بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

صحف دولية: المجاعة في غزة تكشف توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب

مجاعة غزة
مجاعة غزة

تفاقم الوضع الإنساني في غزة يضع إسرائيل أمام ضغوط دولية ومفترق طرق سياسي

سلطت وسائل إعلام، دولية الضوء على التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، وسط تحذيرات من اقتراب المجاعة، واعتراف إسرائيلي غير مباشر بتفاقم الأزمة، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأمريكية, وتبرز تغيرات في مواقف دول وأطراف سياسية عدة تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام ونصف.

مجاعة حقيقية

فقد رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بإدخال مساعدات إنسانية "بكميات محدودة" يُعد بمثابة أول إقرار رسمي من تل أبيب بتعرض قطاع غزة المحاصر لمجاعة حقيقية، رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها منظمات الإغاثة الدولية.

وأوضحت الصحيفة أن الخطوة تعكس تصاعد المخاوف الإسرائيلية من أن هذه المساعدات قد لا تكون كافية لتخفيف وطأة الجوع، لا سيما في ظل استمرار العمليات العسكرية التي تُفاقم معاناة سكان القطاع.

ضغوط من واشنطن

أما صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، فاعتبرت أن تغير سياسة إسرائيل حيال مسألة إدخال المساعدات الى غزة جاء نتيجة ضغوط أمريكية متزايدة، بدأت في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، وبلغت ذروتها بعد تداول مشاهد مؤلمة تُظهر انتشار الجوع في غزة على شاشات مختلف وسائل الإعلام.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن “نتنياهو” يعترف بأن استمرار العمليات العسكرية بات مشروطًا بالدعم الأمريكي، مشيرة إلى أن صور المجاعة التي تصدرت الإعلام الدولي دفعت واشنطن إلى مراجعة موقفها، ودفعت تل أبيب لتقديم تنازلات إنسانية.

معاناة ميدانية

من جهتها، ركزت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تغطيتها من داخل غزة على حجم المعاناة اليومية التي يعيشها السكان، ووصفت الوضع بأنه "تهديد مزدوج"، يجمع بين القصف الإسرائيلي المستمروالمتعمد للمدنيين ونقص حاد في المواد الغذائية يهدد حياة مليوني شخص.

ونقلت الصحيفة شهادات من أهالٍ في القطاع أعربوا فيها عن شكوكهم في جدية تل أبيب بشأن السماح بدخول المساعدات، مؤكدين أن مشاهد الدمار والجوع أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

مفترق سياسي حرج

وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن تل أبيب تقف أمام مفترق طرق حاسم: أحد المسارين يقود إلى تصعيد عسكري شامل قد يؤدي إلى التضحية بالرهائن، ويزيد من خطر المجاعة ويضع إسرائيل في عزلة دولية، بينما يؤدي المسار الآخر إلى اتفاق ينهي الحرب ويتيح إدخال المساعدات وعودة عملية السلام.

وأكدت الصحيفة أن المسار الثاني، إذا ما تم اعتماده، قد يفتح الباب لإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الرهائن، ويشكل فرصة لاستعادة التوازن في العلاقات الدولية لإسرائيل.

انعكاسات إقليمية

في سياق متصل، نشر موقع “ذا هيل” الأمريكي مقالًا أشار فيه إلى إعلان واشنطن رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، واعتبر أن هذه الخطوة تمثل لحظة فارقة يجب استغلالها لدعم دولة أنهكتها أزمات ممتدة، ولتفادي تكرار أخطاء الماضي في التعامل مع الملف السوري.

ورأى كاتب المقال أن الإدارة الأمريكية مطالبة بوضع خطة واضحة لتسريع رفع العقوبات، في ظل ما وصفه بمحاولات إسرائيلية لعرقلة أي تقارب دولي مع دمشق، ضمن محاولات أوسع للحفاظ على نفوذها في المنطقة.

تم نسخ الرابط