على سلّم المحكمة بينما الماره يرتجلون من حولي، طرق آذاني صوت شهيق دموع فتاة عشرينية وسيمة، كانت تستكمل حديثها بعد وصلة "بكاء" استمرت لفترة طويلة، تتحدث لشخص وجيه من مظهره يبدوا عليه محامي متمرس في مهنيته.
تقول الفتاة مستطردةً حديثها ليست وسامته أو أناقته هي السبب بل كان يمتلك شيئا مختلفا يجذب الانتباه إليه وهو يعلم هذا.. تصرفاته لها إيقاع جميل وكأنه راقص أو ممثل على خشبة مسرح، وفجأة وقع اختياره عليها دون باقي زميلاتها ليسألها عما يريد، الامر الذي جعلني اشعر بالارتباك، هنا الأمر دعاني لحتمية الدخول في معترك الموضوع والسؤال عن هذا الأمر الغريب والحث الصحفي إرتعش بداخلي.
لأسئله ممازحاً ما الذي جعلكي تشعرين بالارتباك وهو يقف أمامك؟
جاوبتني الفتاة متناسيه من أكون وكأنها ارادت إفراغ الكبت بداخلها قالت بصوت يشوبه الحزن عيناه كانت تتأملني في هدوء، فسألته بخجل عن طلبه فقال: إنه يريد أن يذهب إلى مكان لم يذهب إليه أحد من قبل فقد مل من الطواف في العالم.
سرح بعقلها مع كلماته بعد أن نجح في أن يحيط نفسه بهالة من الغموض الرائع، فأجابته بأن الشركة لا تستطيع أن تقدم له ما يريد، فأمسك بنشرة من نشرات الشركة السياحية واختار برنامجا سياحيا لإحدى الدول الأوروبية ودفع المبلغ المطلوب وانصرف.
وتضيف قائلة: تم الزواج في حفل ضخم آثار حسد الكثيرات من صديقاتها وأقربائها، وعاشت معه أيام سعادة لا تنقطع، فقد كان حنونا لا يرفض لها طلب أو لأسرتها، مما جعل الشك يزداد يوما بعد يوم خاصة وأنه كان يختفي أحيانا لأكثر من شهر ويعود بعدها حاملا الهدايا، وكانت لا تملك إلا أن تصمت أمام هذا البذخ المبالغ فيه.
وما إن قامت بفتح الباب وجدت أمامها ضابط شرطة ورجاله يسألون عن زوجها، لم تنطق بكلمة من هول المفاجأة، وكأن الضابط قرأ على وجهها أن الزوج مختبئا داخل غرفة النوم، وألقي القبض عليه، وعلمت من التحقيقات بأن زوجها ما هو إلا نصاب يوهم الشباب بقدرته على سفرهم إلى الدول العربية والأجنبية.
وقضت المحكمة بالسجن لمدة 3 سنوات مع الشغل، وذهبت إليه تطلب منه الطلاق إلا أنه رفض، فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة زنانيري للأحوال الشخصية تطلب تطليقها من زوجها النصاب.
وقضت المحكمة أيضا بتطليقها، طلقة واحدة بائنة للضرر، وجاء في حيثيات حكمها بأنه قد يقذف الزوج من الجرائم ما يستحق عقوبة السجن الطويل فتقع زوجته في مثل ما وقعت فيه زوجة الغائب، والزوج الذي حكم عليه نهائيا بالسجن 3 سنوات فأكثر يساوي الغائب الذي طالت غيبته سنة فأكثر في تضرر زوجته من بعده، والمعيار في ذلك تضرر الزوجة من بعد الزوج عنها ولا دخل ليكون البعد باختياره أو قهرا عنه، بدليل نص القانون، لذلك رأت المحكمة تلبية طلب الزوجة الذي جاء مطابقا مترادفات للشرع والقانون.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
