"نسمة يحيي" تنتصر لقصار القامة.. وتنتج أول خط أزياء

الاربعاء 11 نوفمبر 2020 | 07:57 مساءً
كتب : مها عبدالرازق

التنمر عادة سادت بين المصريين مؤخرا بشكل كبير وأصبح الأطفال يتنمرون على بعضهم البعض، كما أن كبار السن و الفنانين و لاعبين الكورة و رجال الأعمال وغيرهم لم يسلموا من هذا العادة السئية، ولكن في بعض الأحيان التنمر قد يجعل الشخص أكثر قوى و يسعي إلي تحقيق هدفه للرد على هؤلاء الأشخاص الذين يسعون إلى إحباط و بث الطاقة السلبية في نفوس الأشخاص للتقليل من شأنهم، هذا باختصار ما حدث مع "نسمة يحيى" وهي فتاة عشرينية طالبة بكلية تربية قسم إعلام و كانت الثانية على دفعتها في السنة الأولى، وشعارها في الحياة "حب نفسك تتحب"، ترعرعت في محافظة المنصورة وتعد أول عارضة أزياء من قصار القامة في مصر كما أنها بدأت العمل مؤخرا في إنتاج أول خط أزياء ملائم لقصار القامة، لتساهم بحل مشكلة تجدها نسمة وآلاف الأقزام في مصر وهي لعدم توافر ملابس مخصصة لهم في المحلات.

نسمة

تقول "نسمة يحيى" في حوارها مع بلدنا اليوم، "منذ والدتي وأنا أعاني من التنمر والسخرية بشكل كبير ولما أحظى بطفولة سعيدة مثل باقي الأطفال وذلك بسبب طولي فعندما التحقت بالمدرسة كان طولى حولى 60 سنتيمترات، كما أنى أعاني من هشاشة العظام، ونصحينى الكثير من الأشخاص بأن ألتحق بمدارس خاصة بقصار القامة عندما كنت أعيش في السعودية مع أسرتي حتى اتخلص من التنمر والسخرية، ولكن أهلى رفضوا حتى لا أشعر بأنى مختلفة عن الأخرون وتم التحقي بمدرسة حكومية".

نسمة

و تابعت نسمة قائلة: "منذ التحاقي بمدرسة تعرضت لكثير من المواقف التى كنت تجعلنى أفقد الثقة في ذاتي، فكان هناك أطفال يضايقونني ويرشون المياه علي، فتقوقعت داخل نفسي وكنت انطوائية ولم يكن لي اختلاط بزملائي الذين كانوا يرونني شيئاً مختلفاً".

نسمة

و استكملت نسمة قائلة: "لما استسلم و بدأت خضوض التجربة و بدأت أحارب التنمر و السخرية اللذين كنت أتعرض ليهم منذ الطفولة، وبدأت في إلقاء محاضرات دعم نفسى على الطلاب في الجامعة، مشيرة إلي أنها بدأت تعليم الأشخاص كيفية التعامل مع قصار القامة، كما أنها توصلت مع عدد كبير من قصار القامة عبر السويشال ميديا وبدأت أيضا في مساعدتهم على مواجهة السخرية والتنمر وتحدي المجتمع، وأكدت على أن قصار القامة أشخاص عادية ويمكن أن يفعلون أشياء كثيرة مثل باقي البشر".

وتابعت"نسمة" قائلة،"لم تقتصر فقط المشاكل التى واجهتها على التنمر والسخرية بل كان هناك مشاكل أخرى أكبر بكثير وهي مشكلة اختيار الملابس و خاصة أن حتى الأن لا يوجد في مصر محلات مخصصة لقصار القامة وهذه المشكلة تواجها نسمة من الطفولة، ومن هنا جاءت بداية فكرة تصميم وتنفيذ ملابس تلائم قصار القامة في جميع الأعمار المختلفة، و بدأت رسم التصاميم وأختيار أنواع الأقمشة والتعاون مع "ترزي" الخاص بي لتنفيذ الفساتين التي سأقوم بعرضها على حسابي الخاصي "فيس بوك"، وأشارت "نسمة" بأنه منذ إعلان عن بدأ مشروعها استقبلت الكثير من رسائل المساندة والإشادة، وهو ما زاد حماسها لتحقيق التنوع في الأزياء المقدمة لقصار القامة، ما بين ملابس رسمية ورياضية وفساتين".

وأضافت "نسمة" قائلة،" منذ أكثر من عام و أنا أفكر في فكرة تصميم أزياء و ملابس خاصة لقصار القامة خاصة أني أحب مجال الأزياء كما أنى أتابع باستمرار صيحات الموضة وعروض الأزياء، ورغم التنمر الذي تعرضت نسمة له إلا أنها لم تجد أفضل من مواقع التواصل الأجتماعي لكي تواجه نفسها والمجتمع و لكى يتقبل المجتمع قصار القامة دون تنمر".

واستكلمت"نسمة" قائلة،" بأنها لم تحصل على أي دعم مادي خلال تنفيذي المشروع، وحتى الأن لما يتبنى اى من رجال الأعمال أو شركة أو مؤسسات حكومية مشروعها، وهى تطمح في تبني فكرتها لضمان استمراريته وانتشاره في جميع محافظات مصر، ولذلك المشروع يقتصر فقط على عرض التصميم "أونلاين" و حجزها و تنفيذ الموديل المطلوب و بيعه ولا يمكن تصميم كميات كبيرة بسبب عدم توفير الأمكانيات، و أشارت "نسمة" إلي أنها تسعي إلي توسيع مشروعها، مؤكدة بأنها تقوم بعمل و تصميم أزياء لجميع الفئات العمرية ولا تقتصر على فئة معينة بجميع الأشكال والألوان التى لا تبرز التقزم أو تفاصيل أجسادهم، للظهور بأفضل إطلالة، فضلا عن ملائمتها لجميع الأعمار السنية، وأشددت"نسمة" على أن الملابس المميزة الملائمة لقصار القامة تمنحهم الشعور بالثقة في النفس، والقدرة على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية والاندماج في المجتمع".

وتابعت "نسمة" قائلة،" حياتى اختلفت تماما بعد عرض أول سيشن خاص بى على السويشال ميديا، فرغم التعليقات السلبية التى جاءت على الصور، ولكن التعليقات الأيجابية كنت بمثابة بريق أمل لى، ومن هنا بدأت الأنطلاق في عالم التصوير و الأزياء و أصحبت أول عارضة أزياء لقصار القامة، حتى أنى أذكر عندما كنت أذهب لتصوير في الشارع كان يبدأ في السير خلفى العديد من الأشخاص لمتابعتى و معرفة ماذا أفعل، ثم أنى بدأت مؤخرا في عمل الفيديوهات ونشر عشان على السويشال ميديا.

واختمت "نسمة" قائلة، "لا يمكن أن أنسى فضل أهالي و تشجعهم الدائم و المستمر في جميع مراحل حياتى العمرية و في كل خطوة أقوم بها في حياتي، بداية من تصاميمي التي بدأت فيها منذ صغري حتى قمت بتنفيذها وعرضها، ورغم كل الصعوبات التي كنت أواجهها ومن مخاوف الفشل إلا أنهم كانوا دائماً مشجعين لي، كما أنها صرحت عن أمنيتها فى المستقبلية قائلة،:"نفسى أفتح أتيليه عالمى لقصار القامة، وأحضر الماجيستير والدكتوارة وأدرس فى الجامعة، وأقدم برنامج تليفزيونى و أصبح أول مذيعة لقصار القامة كما تتنمي عرض نماذج حققت نجاحات وانجازات عديدة رغم الصعوبات اللى واجهتها فى حياتهم".

وفي صدد ذلك، تنص المادة 81 في الدستور المصري، على "التزام الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام صحيا واقتصاديا واجتماعيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين، إعمالا لمبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص".

كما أن هناك جمعية مصرية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، تسمي "رعاية الأقزام المصرية" تأسست عام 2012 لرعاية قصار القامة بمصر وتوفير سبل المساعدة في شتى مناحي الحياة.

العلماء يوضحون الأسباب وراء ارتفاع الإصابة بمرض السكر في عهد كورونا

أمراض عقلية تهدد حياة الناجين من كورونا.. احذروها

اقرأ أيضا