اللبنانية نتاشا شوفاني: زمن العبودية لم ينتهي.. و"سفر برلك" و"دكة العبيد" أعمال ملحمية تخلد في الدراما العربية (حوار)

حوار مع الفنانة اللبنانية نتاشا شوفاني

الجمعة 24 مارس 2023 | 05:42 مساءً
اللبنانية نتاشا شوفاني
اللبنانية نتاشا شوفاني
كتب : أحمد فرحات

حالة من السعادة والنشاط الفني تمر بها الفنانة اللبنانية نتاشا شوفاني فبعد النجاح الكبير الذى حققته حلقات الموسم الأول من مسلسلها "دكة العبيد" ها هي تدخل المنافسة الرمضانية بمسلسلها "سفر برلك" والذين تفخر نتاشا بالمشاركة في أعمال ضخمة ملحمية مثلها، وستخلد في تاريخ الدراما العربية.

وخلال السطور التالية تحاور "بلدنا اليوم" الفنانة اللبنانية للكشف عن تفاصيل مسلسليها "دكة العبيد" و"سفر برلك" :

*ما هي العوامل التى دفعتك لقبول دور توجان في "دكة العبيد"؟ 

-ما دفعني لهذا الدور، شخصية توجان بحد ذاتها، وتطور شخصيتها، حيث تبدأ توجان بشخصية بريئة تثق في الحميع بسهولة، وضربة بعد ضربة تضع في داخلها ألم كبير، إلى أن يتم خطف شقيقتها الصغرى في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول، وفي الموسم الثاني، تصبح توجان شخصية مختلفة، تعبر عما بداخلها، قوية ومقاومة وتبدي انفعالها لأي شيء لا تتقبله.

اللبنانية نتاشا شوفانياللبنانية نتاشا شوفاني

 *كيف حضرت للدور؟

حضرت له من خلال بعض القراءات عن حياة فتاة قروية تعيش في جبال القوقاز في أوائل القرن العشرين، وذلك لأنني أريد من توجان أن تحصل على البراءة اللازمة للشخصية وأن أظهر افتقارها للمعلومات عن هذا العالم وأن تكون شخصيتها ساذجة تثق بسهولة وذلك بسبب عيشها في الغابة وثقتها بالطبيعة والأمان الذي تشعر به في وطنها. ولكن، تم دفعها إلى عالم مختلف تماماً لم تتوقعه في أعمق أحلامها حتى، كما أنها تثق بوالديها بشكل مطلق إلى أن بدأت تلاحظ واقع الأشياء كما هي، لذلك كان هذا الشي مهم جداً لأركز عليه.

 *لا بد أنه كان من الصعب العمل مع نفس الممثلتين لمعظم مشاهدك، كيف استعديت لهذا الأمر؟ وكيف انسجمتن بهذا الشكل الرائع وكم من الوقت استغرقتن لتصلن إلى هذا الانسجام؟

كان من المهم جداً بالنسبة إلي أن أوطد العلاقة مع الممثلات الأخريات، لم نكن نعرف بعضنا جيداً إلا أننا شعرنا بارتياح لبعضنا منذ البداية، فالترابط والانسجام الذي ترونه على الشاشة طبيعي ولم نكن بحاجة لادعائه، لقد وطدنا علاقتنا في خلال فترة عملنا في ظروف صعبة بسبب الليالي الطويلة التي قضيناها في التصوير والمواقع البعيدة، هذه الظروف خلقت لنا تجربة لن ننساها. 

 *كيف حضرت لتأدية الدور باللغة الإنكليزية وهل كان أمراً صعباً عليك؟ وكيف تعاملت مع اللغة؟

التكلم باللغة الإنجليزية أمر طبيعي بالنسبة إلي ولم تكن المرة الأولى التي أمثل فيها باللغة الإنجليزية، لأنه على الخط القوقازي أتى عدد كبير من الممثلين من بلاد عديدة مختلفة، لذلك كان علينا أن نوحد اللهجة باللغة الإنجليزية وهذا كان التحدي الذي واجهناه وأكثر ما عملنا عليه في المشروع. 

اللبنانية نتاشا شوفانياللبنانية نتاشا شوفاني

 *كيف كان العمل مع ممثلين عالميين ومن مختلف البلاد؟

كان من الرائع أن أكون جزءاً من هذا فريق، وكنت فخورة جداً بأن "إم بي سي" أتاحت للممثلين العالميين من الشرق إلى الغرب الاجتماع في الوسط وأن يصلوا إلى مكاننا في هذا العالم وأن يأخذوا أدواراً في برامجنا, ولا تنسوا أن هذا أكبر مشروع نفذته "إم بي سي" حتى الآن، إذ انضم ٢٢٠ ممثلا و١٧،٠٠٠ ممثل إضافي من ١٠ جنسيات مختلفة على الأقل وأكثر من ١٠٤ مواقع مختلفة, كما إن موضوع المشروع جعل الجميع يشعر بشغف تجاه العمل، فتشاركنا جميعاً المشاعر ذاتها تجاه قسوة العبودية، وكان من المثير للاهتمام بالنسبة إليهم أن يصوروا في لبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة، جميعهم قدر هذه التجربة ووطدنا علاقتنا من خلالها.

 *ما هو أصعب مشهد قمت بتأديته في هذا المشروع؟

كل مشهد من كل قصة كان مشهد صعب، أحيي طاقم العمل لمثابرتهم على العمل في هذه الظروف القاسية، أديت بعض المشاهد العاطفية الصعبة في الموسم الأول من المسلسل وفي الموسم الثاني القادم، ولكن هذه المشاهد كانت أيضاً شاقة جسدياً، إذ إننا تنقلنا من أماكن متجمدة ورطبة إلى أماكن حارة طوال المشروع، استمتعت بتطور شخصياتنا وبما أصوره في الوقت الحالي، كان هذا المشروع تحد أسعى له كممثلة وأنا فخورة أن أكون جزءاً منه.

 *أخبرينا عن عملك مع أم بي سي؟ فتم وصف هذا المشروع للجمهور على أنه مشروع عالمي، كيف ينافس هذا المشروع المشاريع العالمية الأخرى؟

إنه لمن دواعي سروري دائماً أن أعمل مع أم بي سي، فخورة أن أرى هذا الاستثمار في الإبداع والقصص المهمة والقضايا الاجتماعية لكي نقوم نحن بدورنا في استكشافها من خلال الفن، كما أنني فخورة لأرى أن صناعتنا تتوسع عالمياً، شهدت تطوراً كبيراً في هذه الصناعة من مشروع إلى مشروع وأنا واثقة من أنها عبّدت الطريق لمشاريع عالمية أخرى ستترك أثراً في المستقبل أيضاً.

 *ما هي أفكارك حول شخص وصل إلى مرحلة قرر فيها أن يبيع بناته؟

لأنني كبرت في حضن عائلة محبة تتعامل بمبادئ معينة، كان من الصعب أن أتقبل كيف يمكن لأب أن يفعل ذلك ببناته بدلاً من حمايتهن، ولكني أعلم أن هذا هو الواقع، لأن الحقيقة المُرة تقول بأن العبودية لازالت موجودة حتى يومنا هذا، وهناك آباء لا يزالون يبيعون أطفالهم من أجل حاجاتهم المادية الأساسية، وأكثر ما أقدره في هذا المسلسل أنه يقدم إحتمالات غير مريحة للطبيعة البشرية، بماذا يمكن أن تضحي من أجل إيمانك؟ ما هي أولوياتك كإنسان؟ إذا تم دفعك إلى ظروف قاسية، ماذا ستفعل؟ من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستلعب الشخصيات أدوارها في الموسم الثاني وأي طريق ستختار أن تسلك، لأنه حدث غير متوقع أبداً، كما أننا نعرف  أن الحرية هي أهم شيء في حياة الإنسان، ولكن هذه ليست الحقيقة، الأمان أهم من الحرية، وعندما نجد الأمان، يتحرر العقل من قلق البقاء على قيد الحياة ومن ثم ينتقل إلى فكرة الحرية، تنتمي مثل الحرية إلى أولئك الذين يمتلكون كل شيء، وإلى من لا يملكون شيئًا، والجميع بين ذاك وذاك يبحث عن أمل إيجاد الأمان.

 *هل ناتاشا في الحياة سلبية أم إيجابية؟ وكيف تتشابهين مع شخصية توجان؟ وما الذي يمكن أن نتوقعه في تطور الشخصية بالموسم الثاني؟

أنا واقعية، أحاول أن أكون إيجابية ولكني أيضًا لا أتجاهل السلبيات، لأن السلبية يمكن أن تكون أيضًا قوة وطريقة لحماية نفسك، وإذا لم يوازن المرء بين الاثنين بحكمة، سيعاني، كما أنه لم يكن لدي طريق توجان في الحياة، ولكن مثل أي طفل بريء كبرت إلى واقع عالم مخالف، أما الآن فتغيرت، أنا أشبه توجان بحديثها القليل والانطباع الذي تتركه بأنها حساسة، ولكن فيها قوة وصرامة أكثر مما تعرفه وأكثر مما يعتقده الناس عنها، أحب كيف ستُظهر ذلك في الموسم الثاني، حيث تتطور شخصيتها هي ولاريسا إلى أشخاص مختلفين، فأجد الكثير من الأشياء المشتركة معها في كيفية تعاملها مع المآسي، حيث أدركت أنها لا تملك رفاهية العيش في اكتئاب وعليها أن تواجه المشاكل بشكل مباشر من دون أن تفقد قلبها في هذه العملية، تجد لاريسا وتوجان قوة داخل نفسيهما لم تعرفا أنهما تمتلكهما.

*ننتقل إلى تجربتك مع مسلسل "سفر برلك" الذي يعرض حاليا في سباق رمضان.. كلمينا عنه؟

أنا سعيدة جداً بأن مسلسل "سفر برلك" يُعرض في شهر رمضان، إنه مشروع رائد يعكس فترة زمنية مهمة من التاريخ، وشخصيتي في هذا المسلسل تدعى هنا وهي ابنة بيك، واستمتعت بقراءة دور "هنا" لأنها من نوع الشخصيات التي أقدرها كثيراً، فهي متعلمة، تقضي معظم وقتها في المكتبة وهي شخصية قوية وذكية وتضع كل حدث يدور حولها موضع تساؤل حتى نوايا والدها، كبرت في حياة مريحة ولكنها ليست مدللة. هي شخصية لطيفة وتريد أن تفعل الصواب دائماً، فلذلك فخورة جداً به، وسيبقى هذا المشروع شهادة إبداع المخرج الشهير حاتم علي (رحمه اللّه) الذي وافته المنيّة قبل عشرة أيام من بدء التصوير.