بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الذهب يتماسك في البورصة العالمية بسبب هبوط الدولار

أسعار الذهب
أسعار الذهب
كتب : محمود حاحا

يتابع موقع "بلدنا اليوم" تغيرات أسعار الذهب على مدار اليوم بالأسواق العالمية والمحلية , حيث أظهر الذهب تماسك فى تداولاته خلال جلسة اليوم الأربعاء بالقرب من أعلى مستوى سجله فى أسبوعين، وذلك مع تراجع الدولار الأمريكى إلى أدنى مستوى جديد منذ 5 أشهر، الأمر الذى يدل على استمرار الدعم لأسعار الذهب فى الأسواق حتى أثناء ضعف أحجام التداول فى فترة العطلات.

تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون، عند المستوى 2063 دولار للأونصة وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2069 دولار للأونصة ليشهد تداولات ضعيفة منذ بداية جلسة اليوم.

و استطاع الذهب الارتفاع خلال جلسة أمس بنسبة 0.7% ليغلق فوق مستوى المقاومة 2065 دولار للأونصة الأمر الذى يساعده على تحقيق المزيد من المكاسب، ولكن ضعف أحجام التداول فى الأسواق المالية بسبب العطلات تعمل على تذبذب الأسعار حاليا، وأيضا فإن أحجام التداول ضعيفة للغاية وقد يظل السعر الفورى للذهب فى نطاق 2050 إلى 2070 دولار حتى نهاية الأسبوع الأخير من هذا العام.

ورصد تحليل جولد بيليون، غياب البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاديات العالمية هذا الأسبوع وهو ما يدفع السعر إلى التحرك بناء على قناعة الأسواق وعلى تأثير آخر بيانات صدرت عن الاقتصاد الأمريكى والتى كان لها تأثير إيجابى كبير على أسعار الذهب.

مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصى الذى يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالى الأمريكى، اظهر خلال شهر نوفمبر تراجع إلى 2.6% من القراءة السابقة 2.9% على المستوى السنوى، بينما أظهر المؤشر الجوهرى السنوى الذى يستثنى عوامل التذبذب تراجع إلى 3.2% من 3.4%.

تأتى يأتى هذا التراجع فى التضخم بعد إشارات حذرة من البنك الاحتياطى الفيدرالى خلال اجتماعه الأخير لعام 2023، لتعزز الآمال فى أن البنك الفيدرالى يمكن أن يبدأ فى خفض أسعار الفائدة بحلول مارس 2024.

تسبب هذا فى انخفاض كبير فى مستويات الدولار الأمريكى الذى سجل اليوم أدنى مستوى له منذ 5 أشهر بسبب تزايد التوقعات أن البنك الفيدرالى الأمريكى فى طريقه إلى خفض الفائدة بداية من مارس عام 2024.

احتمالات خفض الفائدة فى مارس فى الأسواق ارتفعت إلى أكثر من 75% بعد بيانات التضخم الأمريكية، وذلك على الرغم من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالى الذين حاولوا تهدئة رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال الأسبوع المنتهى.

ساعد هذا على ارتفاع أسعار الذهب الذى يرتبط بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكى، وأيضا منذ كون خفض الفائدة الأمريكية يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذى لا يقدم عائد لحائزيه.

هذا ويقترب الذهب من انهاء عام 2023 مسجلا ارتفاع يتخطى 10% هذا العام وهو أفضل أداء سنوى منذ عام 2020 بدعم من التطورات الجيوسياسية وإعلان الفيدرالى الأمريكى عن توقفه عن رفع أسعار الفائدة وتوقعاته بخفض الفائدة 75 نقطة أساس خلال عام 2024، وفق رصد تحليلى من جولد بيليون

أسعار الذهب فى مصر

تستقر أسعار الذهب فى مصر خلال جلسة اليوم بالقرب من أعلى مستويات فى تاريخها، وذلك فى ظل استمرار الأوضاع الحالية فى زيادة المخاوف لدى الأفراد من حدوث تعويم فى سعر الصرف وارتفاعات كبيرة أخرى فى الأسعار مما يدفعهم إلى زيادة الطلب على الدولار فى السوق الموازى والذى بدوره يرفع أسعار الذهب.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعا جلسة اليوم عند المستوى 3300 جنيه للجرام قبل أن يرتفع السعر إلى المستوى 3310 جنيه للجرام ويعود وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون ليتداول عند 3295 جنيه للجرام، وكان قد ارتفع خلال جلسة الأمس بمقدار 80 جنيه ليغلق عند المستوى 3300 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3220 جنيه للجرام.

خلال جلسة الأمس ارتفع الذهب وسجل أعلى مستوى جديد فى تاريخه عند 3330 جنيه للجرام، وذلك بالتزامن مع تسجيل الدولار فى السوق الموازى مستوى قياسى جديد، منذ كون الذهب المحلى يتم تسعيره بالدولار فى السوق الموازى.

الآن يتم تسعير الذهب بدولار تحوطى أعلى من سعر الدولار فى السوق الموازى، وهو أحد الأسباب وراء الطفرة الأخيرة فى الأسعار فى سوق الذهب.

من جهة أخرى نجد ان البنوك قامت بإلغاء التعامل بالنقد الأجنبى على بطاقات الائتمان الحديثة التى لم يمضى على إصدارها 6 أشهر بسبب سوء الاستخدام، وهو ما اعتبرته الأسواق ناتج عن نقص العملة الصعبة بشكل كبير لدى البنوك، لتكون النتيجة تزايد فى الطلب على الدولار فى السوق الموازى.

أيضا العقود الآجلة للدولار مقابل الجنيه المصرى ارتفعت لمستويات قياسية جديدة لتزيد معها من توقعات الأسواق بحدوث تعويم فى سعر الصرف الرسمى فى ظل استمرار توسع الفارق بين سعر الصرف الرسمى والسعر فى السوق الموازى.

كل هذا يأتى بالتزامن مع اقتراب استحقاق شهادات الـ 25% فى يناير القادم والتى ستضخ سيولة نقدية ضخمة فى الأسواق قد يتجه جزء كبير منها سواء إلى شراء الدولار من السوق الموازى أو إلى شراء الذهب وهو ما سينتج عنه المزيد من ارتفاع الأسعار خاصة مع عدم الإعلان حنى الآن عن شهادات بنكية جديدة لاستيعاب هذه السيولة النقدية، بالإضافة إلى تثبيت البنك المركزى لأسعار الفائدة والذى يعنى عدم نية البنك طرح شهادات بعائد أعلى من 25%.

بقاء الأوضاع الحالية دون تغيير بالإضافة إلى ضبابية المشهد بالنسبة لسعر الصرف وعدم صدور أى تصريحات تعمل على تهدئة الأوضاع ساعد على طفرة الأسعار الأخيرة التى نشهدها فى سوق الذهب.

تم نسخ الرابط