بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

حسن غزالي: السينما الواقعية مهمة للقيادة من منطلق دورها في فتح آفاق التنمية

حسن غزالي
حسن غزالي
كتب : وفاء الهواري

نظم مشروع بذور للتعليم الموازي فعاليات الاسبوع الثالث من المدرسة الوطنية لإعداد الكوادر خلال يناير الجاري، تحت عنوان "التذوق السينمائي" ضمن مسار الآداب والفنون ، وبدراسة حالة لمدرسة الواقعية في السينما الإيطالية، ومدرسة الواقعية في السينما المصرية، بمشاركة دكتورة إيمان عز الدين أستاذ الدراما والمسرح بكلية الآداب جامعة عين شمس، والباحث المتخصص في الفنون والنشر المسرحي وجيه فايز مدير مشروع لقطة لكاميرا الموبايل، والباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي عضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، ومؤسس المشروع، وبحضور نخبة من القيادات المجتمعية في إقليم جنوب الصعيد (أسوان، والأقصر، وقنا، والبحر الأحمر وسوهاج).

وفي مستهل حديثها ثمَّنت الدكتور إيمان عز الدين فكرة المشروع وأكدت اعتزازها بالكوادر الطبيعية من محافظات الصعيد، ودعمها المستمر لجهودهم التنموية في المجتمعات المحلية ولا سيما تلك المتعلقة بالتنمية الثقافية، لافتة أن هذا ما شجعها علي الاصرار بالمشاركة كمحاضر ضمن مسار الفنون والآداب ضمن فعاليات المدرسة الوطنية لإعداد الكوادر، حيث جاءت أولي محاضراتها تحت عنوان "التذوق السينمائي دراسة حالة: المدرسة الواقعية في السينما الايطالية" تناولت خلالها عدة محاور أبرزها مولد الواقعية وعوامل ظهورها، وأهم مخرجي مدرسة الواقعية في السينما الإيطالية، كما أشارت إلي أبرز الأعمال الفنية في مدرسة الواقعية الايطالية، وأوضحت خلال حديثها كيف تسهم السينما الواقعية في نقل صوت الشعب وقضايا الشارع بوضوح، واختارت فيلم سارق الدراجة للمخرج الايطالي فيتوريو دي سيكا، والذي تم انتاجه عام ١٩٤٨، نموذجاً للعرض والتطبيق والمناقشة.

وفي ذات السياق أثني الباحث وجيه فايز علي فكرة مسار الفنون والآداب وأكد علي دور الفنون الفاعل في شتي مجالات التنمية والتثقيف، ودارت الحلقة النقاشية حول التذوق السينمائي في مدرسة الواقعية في السينما المصرية وتناول خلالها عدة محاور أبرزها ملامح الواقعية الجديدة في مصر، وما تصنعه الواقعية الجديدة، بالاضافة إلي الحديث حول الفنون التي تهتم بقضايا الانسان حيث مناقشة الخاص بشكل عام، وتنحاز لمناقشة قضايا المجتمع، وخلال المحاضرة تم عرض عدد من المشاهد من فيلم مستر كاراتيه للمخرج محمد خان، والذي يدور حول حياة الشباب وأحلامهم والطبقة المهمشة وتناول النقاش حول الفيلم كيف أنه يحاكي الواقع آنذاك، ويعطي لمحة حول الأحوال والقضايا المجتمعية في زمان ومكان معين.

وفي سياق متصل جاءت فعاليات اليوم الثالث تحت عنوان "نقاشات حول الفن والمجتمع استناداً إلي تجارب واقعية" درات نقاشاتها حول تجارب المشاركين ورؤيتهم للفن ودوره في التغير، وأثره في ترسيخ قيم وتعزيز مفاهيم ومناصرة حقوق وتوثيق ووصف مجتمعات في حقب زمنية معينة، فضلا عن مشاركة نماذج شبابية نسائية بارزة في مشاركة تجاربهن حول دور الفن كمحور في تحسين حياتهن وكيف يستخدمن الفنون في مسارهن المهني من أجل تنمية مجتمعاتهن المحيطة، كان من بين هؤلاء القيادات النسائية، فؤادة عبد القوي عضو المجلس القومي للمرأة، ورئيس مجلس إدارة تنمية المرأة والمجتمع بالمراشدة، بمحافظة قنا، والكاتبة رندا ضياء منسق الورش الفنية لمهرجان أسوان لسينما المرأة.

ومن جانبه أشار حسن غزالي مؤسس مشروع بذور قائلاً "حرصنا علي أن يشاهد المشاركين أعمالا من سينما الواقعية قبل محاضرات هذا الاسبوع تفعيلا لأسس التعلم النقدي الذي يتبناه المشروع والذي يكون فيه المحاضر مسيراً للتعلم وليس مُلقن وبالفعل أثمر ذلك عن فهم عميق من قبَّل المشاركين" لافتاً إلي أن أهمية السينما الواقعية للقيادة تنبسق من دورها في فتح آفاق التنمية مؤكداً أن مسار الآداب والفنون تأتي واحدة من أهدافه هو ابراز كيف أن الفن هو ناتج ثقافة وتاريخ مجتمع ما، والعكس صحيح فثقافة المجتمع هي ناتج هذه الفنون ومرآتها، لافتاً أن علاقة تبادلية بين المجتمع والفنون كقيمة ثقافية تطرح علي العامة.

واختتم غزالي مشيراً إلي سعي مسار الفنون والآداب نحو تعزيز دور الفنان كمعلم وفاعل بمجتمعه من خلال استخدمه لفنه ومهاراته الإبداعية لما له من أثر في تعزيز الوعي الشعبي والجمعي والتعبير عن احتياجاته، إلي جانب بناء الشخصية الوطنية وتحسين أوضاع المجتمع، والتعبير عن قضايا والمساهمة بشكل جاد في إيجاد حلول لها، لافتاً إلي قدرته علي خلق فناً تشاركياً من خلال إزالة الحدود الفاصلة بين صناعة الأشياء والأداء والنشاط وتنظيم المجتمع والبيئة، مشيراً إلي أنه من هنا يُسهم الفن في تعزيز المسؤولية نحو المشاركة المجتمعية ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.

تم نسخ الرابط