بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

نص شهادة الشيخ محمد حسان أمام محكمة أمن الدولة

بلدنا اليوم
كتب : عمر يوسف

عقدت اليوم الأحد، جلسة محاكمة 12 متهمًاا في القضية المعروفة إعلاميًا بداعش إمبابة، بالدائرة الخامسة جنايات، بمحكمة جنايات أمن دولة طوارئ، بمجمع المحاكم بطرة.

حيث وجهت المحكمة للمتهمين، تهم تمويل جماعات إرهابية، والإنضمام إليها، لزعزعة الإستقرار والأمن القومي، والإخلال بالأمن العام، وإستهداف مؤسسات الدولة، وإغتيال رجال الجيش والشرطة والقضاء، بالإضافة إلى استحلال دماء المسيحيين، من خلال تفجير كنائسهم، وتغيير نظام الحاكم بالقوة.

وإستمعت المحكمة، إلى شهادة الشيخ محمد حسان، الذي وصل إلى ساحة المحكمة بصحبة نجله خالد.

حيث أمر القاضي، بإحضار كرسي وزجاجة مياه للشيخ محمد حسان، قُبِل البداية في سماع شهادته.

وفيما يلي، نستعرض نص شهادة الشيخ محمد حسان اليوم، أمام الدائرة الخامسة إرهاب بمحكمة أمن الدولة طوارئ، المنعقدة بمجمع محاكم طرة:

بدأت هيئة المحكمة توجيه أسئلتها إلى الشيخ محمد حسان، بسؤاله ما هو النور وما هو الكتاب المبين؟، ليجيب حسان قائلا: الكتاب هو القرآن، والنور هو أقوال أهل العلم، ومن بين هذه الأقوال هو رسول الله عليه الصلاة والسلام فالرسول نور من عند الله، وجاء بكتاب كله نور، وإذا سلكت الأمة هذا الطريق سعدت الدنيا والآخرة.

وبسؤاله ما هو الفرق بين العالم والداعية؟، أجاب: فرق كبير بينهم، فالداعية إلى الله قد يكون مجتهدا في البلاغ بما يحفظه من كتاب الله وسنة الرسول التزاما بأمر الرسول، بلغوا عني ولو آية وأنا أقول بلغوا تبليغ وعني تشريف، ولو آية تخويف، فكل مسلم بلا استثناء يجب عليه أن يكون داعيا إلى الله بخلقه وسلوكه وعمله الكريم، أما الدعوة المتخصصة، فلها رجالها من العلماء، ومن هو العالم؟ العالم هو الذي يخشى الله، والعالم هو الذي يعلم كتاب الله وسنة رسوله، ولكن ليس الدليل منتهى العلم وهذه مشكلتنا، بل لا بد أن يكون العالم عالما بالدليل محققا للدليل، فلا يمكن أن يكون عالما دون أن يحقق للعامة والخاصة للربط بينها وبين الواقع ربطا صحيحا، كذلك يجب أن يكون عالما بالناس وعالما بمواقف الإجماع، وأن يكون عالما بلسان العرب وبلغة العرب، وأنا أحييك على لغتك العربية، وأسمح لي أن أضرب مثالا: اللغة العربية هي وعاء العلم ومن لم يمتلك هذا الوعاء ليس لديه شيء من العلم، ويجوز للعالم أن يتكلم في غير فنه وعلمه بشرط أن يكون فاهما للأدلة التي يستند لها، وينبغي للعالم أن يكون ملما بأصول كل العلوم.

هيئة المحكمة: هل يشترط في العالم الحصول على إجازات علمية؟

حسان: نعم يجب أن يكون شاهدا على شهادات علمية، ومن لم يحصل على إجازة علمية يجوز له أن يدعو أو يخطب في الناس ما دام مستدلا على آية صحيحة وحديث صحيح.

وبسؤاله: هل يلزم أن يكون للعالم أو الداعية شيخ يتتلمذ على يديه؟، فرد الشيخ حسان: من كان شيخه كتابه غلب خطأه صوابه، فلا بد للعالم قبل أن يصل إلى درجة العالم أن يكون عالما بكتاب الله وبسنة رسول الله وأن يجلس بين يدي شيخه ومعلمه، وأذكر بكلمات "أن الله تعالى يفتح على طالب العلم بين يدي شيخه ومعلمه ملا يفتح به.

وبسؤاله: هل لك شيخ تتلمذت على يده؟، أجاب: الاعتراف بالفضل لشيخي الذي حفظني كتاب الله في سن الثامنة الشيخ مصباح رحمة الله تعالى عليه، وشيوخنا العشرات في قريتنا.

وقال الشيخ محمد حسان أثناء شهادته، إنه كان داعمًا للإخوان بعد الثورة، ظنًا منه بأنهم الصالحين لتولي البلاد، مؤكدًا على إنه كان ينصح طوال فترة الإخوان، لوجه الله، حبًا لدينه ولوطنه، وأوضح بإنه كان من ضمن الذين إنتخبوهم.

وتابع: جماعة الإخوان في بدايتها كانت جماعة دعوية ثم تحولت في السنوات الأخيرة إلي حزبا سياسيا يريد الوصول وبالفعل وصلت إلي الحكم وتولت رئاسة الوزراء والشعب والشورى وتولت كل المحافظات ومع ذلك لم توفق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة لمرحلة فقه الدولة، والقصد من الجماعة لا يعلمها إلا ربي، ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلي مرحلة سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد، ولما حدث الصدام الحقيقي بين الدولة بكل مؤسستها رفعت الجماعة شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أود أن تترك الجماعة وتتخلى عن الحكم.

وبخصوص الفكر السلفي ومعتنقيه، قال حسان: "اسما يطلق نسبة إلي السلف الصالح وأراها تزكية فالسلف الصالح هما الصحابة والتابعون وتابع التابعين، ولا يختلفون عن أهل الكتاب والسنة، وهم نسبة للسلف الصالح فمن هم أعظم وأشرف وأطهر السلف هم سلف سيدنا رسول الله، وهذا حين قال نعم السلف أنا لكي يافاطمة، والسلفية منهج كتاب وسنة، وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى.

وتابع: هناك سلفيات كثيرة، وهذا واضحا فهناك السلفية العلمية، والسلفية التربوية، وهناك ما يسمى الان بالسلفية الجهادية وهناك ما يسمى بالسلفية الجهادية، لكن أن الحق هو ما وافق الكتاب والسنة بشأن فهم الآمة، فأي جماعة تبتعد أو تقترب إلى الحق بقدر تركها أو قربها للكتاب.

وأضاف: الفكر إنما هو نتاج لعملية العقل والتفكير للوصول إلى الخطأ والصواب وهذا يحتمل أي الشقين الخطأ والصواب، فالفكر التكفيري لا علاقة له إطلاقا بمنهج السلف، بل السلف الصالح هم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيري.

وتابع موضحًا: السلفية الجهادية أول من أطلقها هو عبدالله عزام وأطلق هذا المسمى ليضم كل من ينتسب إلي السلفية تحت مظلة واحدة وهو الجهاد وهذا أول هو من أطلق السلفية الجهادية، وهم يتبنون الجهاد منهج وحيدا كما يقولون للخلافة الاسلامية وكأنه لا يوجد سبيل للوصول إلا هذا.

وأردف: وأصحاب هذا الفكر لا زالوا موجودين في كل دول العالم حتى في الدول الأوروبية، ويرون أن كل من يتبنى الجهاد منهجا لمعالجة العدو البعيد والقريب فهو سلفيا جهاديا مهما كان إنتمائه أو حزبه أو جماعته.

وبخصوص أنصار بيت المقدس، قال حسان: إن "أنصار بيت المقدس أو ما يسمون أنفسهم الآن “تنظيم ولاية سيناء” بعد تغيير اسمهم، حين يخرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري علينا بتسجيل صوتي بعدما قتل أولادنا من أفراد الجيش ويقول نصا: لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك"، فهذا ضلال مبين ورب الكعبة، لا أقول هذا إلا ابتغاء رب العالمين.

وإستنكر حسان أفكار بيت المقدس ومعتقداتهم، حيث تساأل: الله أمرك بقتل نفس محرمة؟ بقتل إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فالله لم يأمر بالقتل بل قال: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم، وهم إطلاقا ليسوا على الطريق الصحيح فكيف يكونون على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المعصومة للذين يعيشون، هذا سوء فهم خطير.

هيئة المحكمة: ما رأيك في قول  بعض المتهمين في التحقيقات إن تنظيم داعش يدعو لتوحيد المسلمين في خلافة واحدة، وأن حدوث عمليات إرهابية هو من قبيل الجهاد في سبيل الله؟، حسان: هذا القول قولا مخالف للقرآن والسنة، وهو ينشر عن سوء فهم وسوء قصد للكتاب والسنة، وأقول لهم أرجع إلي الحق وأعلم بأن الدماء المحرمة للسملين والمعصومة ورب الكعبة لو استمعت لوعيد الله ورسوله فيها لفكرت ألف مرة قبل أن تزهق دم مسلم بغير سند شرعي، وأما الدواعش هم خوارج العصر.

وقال الشيخ محمد حسان: تنظيم داعش تنظيم جديدا منبثقا من تنظيم القاعدة في العراقي الذي أسسه ابو مصعب الزرقاوي 2004، ثم استقل عن تنظيم القاعدة سنة 2014 حينما سمي التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وأرفض أن يسمي تنظيم داعش بأنه تنظيم وحشي سيئ السمعة" لأني أقول أنه وصف ضعيف لما يقومون به "أي وحشية ابشع من جز الرقاب وحرق الاحياء ونحر العناق، بأي دليل من كتاب الله وبأي دين.

وأوضح: أصول هذا التنظيم إنما هي علميا وعمليا تابعة لفكر الخوارج، والتنظيم يستحل دماء من خالفه في المشروع والامور وهذا أمر في غاية الخطورة ومعالجة هذه الافكار تحتاج لجهود جماعية لا جهد الازهر فحسب أو جهد دولة فحسب وسامحني إن قولت أن البداية الحقيقة تبدأ في البيوت والأسر فلم تعد الأسر ذاتها تعلم شيء.

وبسؤال المحكمة للشيخ محمد حسان، عن كيفية محاربة تنظيم داعش؟، أكد حسان بضرورة المحاربة الفكرية بالتزامن مع المحاربة الأمنية، حيث قال: "ذكرت من قبل أن من حمل السلاح واستحل الدماء يجب مواجهته أمنيا" لكني أقول هؤلاء الصغار الذين يتأثرون بهذا الفكر يجب علينا أن نناقشهم فكريا دون تسفيه أو تحقير فلابد أن تكون المواجهة الفكرية مع المواجهة الأمنية وإلا سنخسر المعركة.

وأردف حسان: أي جماعة مهما كان مسماها ومهما تدثرت به من عباءة الإسلام، تخرج عن كتاب الله وعن سنة رسول الله وتستحل الدماء المحرمة للمسلمين والدماء المعصومة للأمنين والمستأمنين وتستحل دماء أبنائنا وأخواننا كل هذا باسم الجهاد والدين، فإنما هي جماعة منحرفة عن كتاب الله ومن ثم كانت سببا للتنازع والخلاف.

وبالإنتقال للحديث عن تنظيم القاعدة، أكد الشيخ محمد حسان، ضرورة دراسة أفكارهم ومعتقداتهم، حيث قال: "تنظيم القاعدة سواء في أفغنستان أو العراق أو العالم أجمع، يجب أولا أن نستعرض فكرهم، فمن أصول هذا الفكر التكفير وحصر الحق فيهم وفي منهجهم ومعتقدهم والحكم على المسلمين بالردة والحكم على جميع الحكومات بأنها حكومات كافرة ومرتدة وبعد التكفير يأتي تفجير وتدمير استحلال للدماء واستحلال للاموال وانتهاك للاعراض.

وتابع:: “لا يجوز أن يسيطر الشباب وصغار السن على المساجد والزوايا الصغيرة ويعقدون فيها إجتماعات ويتدارسون فيها أخطاء، ولا يجوز لي أن أدخل منبرا دون أن استأذن من شيخ المسجد، وأنا قلت مرارا: لا يجوز لأي أحد أن يتصدى للدعوى العامة في الفضائيات والمنابر إلا إذا كان أهلا لذلك، وعلى غرار الحجر الصحي كنت أول من طالب بالحجر الدعوي”.

وبخصوص أمر الدعوة على المنابر وفي وسائل الإعلام، طلب المستشار محمد سعيد الشربيني، أئمة الدعوة بدراسة ما يقولونه، كما طلب الشربيني رسالة من الشيخ محمد حسان للشباب، فقال حسان: "نعاهد الله أن نظل نبلغ بحكمة ورحمة وأدب وتواضع ورفق ولين إلى أن نلقى الله عز وجل".

وبعد ذلك، إنتقل الحديث حول الأزهر حيث قال حسان: العلماء على الفضائيات والمنابر الذين لا يذكرون حديثا إلا وفيه سبا، مخالفون لقول الله "وجادلهم بالتي هي أحسن"، وهناك أشخاص لا تريد لهذه القلعة وأقصد بها الأزهر الشريف أن تستمر، مضيفا أن الأزهر قامة وقيمة بل ويجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر لأنه صمام أمان لكثير من شبابنا، فهناك من يطعن فيه لإسقاط مكانته العلمية والتاريخية حتى يبرز الكثير ممن يسيطرون على شبابنا، وأنا أحب الأزهر، والشيخ أحمد الطيب حفظه الله يعلم عني ذلك، وأحبه وأقدره والله ما جلست مجلس علما يوما ودخل عليا عالما أزهريا إلا وتركت مقعدي له.

الفرق بين السلفية والإخوانية:

أوضح الشيخ محمد حسان، الفرق بين السلفية والإخوانية حيث قال: المنهج أو الفكر القطبي نسبة إلى محمد وسيد قطب، منهجا وفكرا لا أستطيع أن أقول أنه منبثقا أو خارجا عن السلفية، والفكر القطبي هو أساس الجماعات الجهادية، أما الطائفة السرورية نسبة لمحمد بن سرور وهو شخص سوري فكرها يعتمد على كلمات بن تيمية، أما الطائفة الحازمية فرد الشيخ حسان التابعة لحازم صلاح أبو إسماعيل ، هي طائفة حزبية دعت للانتخابات فقط ولا أفكار لها.

وتابع: هناك فرق كبير بين أصول المنهج السلفي وأصول الاخوان المسلمين، فالأول أصوله الدعوة للتوحيد الخالص وثانيا الاتباع بالنبي، والتزكية، والتربية وإصلاح الدنيا بالدين، لكن هناك تقصير عند جماعة الاخوان المسلمين في الدعوة إلي التوحيد بشموله وكذلك في الاتباع إلي النبي، فهم يركزون على الأمور السياسية لا سيما في الآونة الأخيرة، وما من جماعة على وجه الأرض إلا ولها أخطاء، وكانت الاخوان تسعى للوصول للحكم لكنهم لم يوفقوا.

المحكمة: هل ظهرت الجماعات هذه في عهد الصحابة؟، حسان: "ظهرت الخوارج في عهد رسول الله وعلى رأسهم التميمي، ثم بعد ذلك ظهرت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمقصود بذلك أنهم يجيزون الخروج على الحكومات، وسوء الفهم لكتاب الله وسنة رسول الله، هذا أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام قديما وحديثا، وحين يجتمع سوء القصد مع سوء الفهم فإن المصيبة عظيمة، ولكن قد يكون المسلم سليم القصد أو سليم النية ويفهم فهما خاطئا لآية، وأقول لمن خرج أرجعوا إلي العلماء الربانيين، والعالم الرباني هو الذي يقول قال الله وقال رسوله ولا قصد له لا إنتماء لحزبا أو جماعة أو تنظيم، ولذلك إن ساء فهم المتواجدين اليوم فإرجعوا لكتاب الله".

المحكمة: "قال بعض الشباب في بعض القضايا أنهم يستندون إلى ماكانوا يسمعونه من شيوخ كثيرة ومن بينهم الشيخ محمد حسان"، فما رأيك؟،

حسان: "ذكرت أن دلالة إي نص دلالتين نوعان دلالة إضافية ودلالة حقيقة، الحقيقة هي التابعة لقصد المتكلم، والاضافية هي التابعة لقصد المستمع".

وبعرض المحكمة، لفيديو للشيخ محمد حسان، أثناء فترة حكم الإخوان، وهو يحث فيه الشباب على الجهاد، سألت هيئة المحكمة الشيخ محمد حسان: ذكرت في حديثك في مؤتمر سوريا بالصالة المغطاة مناشدا وقائلا: "لا تفتحوا أبواب مصر للرافضة" بمن تقصد الرافضة؟، فأجاب: الرافضة هم الشيعة، وخطابي بوجوب الجهاد هو للدول وليس للشباب، فأنا لست صغيرا كي أتحدث للشباب عن الجهاد.

وسألته المحكمة، هناك بعض الجماعات والمؤسسات يقال عنها أنها مؤسسة خيرية قاموا ببناء مجمعات وصروحا كبيرة ويتضمن المجمع مسجدا ودورا لأغراض أخرى، هذه وإن كانت ظاهرة طيبة إلا أنها أصبحت مقرا لبحث أفكار أتى اليها الشباب من كل فجا عميق لدراسة العلم، ونتج عن ذلك خروج إرهابيين وتكفيريين دمروا وخربوا وقتلوا واستباحوا، فما تفسيرك؟

ورد الشيخ محمد حسان، من واقع الآمة التي نعرفها أقول دلالة النصوص دلالة حقيقية ودلالة إضافية، الحقيقة هي التابعة لقصد المتكلم، والاضافية هي التابعة لقصد المستمع، وهي تختلف بإختلاف العقول، الم نعلم أن رأس الخوارج الذي بذر البذرة الأولى لهذا الانحراف الفكري الذي أدي إلي هذا التخريب والتدمير خرج من يد رسول الله، فما على العلماء إلا أن يدلوا الشباب دلالة هداية وبيان أما هداية التوفيق يهتدوا او لا فهذه لا يملكها واحدا.

وسألته المحكمة ماهو السر بين قناعة الشباب بما يسمعونه من آراء بعض المشايخ تتجه به إلى شرعية الخروج على الحاكم ووجوب قتال رجال الدولة، فهم يسمعون من المشايخ ويكونون قناعة تامة؟، ورد الشيخ محمد حسان، هذه القناعات لها أسباب كثيرة منها ربما ما يتعرض له كثيرا من الشباب من ظلم أيا كان صورته، أو جهل أو فقر وكل هذه عوامل وما يراه كثيرا من هذه الشباب من إعلان حربا هوجاء على الدين في الكثير من البلدان، وحين ما يروا ذلك ولا يرون ردا من العلماء يكفرون العلماء ذاتهم، ونتناقش الان لنصل إلي حل لإنقاذ سمعة المسلمين فأنا لا أتكلم عن الاسلام فهو دين الله ومحفوظ، ومن ثم إنتشال أبنائنا وينبغي لنا أن نبين لهم الحق بدليلا حتى لا ينحرفوا إنحرافا نحو طريق القتل والتدمير والتخريب.

وأوضح حسان ما هو الإمام ومما هي الطائفة الممتنعة، حيث قال: المقصود بالإمام أولا ربما تعجبون إذا قلت لكم قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب العالم السعودي المعروف "والأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلدا أو بلدان فله حكم الامام العام في جميع الاشياء وإن لم تكن له الخلافة العامة ولولا هذا ما استقامت الدنيا والناس منذ زمن طويل لم يجتمعوا على خليفة واحد"، فمع اتساع رقعة الاسلام تعذر أن يكون للأمة خليفة واحد وذلك من عهد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ولهذا تعددت الحكام وأصبح كل واحدا منه قوله أمرا نافذ في البلد التي هو فيها، فإن الإمامة العامة لرسول الله ثم أخيرا لعثمان، ومبدأ الحاكمية لم يؤسسه أحد من الخلق والمراد منها أن نحكم دين الله تعالى في كل شيء، ولكن الحاكمية يتجه الناس بها إلي 3 طوائف الأولى هي طائفة الخوارج ومن تبعهم وهؤلاء يكفرون الحكام والمحكومين، وما ذنب المحكومين قالوا أنهم لم يخرجوا على الحكام بالسلاح.

تم نسخ الرابط