منتدى معلومات الوزراء يناقش إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

أقامت مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يوم الأربعاء 21 مايو 2025 الدورة الثانية من المنتدى الفكري تحت عنوان “إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي بين الحمائية التجارية والانفتاح الاقتصادي”، بهدف تحليل اتجاهات الاقتصاد الدولي واستكشاف انعكاساتها على الاقتصاد المصري. 

وشهد المنتدى حضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين بمقر المركز بالعاصمة الإدارية، حيث انطلقت الجلسة الأولى تحت عنوان “الحرب التجارية في ظل عالم متغير”، لإبراز تأثير الصراعات التجارية على الأسواق الناشئة وفرص مصر الاستراتيجية.

أدارت الجلسة الأولى الدكتورة نهلة السباعي، رئيس الإدارة المركزية لدعم القرار، مستعرضة تصاعد الحمائية التجارية وتاريخها، مع التركيز على السياسات الحمائية الأمريكية في إطار شعار “أمريكا أولاً” وآثارها على تدفق السلع العالمية. 

وأشارت إلى إمكانية استقطاب الاستثمارات الصينية إلى مصر باعتبارها منصة صناعية صاعدة تُمكن الشركات الصينية من تفادي الرسوم الأمريكية، لا سيما عبر موقعها الجغرافي واتفاقياتها التجارية الإقليمية.

وتضمنت الجلسة مشاركة الدكتورة يمن الحماقي (أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس)، التي تناولت الصراع التكنولوجي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين منذ الأزمة المالية 2008، وتأثير جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية في إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. 

وأكدت أن الموارد والإمكانات المصرية تمثل وقودًا لفرص الانفتاح على أسواق جديدة.

وفيما قدم الدكتور علي مسعود (مدير مكتب البعثة التعليمية بواشنطن) قراءة في التكتلات الاقتصادية العالمية ومستقبل تحالفاتها، لافتًا إلى دور مصر ضمن تجمع “بريكس” وأهميتها في القارة الإفريقية.

وشدد على ضرورة تعزيز التعاون العربي والإفريقي لتحقيق الاستقرار والسلام، ما يمهد الطريق للاستثمار والتبادل التجاري.

واختتمت الجلسة الأولى بمداخلة الدكتور أحمد السيد (أستاذ الاقتصاد والتمويل)، الذي تناول تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية وحالة عدم اليقين على الأسواق المالية العالمية، مقترحًا حزمة من التوصيات لتعميق البورصة المصرية عبر تسريع برنامج الطروحات وتطوير الإطار المؤسسي للبورصة.

وخلال الجلسة الثانية، التي أدارتها الدكتورة نهلة السباعي أيضًا، ناقش الخبراء تداعيات الحرب التجارية على الأسواق الناشئة، وقدم الدكتور مدحت نافع (خبير الاقتصاد الكلي) رؤية حول كيفية تعديل الصين لنموذجها التنموي، مما يسمح لها بالصعود إلى مصاف الدول المتقدمة. 

وركز على أهمية استراتيجية وطنية مصرية متكاملة لمواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية، تشمل الإصلاح الهيكلي والمؤسسي.

واختتمت الدكتورة عالية المهدي (أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة) بمداخلتها حول استثمار الطاقات المتجددة وقوة الاستهلاك الداخلي المصري للتوسع في الصادرات، بينما أبرز الدكتور نبيل نجم الدين (خبير العلاقات الدولية) أهمية السياسة الخارجية متعددة الأقطاب وسعي مصر لإعادة إحياء علاقاتها مع إفريقيا.

ويأتي هذا المنتدى في ظل مستجدات جيوسياسية واقتصادية عالمية مستمرة، حيث يمثل تقييم الإستراتيجيات النقدية والمالية وتطوير الاستثمارات الأجنبية عناصر محورية لتعزيز استدامة النمو الاقتصادي المصري وتأمين موقعه في خريطة الاقتصاد الدولي المتحوّل.