذا سابقا في السياسة الإسرائيلية، ولكنه في كل الاحوال يكاد يكون أفلت من العقاب عن اتهامات الفساد

ومن الواضح أن الإعلام مشغول بكورونا وأن هناك قانون للعفو يطبخ في الكنيست".

وتابع :"لكن الأهم من وجهة نظري أن إسرائيل لا تعاقب بالسجن رئيس وزراء حقق لها إنجازات وانتصارات حتى لو كان فاسدا ولو كان تعرض لخسارة عسكرية كالتي واجهها أولمرت في لبنان عام 2006 لعوقب بالسجن عن الفساد، وبالتالي من المرجح أن ينجو هو وأسرته وألا تجري المحاكمة له بالأساس".

أما عن قضية طائفة الحريديم، فقال "الشرقاوي":"بالنسبة للحريديم فقد تركوا لعمل مظاهرات لكي يشعر الناس بالخطر وبعدها يمكن التعامل معهم، وأعتقد أن نتنياهو أميل للتعامل معهم بالرشاوي لشراء تأييدهم من ناحية وليوضح للعالم فسادهم، ولكنه لن يعاديهم تحسبا لأن يحتاج اليهم لاحقا".

وعن مساعدة الولايات المتحدة للكيان المحتل، فأوضح الشرقاوي أن أمريكا الآن منشغلة بنفسها، متابعا:" كل دول العالم كذلك ولا خطر واضح على إسرائيل حتى تتركها أمريكا أو تدعمها وبمجرد أن تبدا الدول في الإفاقة سيساعد غير القادر منها القادر، وأظن أن مصر لو أفاقت أولا يمكن أن تقدم المعونة حتى لإسرائيل وأمريكا فالوباء مشكلة عالمية تحتاج لتكاتف الجميع ونبذ العداءات للقضاء عليه أولا، حتى أن غزة عندها الاستعداد لتقديم المساعدة لإسرائيل تحاشيا لانتقال الفيروس منها إلى غزة".

نجاة نتنياهو من قضايا الفساد

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة هبة البشبيشي، الباحثة في الشئون الإسرائيلية والأفريقية:" أعتقد أن هناك فترة سوف تكون الأعداد في زيادة بالفعل، وهذا بسبب سطوة المتدينين على المجتمع ورفضهم فكرة العزل والبقاء في المنازل، بالإضافة إلى رفضهم الامتناع عن زيارة الأماكن المقدسة اليهودية، الأمر الذي سوف يترتب عليه زيادة في أعداد الحاملين للفيروس وكذلك المرشحين لحمله على فترات زمنية متتالية، حيث أنه عند القضاء على بؤرة إصابة بهذا الفيروس تتفشى بؤرة جديدة".

وعن الخلاف الدائر بين كل من نتنياهو وجانتس، فقالت "البشبيشي":"أعتقد أن جانتس كان قد أعلن في بداية أزمة كورونا أنه سوف ينضم لنتنياهو في ائتلاف جديد وأن الأساس سيكون تشكيل حكومة جديدة موحدة من الليكود وأبيض أزرق، ومع ذلك فإن معالم هذه الحكومة لم تظهر بعد فهل سوف تكون حكومة تكنوقراط أم حكومة سياسين".

وعن فرار ونجاة رئيس الوزراء الحالي "نتنياهو" من تهم الفساد، فأضافت الباحثة في الشئون الإسرائيلية والأفريقية:" أعتقد أن نتنياهو سوف ينجو من تهمة الفساد سواء هناك أزمة كورونا أم لا وهذا لأن الواقع في إسرائيل يميل إلى تمجيد نتنياهو وعدم محاسبته وتأكيد بطولته لأنه كسب أكثر من حرب الفترة الأخيرة ومن بينها هزيمة أبيض أزرق وتهديده لإيران مباشرة ودون مواربة وأنه سيدافع مباشرة عن أمن إسرائيل، وكذلك انتصاره في إعادة ثقة الإدارة الأمريكية ونقل السفارة الأمريكية للقدس و حضوره بيان البيت الأبيض عن صفقة القرن".

هبة البشبيشي

وأردفت البشبيشي:" الموضوع كبير الخاص بنتنياهو، وهذا لأنه بيتم تصنيفه في الداخل الإسرائيلي على أنه صانع التاريخ الحديث لإسرائيل في آخر20عام".

وعند طرح سؤال حول ما إذا كان في إمكانية نتنياهو أن يتخذ إجراء ضد "الحريديم"، فقالت باحثة الشؤون الإسرائيلية:"أما فكرة قضية الحريديم فهي قضية شائكة فلا يمكن أن يأخذ نتنياهو أي قرار ضدهم، لأنهم عماد الدولة الإسرائيلية وهي بالأساس قائمة على اعتبارات دينية يهودية وعقيدة موسوية خالصة تنادي بالعهد الذي قطعه الله على نفسه وأعطى أبناء إسرائيل الأرض ثم عقيدة الاختيار ثم عقيدة الميراث وأنهم ورثة هذه الأرض وبهذا الأمر يبقى المتدينين أهم ورقه بتضغط بيها إسرائيل على العالم كله وأنها بتنفذ العقيدة اليهودية وتحمي هؤلاء المتدينين من بطش العالم".

وتابعت "البشبيشي":"فكرة تفشي المرض في وسط الحريديم، فأعتقد أنها رغبة حقيقية لنتنياهو وحكوماته بمعنى إنها قد جاءت من عند ربنا بمعنى أن يتم التخلص منهم وكذلك من مشكلاتهم فلا يفرق من مات وكذلك الأحياء وليس لديهم شئ يخسرونه".

وعن الدعم الأمريكي للكيان المحتل، فقالت الباحية:"أما أمريكا فهي بالفعل تخلت عن الجميع لأنها ليست قادرة على مكافحة الفيروس والذي تفشي لديها بصورة مخيفة، وبالتالي فهي ليس لديها الوقت لمكافحة المرض في دول أخرى وأن ما يهمها حقا هو أن توقف كم الإصابات الهائلة لديها، أما إسرائيل فوضعها مختلف فيحكمها المتدينين ويخشاهم نتنياهو فلا هو مسيطر أو مانع لما يحدث فيها إلا الله".

أما عن حدوث زلزال في إسرائيل بسبب كورونا، فأوضحت البشبيشي قائلة:"فكرة زلزال فى إسرائيل بديل عن كل الحلول السياسية أمام التعجرف الإسرائيلي فهذا ضرب من الخيال لأن هذه أزمة مر بها كثير من البشر، وأعتقد أن الوضع سيكون أصعب لكن مع الوقت وكما يتوقع الجميع وكسابقه سوف ينحصر الفيروس سيصبح ذكرى وستظل إسرائيل موجودة فلا نعلق آمال على الغيب".

استثمار أزمة كورونا

وفي السياق ذاته، علق الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية على الوضع الراهن في إسرائيل وأزمة كورونا، قائلا:"استثمر نتنياهو أزمة كورونا لصالحه ، وضغط على سلطات التحقيق والمحاكم لتأجيل محاكمته، واستغل نفس الأزمة لدفع جانتس للانشقاق على شريكيه في أزرق أبيض يائير لابيد ، وبوجي ياعلون وبالفعل انهار التحالف رغم وصولهم للرقم 61 من أصل 120 مقعد بانضمام ليبرمان للتحالف ونجاحهم في الإطاحة برئيس الكنيست الموالي لنتنياهو".

وتابع أستاذ الدراسات العبرية :"ولذلك أصبحت الأمور اليومية وسيطرة الهلع العام على الرأي العام الإسرائيلي لها الأولوية، خاصة في ظل قفزات مقلقة في عدد المصابين وعدد حالات الوفاة وعدد الحالات التي تم وضعها على أجهزة تنفس صناعي مما يعكس حالة التدهور في صحتها".

وعن قضية المتدينيين، فقال "أنور"إغلاق مناطق للمتدينين الرافضين للاتزام بتعليمات وزارة الصحة، حيث يعد تجاوز الوفيات الرقم 30 في أقل من أسبوعين ظهرت احصائيات تؤكد إن المدارس الدينية وقبلها المعابد ومغاطس الطهارة للنساء المتدينات هي بؤر المرض، وعلى هذا حدثت مناوشات وصدامات بين المعسكرين، حتى بعد إصابة وزير الصحة المتدين يعقوب ليتسمان وزوجته بالفيروس (ينتمي للتيار الحسيدي الرافض بدرجة ما للصهيونية)".

احمد فواد انور

وأضاف أستاذ الدراسات العبرية:"فالمشكلة عميقة والتعايش بين المعسكرين لا يتركز على قواعد متينة بل حالات شك وعداء ظاهر، فهذا القطاع يرى أن الدولة أقيمت ضد مشيئة السماء واستعجلت الخلاص ولهذا فهي دولة كفر وزندقة وهو ما يتجلى في عداء لجيش الاحتلال وعناصره والشرطة حيث ترفض هذه القطاعات الانضمام للجيش الاسرائيلي وتعتدي على أي عنصر يستفزهم بالسكنى في أحيائهم".

أما عن دور الولايات المتحدة الأمريكية، فقال "أنور":"يزيد الموقف صعوبة ودقة أن الولايات المتحدة منشغلة بمصائبها فقد تجاوزت الصين وإيطاليا سريعا ولهذا ستكون الأولوية في المساعدة داخلية ولن يتم الالتفات بالقدر الكاف للجانب الإسرائيلي، خاصة وأن خطوات على هذا القرار ستثير حفيظة الرأي العام الأمريكي ودافع الضرائب تحديدا إذا ما تم تأجيل السعي لإنقاذ أكثر من 100 ألف متوفى أمريكي محتمل وتشتيت الجهود بالسعي لانقاذ إسرائيل البعيدة التي طالما ما ورطت الولايات المتحدة في فواتير اقتصادية وأمنية وأخلاقية باهظة".

وتابع أستاذ الدراسات العبرية:"لا يمكن توقع رد فعل غضب الشارع الإسرائيلي في لحظات التوتر الشديد الناجم عن تفشي كورونا، أو اكتشاف تعامل غير احترافي من الحكومة الإسرائيلية إزاء الكارثة ، كما حدث وأن ثارت قطاعات مؤثرة من الشباب على نتنياهو في صيف 2011 ، وكما حدث مع غضب الأثيوبيين رغم وجود ممثلين لهم في المؤسسات الرسمية وسعي الإعلام المستمر لاحتواء غضبهم واحتجاجهم".

وأضاف:"وهناك بوادر لهذا التخبط وسوء إدارة الازمة يتجلي في قرارات متخبطة متعارضة مع عدد سكان قليل ومساحة أرض محدودة مقارنة بدول كبرى، ومن النماذج على هذا عرض نتنياهو على وزراء حكومته فيديو ظهرت فيه شاحنة تُنزل جثث قال إنها –غالبا- في إيران، وهو ما تبين إنه مجرد مشاهد من مسلسل أمريكي مما طرح تساؤلات حول جدية تعامل حكومة نتنياهو مع أزمات كبرى وقدرتها على التصدى لأزمة بحجم كورونا بدون وزير صحة متخصص حيث يشغل المنصب حاليا حاخام كل خبرته في إدارة المدارس الدينية!".

مسرحية هزلية

ومن جانبها، قالت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي:" في الآونة الأخيرة شهدت إسرائيل زيادة في وتيرة أعداد المصابين بشكل كبير حيث أنه خلال يوم واحد فقط يزداد عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا إلى أكتر من 100 مصاب، أما حاليا بدأت زيادة أعداد المصابين بالتزامن مع الفحص، فبعد أن كانت الأعداد تتراوح ما بين 3000 وحتى 5000 فأصبح يتم فحص 20 ألف حالة يوميا وهناك أكتر من 60 ألف في الحجر الصحي وأكتر من 4000 جندي إسرائيلي في الحجر الصحي وهناك مسؤولين كبار أيضا في الحجر، وفي رأيي أنه من المرشح أن تزداد أعداد المصابين إلى أن تصل إلى أكثر 21 ألف إصابة علاوة على أن هناك العديد من الكتابات التي تشير إلى إصابة مليون و400 ألف بالإضافة إلى وفاة 21 ألف و300 شخص، وذلك لأن الإسرائيلين لا يلتزمون لذلك فرضت الحكومة تشديد القيود ودخلت حوالى 700 جندي لمساعدة الشرطة الإسرائيلية في الأمن والإشراف على أمور القيود مثل الحظر".

وتابعت المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي:" إن أكثر فئة متضررة من هذا الحظر هو القطاع الحريدي لأنه لا ينصاع لأوامر الحكومة، لأن ليس لهم ثقة كاملة في الحكومة وأنهم يمشون وفق الشريعة اليهودية، فمنطقة مثل القدس أكثر المناطق التي بها متدينين وكذلك منطقة "بني باراك" وكذلك في تل أبيب، بالإضافة إلأى أن هناك إحصايات تقول أن أكثر من نصف المصابين من القطاع الحريدي".

وأضافت "فوزي":" بالفعل كورونا زلزال في دولة الاحتلال، فلأول مرة في تاريخ إسرائيل أن يتضرر الاقتصاد بهذا الشكل، فهناك سخط على الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، وهناك 22.3 نسبة العاطلين وأماكن العمل شبه مغلقة لقيود فرض الحظر".

رانيا فوزي

وعن مصير حكومة الاحتلال، فقالت "فوزي":"فيما يتعلق بمصير حكومة الاحتلال، فبعد قرار بيني جانتس الانضمام لحكومة وحدة، في تقديري فإنه قد كشف عن الوجه القبيح لجانتس بأنه يميني وليس يسار وسط فهي مسرحية هزلية تبلورت من خلال مفاوضات سرية تم إجرائها ما بين تحالف أزرق أبيض والليكود على أساسها راهن بيني جانتس الحصول على أكبر قدر من المكاسب والمصالح الشخصية له وحليفه حاليا جابي أشكنازي وهو أحد قادة الجيش الإسرائيلي السابقين، فبعد أن تم انشقاق حزب أزرق أبيض عن حزب "تيليم" بزعامة موشية يعالون وحزب "يش عتيد" بزعامة يائير لابيد انضم الحزبين المنفصلين عن تحالف (كاحول لافان) أي أزرق أبيض والذي أخذ منه جانتس اسم خاص به وهو "حوسن لإسرائيل" ويش عتيد وتيليم قبل التحالف إلى كاحول لافان، وحاليا حاصل على 17 مقعد مع بلوك اليمين الحاصل على 58 مقعدا وهو ما أهله للحصول على رئاسة الكنيست".

وعن نجاة نتنياهو من قضايا الفساد، فقالت المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي:" في اعتقادي أن نتنياهو قد يمد في أجل قضيته والمقرر بعد أزمة كورونا أن يتم محاكمته في 24 مايو القادم، لكن في تقديري حال استمرار أزمة كورونا وازداد الوضع سوءا فالوضع بالنسبة لنتنياهو قد يطول أجله بمعنى قد يستمر تأجيل المحاكمة لأكتر من مرة وهذا لصالحه لأنه حتى وإن تم تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وتكتل اليمين وحزب أزرق أبيض الحالي، فهيكسب وقت أكبر وأجل حكومته لن يكون أكثر من عام ونصف فقط وسيتم حل الكنيست والذهاب لانتخابات رابعة".

وتابعت "فوزي":"وبعد هذا العام ونصف يكون نتنياهو قد حقق مكاسبه وهو تفكيك مركز يسار كان بيشكل خطر حقييقي على مدار عام لمحاربة فسادة، فنتنياهو هو أول رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل ويكون تحت رئاسة الحكومة ومقدم ضده لوائح اتهام وهذا يمس صورة إسرائيل وما تدعيه من ديمقراطية، ونتنياهو أثبت على مدار حكمه أنه ماكر ومن الصعب بعد أن يكون له جبهة منافسة خاصة أن هذه الجبهة بسن تشريعات وقوانين تحول دون أن يتولى فترات رئاسية مثل القوانين التي يقترحها أفيجدور ليبرمان، فنتنياهو سوف يستمر حال الوصول إلى انتخابات رابعة فهو أثبت أنه رئيس الحكومة الوحيد والفرعون الأوحد".

وعن قضية الحريديم وطريقة مواجهة نتنياهو لهم، فقالت "فوزي":"إن نتنياهو كان قد أصدر قرارات بتشديد القيود ونزول حوالي 700 جندي من الجيش يقوم مع الشرطة بتشديد القيود، بالنسبة للأوساط الحريدية في بعض منهم تم استجابته ولكن هناك البعض الآخر لم يستجب لكن الوضع سيئ وخطير وسيكون هناك مزيد من التشديدات في الفترة المقبلة".

موضوعات ذات صلة:

في اتصال هاتفي.. الملك سلمان يستعرض مع ترامب وبوتين أسعار النفط العالمية

الصحة العالمية: الانتشار العالمي لكورونا طغى على النظم الصحية

اقرأ أيضا