بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبير دولي لـ«بلدنا اليوم»: إذا أكلت فلسطين ستأكل الدول الأخرى

قمة بغداد
قمة بغداد

“في ظل ما أظهرته قمة بغداد من هشاشة للوحدة العربية، وتغافل عن الخطر الداهم للمخططات الصهيونية على المنطقة”.. قال الكاتب نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية، إنه بات من الضروري إعادة النظر في آلية العمل العربي المشترك، وفي كل مؤسسات الجامعة العربية وكل أجهزتها، ودعا إلى ضرورة التكاتف مع مصر لمواجهة الأطماع الإسرائيلية، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

وعن أسباب الغياب الواضح لقادة أغلب الدول العربية عن القمة العربية الرابعة والثلاثين، يضيف الكاتب نبيل نجم الدين في تصريحات لجريدة (بلدنا اليوم): “في الحقيقة يجب أن نبدأ بالإشارة إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة من الاتجاهات الفردية الأحادية التي تغلب على الاتجاه أو المسار الجماعي”. 

ويتابع: “هذه الظاهرة تعود إلى عدة أسباب، وهي: القيادات الشابة الجديدة، وعدم وجود استقرار كافي في بعض الدول العربية، والاحتراب العسكري، بالإضافة إلى المغامرات التي تحاك بهذه المنطقة منذ القدم”.

ربع قمة

ويتابع نجم الدين: "إذا عدنا إلى قمة بغداد الرابعة والثلاثين التي وصفتها بأنها "ربع قمة" لأن من حضر فيها لا يزيد عن ستة من الرؤساء العرب بالإضافة إلى رئيس الدولة المضيفة، وغياب أكثر من 15 زعيم أو رئيس أو قائد عربي، هذا الغياب أنا كتبت فيه مقالة تحليليا حاولت فيه أن أوجه الأسئلة إلى أولئك الذين تخلفوا عن المشاركة". 

ويستطرد: “لماذا هذا الغياب والأمة العربية تواجه حالة من المخاطر الغير مسبوقة؟ لماذا أشقائنا في فلسطين يفعل بهم ما لم يفعل بشعب من قبل؟، يعانون إجرامًا وإبادةً وانتهاكًا لكل الأعراف والقوانين الدولية وقوانين الحرب، ومع ذلك تجد أن هذه الأسباب وغيرها لم تدفع أو لم تقنع القادة الذين لم يشاركوا، إذًا القمة الرابعة والثلاثون تعبر عن فشل آلية القمم العربية، وأيضا تشير إلى فشل منظومة العمل الجماعي العربي”.

ويقول: “الخطر الداهم في المنطقة العربية لن يقتصر على فلسطين، بل: لبنان، سوريا، العراق، الخليج ثم الاتجاه غربا إلى النيل، فحلم العبرانيون أو اليهود الإسرائيليون أو الصهيونية أو الماسونية العالمية سميها ما شئت هي من النيل إلى الفرات، ومصر هي مركز هذه المنطقة، ومهما جرى ومهما كانت المعاناة الاقتصادية فإن قدر هذا أنها الدولة التي كتب عليها أن تكون الطرف الفاعل”.

ويواصل: “ما علينا إلا أن نتذكر حرب رمضان السادس من أكتوبر في عام 1973 التي استطاع فيها الجيش المصري العظيم أن يلقن إسرائيل وجيشها درسا لن ينسوه، ثم نأتي إلى البطل محمد أنور السادات الذي أصدر قرار الحرب الذي أدرك أنه لن يستطيع أن يحارب أمريكا لأنها بكل عدم احترام لدورها دعمت إسرائيل، وفتحت جسرا جويا مدت إسرائيل فيه بكل الأسلحة والدبابات والمقاتلات، ووضعت قمرا صناعيًا فوق خط القناه سمح للجيش الإسرائيلي المهزوم بفتح ثغرة الدفرسوار”. 

ويوضح: “على أي حال هذا تاريخ مكتوب وهذا ليس مكانه ولكن أستطيع القول أننا بمبادرة السلام استطعنا أن نستعيد سيناء بينما عارضها غيرنا واتهم السادات ومصر بالخيانة وضاعت الجولان وضمتها إسرائيل، ثم في الفترة الرئاسية الأولى لترامب صدق الرئيس الأمريكي ترامب على اعتبار القدس عاصمة فلسطين”.

الواجبات العربية تجاه القضية الفلسطينية

ويؤكد “نجم الدين” أن المنطقة العربية تواجه صهيونية ماسونية عالمية: “لذلك أعتقد أن على الدول العربية أن تتذكر الدرس، وهو أنه إذا أكلت فلسطين ستأكل الدول الأخرى، والمثل العربي يقول أكلت يوم أكل الثور البيض، ومصر تتبع استراتيجية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية أو غير عربية، فإذا كانت الدول العربية قد قررت أن تستثمر ما لا يقل عن 7 تريليون أو 8 تريليون من الدولارات في أمريكا وأن تقوم بعرض صفقات في السلاح وغيره هذا شأنها وهذه سيادتها ولها أن تقرر ما تريد”.

ويُكمل حديثه: “هنا أود أن أشير بوضوح شديدة إلى أن اتفاقية الدفاع العربي المشترك تفرض على كل دولة دعم دول المواجهة وهي مصر والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، وطبعا استغلال علاقات هذه الدول مع الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير رسالة بسيطة، مفادها أنه لن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة إلا بحل الدولتين، دولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية”.

ويواصل: “أود أن أحيي المملكة العربية السعودية التي أصدرت بيانًا بعد 36 ساعة من دعوة ترامب بالتهجير القسري، وقالت المملكة في بيانها الرسمي نرفض التهجير القسري وأكدت على ضرورة حل الدولتين، وأتمنى أن تقوم الدول العربية كلها بمراجعة سياساتها الخارجية وعلاقاتها مع الدول الإقليمية والدول الكبرى، واستغلال كل هذه العلاقات في صالح الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية والأمن والدفاع العربي المشترك”.

ويؤكد: “القضية بسيطة لك أن تفعل ما تريد فيما يخص أجندتك المحلية ولكن لا تنسى دورك وواجباتك العربية، فإذا كانت دولة ما ترى أن من مصلحتها الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية بتريليون أو أكثر من الدولارات هذا حقها السيادي، تفعل به ما تشاء ونحن نحترم هذا مئة بالمئة، لكن نتمنى على هذه الدول أن تتذكر أن هناك اثنين ونصف مليون شقيق وأخ يتضورون جوعا ويتم إطلاق النار عليهم بلا رحمة وبلا هوادة في أي وقت من الليل أو النهار”.

ويختتم حديثه: “في الحقيقة يجب أن يعاد النظر في آلية العمل العربي المشترك، لأنه لا يمكن أن ينظر العالم إلى هذه الأمه العظيمة في هذا الوضع، يجب إعادة النظر في كيفية اتخاذ القرارات الموحدة الجماعية، يجب أن يعاد النظر في القمم العربية، يجب أن يعاد النظر في كل مؤسسات الجامعة العربية وكل أجهزتها، في الحقيقة علينا أن ننظر إلى الاتحاد الأوروبي ونتخذه مثالًا، هذه الدول التي لا تتكلم لغه واحده، يتحدثون الإنجليزية والبرتغالية والإسبانية والإيطالية والفرنسية، ونحن نتكلم اللغة العربية بنسبة 90% أو أكثر، بينما هذا حالنا وهذا حالهم”.

تم نسخ الرابط