"دعَم الرجل وظلم المرأة".. القانون يقف ضد الشرع في جريمة القتل بإسم الشرف

الخميس 29 أكتوبر 2020 | 11:30 صباحاً
كتب : علي عرفات

"الحمد لله أنا دافعت عن شرفي".. تلك الجملة التي نسمعها في قضايا قتل الرجل لزوجته أثناء ضبطها وهي تمارس الرذيلة مع الغير، كنوع من تبرير الواقعة، العديد من تلك القضايا يكون أخذ الثأر منها هو قتل الزوجة الخائنة، ولا زال الشارع المصري يشهد مثل تلك الجرائم عن الخيانة الزوجية والتي يكون المتهم فيها الزوجة، وهذا ما تكشفه لكم "بلدنا اليوم" خلال التقرير التالي.

رغم اختلاف الأماكن تشابهت آحداث تلك القضايا، وفي واحدة من تلك الجرائم التي حدثت في محافظة القاهرة حيث ذبح موظف جاره وزجته ضبطهما متلبسين داخل غرفة نومه فى وضع مخل، حيث قام بعد قتلهم بحمل جثة المجني عليه (عشيق زوجته)، وقال للأهالي: "أنا أخدت بشرفي من مراتي وعشيقها كانت بتخوني مع ده وأديني قتلته وقتلتها"، تلك الكلمات وكأن عند ترديدها كلحظة انتصار على العدو الذي أراد يهدم كرامته، ويكون الضحية في تلك القضايا هو الزوج الذي لا يستطع تحمل مشهد النيل من حرماته.

"محمد" يكتشف أن أطفاله ليسوا من صلبه:

روي شاب مصري يدعى "محمد"، عن تفاصيل اتهامه لزوجته بخيانته 11 عاما وإثبات التحاليل عدم نسب أطفاله الثلاثة، مؤكدًا أنه تعرض لجريمة لا يتحملها أحد، موضحًا أنهما متزوجان عن حب، وكان يعمل في شرم الشيخ بعد الزواج ثم سافر إلى قطر للعمل.

وأضاف "محمد"، خلال اتصال هاتفي ببرنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، بأنه فوجئ بعد عودته من قطر في 2018 أن هناك رسائل ترد إليه عن زوجةه، حتى جاءت له رسالة مفادها “أنا فاعل خير، وأنت بتتخان طول عمرك، وزوجتك بتخونك مع جار والدتها”، موضحًا أن صاحب الرسالة أرسل له معلومات وتتبعها ووجد أن المعلومات صحيحة، لافتًا إلى أنه توجه إلى المحامي وهو من لفت نظره إلى حقيقة نسب الأطفال له.

وتابع: "شفت صور أبناء الشخص اللي زوجةي تعرفه، وكأنهم توأم أولادي، وساعتها قلت ربنا يستر"، منوهًا بأنه اصطحب الطفلين الصغيرين وأجرى لهم تحليل "DNA"، وجاءت نتيجة التحليل أنهم ليسوا أبناءه، وفي المحكمة أجرى للبنت الكبرى تحليل، وثبت أنها ليست ابنته أيضًا، كاشفا أنه لم يتمكن حتى الآن من إسقاط نسب الأطفال عنه+.

الرأي الديني: لا شيئ على الزوج إذا قتل زوجته أثناء ممارسة الرذيلة

علق الشيخ سيد خريشي، دكتور الفقه المقارن، على قضايا قتل الرجل لزوجته أثناء رؤيتها وهي تمارس الرذيلة مع الغير، حيث قال، في البداية لابد من معرفة الحكم الشرعي للزوج الذي رأى زوجته تزني، حيث أجمع جمهور العلماء بوجوب أن يأتي الرجل بأربعة شهداء، وفقًا للنص القرآني، وهي البينة الشرعية إذا أراد الزوج أن يثبت واقعة الزنا على زوجته، مشيرًا إلى أنه لا يجوز أن يأتي بأقل من أربعة شهداء، فإذا أتى بأربعة شهداء، أو اعترفت الزوجة بواقعة الزنا يطبق الحد عليها، وهو الرجم بالحجارة الصغيرة حتى الموت، وخلاف ذلك يدرأ عنها العذاب.

وأضاف "خريشي" في ذلك الحالة يُعاقب الزوج الذي لم يستطيع أثبات واقعة زنا زوجته، بأن يُجلد ثمانين جلدة، وهو حد قذف المحصنات، وقال الله تعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فَاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون"، وأمّا من لم يستطع الإتيان بأربعة شهداء يشهدون أنّ زوجته قد فعلت الزنا فقد لعنهم الله عز وجل، حيث يذهب الزوج إلى القاضي، فيشهد بالله أربعَ شهادات أنّه صادق في اتهامه لزوجته بالزنا، ثمّ يقول في الخامسة إنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وفي المقابل يدرأ القاضي عن الزوجة العذاب والحدَّ إذا قابلت شهادة زوجها بأن تشهدَ أربعَ شهادات بالله أنّ زوجها من الكاذبين، وفي الخامسة تقول إنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين، فإذا تمّت الملاعنة وفق هذه الصيغة بانت الزوجة من زوجها، فلا تحلّ له من بعد.

وأوضح دكتور الفقه المقارن، أن حكم قتل الرجل لزوجته في حال الزنا لا شيئ عليه، حيث ذكر في أحد الروايات، أن سئل أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا رسول الله ما هو الحكم الشرعي إذا وجدت رجلًا مع أهلي، فقال له النبي عليك بأربعة شهود، فرد عليه الصحابي يا رسول الله لقد وجته في احضان زوجتي، فقال له النبي، عليك بأربعة شهود، فرد عليه، لا والله يا رسول الله، لأعلونهم بالسيف (قتلهم)، فقال النبي لأصحابه، أتعجبون من غيرة فلان، لله أغير على حرماته من غيرة هذا على حرماته"، لافتًا، كأن غرض النبي صلى الله عليه وسلم من قوله هذا هو إلتماس العذر له.

أضاف الدكتور سيد خريشي، أمّا من حالة إذا رأى الزوج زوجته وهي مع شخص آخر في منزل الزوجية، فقتلها، أو قتل من كان معها فإنّ عليه أن يأتيَ بأربعة شهداء يشهدون على هذه الواقعة، أو أن يعترفَ ولي القتيل، أو ورثته بواقعة الزنا، مشيرًا إلى أنه إذا لم تتوافر تلك الشروط يتم الاقتصاص من الزوج القاتل، والعلّة في ذلك حفظ الدماء، وصيانة الأعراض، موضحًا، قد سُئل علي رضي الله عنه مرةً عن رجل قتل زوجته ولم يكن له شهداء، فأفتى بقتله، كما ذكر العلماء قصة الرجل الذي أتى عمرَ مستنجداً به من رجال كانوا يطلبونه، بسبب أنّه قتل أحد رجالهم وهو يزني بزوجته، حيث قال عمر للرجل إن عادوا فعد، وقد قال عمر قولته تلك بعد أن أدرك اعتراف ولي القتيل بما فعله.

وقال الشيخ سيد خريشي، دكتور الفقه المقارن، إن "الزنا" في الشريعة الإسلامية من كبائر الذنوب، والمعاصي التي يترتب عليها العذاب في الدنيا والآخرة، فمن فعل جريمة الزنا فإن عقوبته في الدنيا إذا كان غيرَ محصن أنّه يُجلَد مئةَ جلدة، ثمّ يُغرب عاماً، وأما إذا كان محصناً، أي متزوجاً فعقوبته الرجم حتى الموت، وهذه العقوبة للرجل، والمرأة على حدّ سواء.

الرأي القانوني:

علق المحامي ايمن محفوظ، على جرائم قتل الزوجة أو العشيق بسبب الخيانة الزوجية، والتي أحاطها المشرع بإستثناء وحيد أن يفاجئ الزوج زوجته في حالة "زنا" فيقتل الزوجة والعشيق أو أحدهما في ذات اللحظة، فيعتبر الزوج في حالة فقد للإدارك والإرادة وأن تصرفه العنيف كان وليد تلك المفاجأة التي دفعته إلى القتل.

أضاف "محفوظ" فأن العقوبة في مثل تلك القضايا تكون عقوبة الجنحه وليس عقوبة الجنايه للقتل سواء كان قتل عمدًا أو ضرب افضي إلى موت، مثل أن يتم القتل من جراء الضرب للزوجة الخائنة، وذلك طبقا لنص المادة 237 من قانون العقوبات والتي تنص على: "من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا وقتلها فى الحال هى ومن يزنى بها يعاقب بالحبس بدلا من العقوبات المقررة فى المادتين 234 و236".

وأوضح الخبير القانوني، أنه بالتالي لاتحقق تلك النتيجة حينما يكتشف الرجل زنا زوجته وأخد أقرباءه ولو من الدرجة الأولى كأخته وأمه وجعلهم شاهدين على الواقعة، حيث لاتتحقق تلك المادة كعذر، وكذلك لا يتحقق هذا العذر حين تقتل الزوجة زوجها المتلبس بالزنا ولو كان ذلك في مسكن الزوجيه.

وتابع المحامي ايمن محفوظ، أنه يتحقق للعشيق حالة الدفاع الشرعي عن النفس إذا هو باغت الزوج وقتله لأنه يكون في حالة دفاع شرعي عن النفس التي هي أولي بالحماية القانونية وتحكم المحكمة على الزوج الذي قتل زوجته وعشيقها أو كليهما بعقوبه الجنحه التي لاتتعدي 3 سنوات، وغالبا ماتكون العقوبة أقل من الحد الأقصي وقد تستخدم المحكمة استعمال منتهي الرآفة مع الزوج وتأمر بإيقاف تنفيذ العقوبة المقضي بها عليه.

أضاف "محفوظ" في مثل تلك القضايا تثور مشكلة حين يحاول الزوج تضليل العدالة بايهام سلطات التحقيق أن الزوجة كانت في حالة زنا كفبركة تلك الحالة للاستفادة من ذلك العذر في محاولة منه لقتل زوجته لهدف ما، فيكون الزوج قاتلًا مع سبق الإصرار أو الترصد وتكون عقوبته الإعدام شنقا طبقا لنص الماده 230، كما سيواجه عقوبة جريمة إخفاء الأدلة لتضليل العدالة وعقوبتها الحبس والغرامة، وطالما كان الهدف الإجرامي واحدًا فإنه في تلك الحالة يأخذ عقوبة الجريمة الأشد وهي جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار أو الترصد وبالطبع تكون عقوبته الإعدام.

وأشار الخبير القانوني، إلى أن مشكلة أخرى قد تثور أن كان القتل للزوجة الخائنة فعلًا ولكن بعد مضي ظرف زمني ومكاني مختلف عن واقع’ رؤيته لواقعة الزنا فقتلها بعد فترة من الزمن ولو قصيرة، ففي هذه الحالة تكون عقوبته الإعدام لأن حالة المفاجأة التي كان فيها قد زالت وعاد له رشده وارتكب الجريمة في كامل وعيه، فيُسئل الزوج عما فعل دون أن يكون لخيانة زوجته أي تاثير علي الواقعة، ولن يستفيد من العذر القانوني ويُسئل عن جريمة قتل عمد أو ضرب افضي إلى موت حسب الأحوال.

وختم "محفوظ" قوله، إن لكي يستفيد الزوج من هذا العذر يجب أن يكون القتل للزوجة في لحظ’ اكتشافه خيانتها ولا يمتد إلى الوقت التالي للجريمه، ويمكن أن يخفف عدالة المحكمة حسب ظروف الدعوى من حكم الإعدام علي قاتل زوجته الخائنه بعد فترة من الزمن وذلك بالنزول للعقوبة درجة فتحكم بالمؤبد بدل من الإعدام ولكن هذا أمر جوازي والمحكمه في حل أن تفعل ذلك أو لا تفعل.

الرأي النفسي:

أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الزوجة تعاني من اضطرابات نفسية فهي شخصية "سيكوباتية" ليست لديها مشاعر، ويظهر ذلك من تقديم فيديو "لايف" للرد على اتهام زوجها لها بالخيانة.

وأضاف "فرويز" أنها شخصية تحلل الحرام، ولديها من اللامبالاة والأنانية ما جعلها تقدم على خيانة زوجها دون النظر إلى أطفالها، بالإضافة إلى الخروج للتبرير من خلال فيديو من الأمور التي تدين الزوجة.

وأكد استشاري الطب النفسي، أن الأطفال هما الضحية الأولى والأخيرة للأم بخيانتها والزوج بإهماله وعدم متابعة أطفاله وزوجته، "11 سنة خيانة والزوج ميعرفش ده قمة الإهمال من الزوج".

إقرأ أيضًا..

فيديوهات إباحية.. تفاصيل مثيرة في قضية هدير الهادي فتاة "التيك توك"

محكمة الأسرة.. زوجة: "بينام معايا 12 مرة اليوم" وأخرى"بعد سنة لسه عذراء"