بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

محلل سياسي لــ«بلدنا اليوم»: زيارة بوتين إلى كورسك جاءت في توقيت حرج

الدكتور أحمد يونس
الدكتور أحمد يونس

 زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في توقيت بالغ الحساسية، مقاطعة كورسك الحدودية، مثيرا تساؤلات عن أبعاد زيارته السياسية والعسكرية. 
 

وبالرغم من الطابع التنموي الظاهر للزيارة، إلا أن دلالاتها العميقة تشير إلى تحولات محتملة في مشهد الحرب الأوكرانية واستعداد روسي لمرحلة جديدة من الصراع.
وفي حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، قال الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي من الضاحية الجنوبية في لبنان يوضح  إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة إلى مقاطعة كورسك الحدودية لم تكن مجرد نشاط بروتوكولي أو تنموي، بل تحمل دلالات إستراتيجية عميقة تتصل مباشرة بمسار الحرب الروسية الأوكرانية.

مخاوف من هجوم أوكراني مضاد
ولفت الدكتور يونس إلى أن التوقيت الحرج للزيارة يعكس قلق القيادة الروسية من تحضيرات أوكرانية محتملة لشن هجوم مضاد، خاصة مع تحسن الطقس واقتراب فصل الصيف، وهي الفترة التي غالباً ما تستغلها كييف لتحريك جبهاتها.

وأشار إلى أن تأكيد بوتين على أن الوضع في كورسك ما زال صعبًا رغم تحريرها يعكس تخوفًا مبررًا من تجدد العمليات القتالية، لا سيما في ظل المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام الغربية عن حشود وتحركات على الجبهة الأوكرانية.

رسائل موجهة إلى الداخل والخارج
وأوضح الدكتور يونس أن إشادة بوتين بـتحرير كورسك جاءت بمثابة رسالة مزدوجة، موجهة للداخل الروسي لرفع المعنويات والتأكيد على نجاح العمليات العسكرية، وللخارج الغربي بأن موسكو لا تزال تمسك بزمام المبادرة وتفرض استقرارًا نسبيًا في المناطق الحدودية رغم العقوبات المتصاعدة.

ونوه إلى أن تصريحات بوتين بشأن تدمير النُصب التذكارية من قبل القوات الأوكرانية تعبر عن سعي روسي لترسيخ سردية الحرب باعتبارها مواجهة حضارية ضد ما تصفه موسكو بـالنازية الجديدة.

تحصينات ميدانية واستعدادات اقتصادية

وأكد يونس أن دعوة بوتين إلى تعزيز فرق إزالة الألغام وتخصيص مساعدات مالية إضافية تشير إلى أن الكرملين لا ينظر إلى كورسك كمقاطعة مستقرة تمامًا، بل كموقع مرشح دائما للتوتر والانفجار.

 كما أشار إلى أن اقتراح إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في كورسك ليس مجرد خطة تنموية بل جزء من استراتيجية إعادة تأهيل المناطق المتأثرة بالحرب، وتعميق ربطها بالمركز الروسي اقتصاديًا وسياسيا.

رسائل حرب بغطاء تنموي
وشدد الدكتور يونس على أن هذه الزيارة، بالرغم من غلافها الإنساني، تشكّل تمهيدًا نفسياً وميدانياً لمرحلة جديدة من التصعيد، سواء أكان ذلك عبر توسيع العمليات الروسية أو التصدي لهجوم أوكراني مرتقب.

وقال إن بوتين أراد من هذه الزيارة إيصال رسالة إلى حلفائه وخصومه مفادها أن روسيا تملك قدرة السيطرة وإعادة الإعمار، حتى في المناطق المشتعلة.


وأوضح يونس أن الزيارة لم تكن مجرد تفقد لمحطة طاقة أو لقاء مع متطوعين، بل خطوة مدروسة تحمل إشارات واضحة إلى أن خطوط المواجهة قابلة للإشتعال مجددا.

وقال إن الأيام المقبلة قد تكشف عن تحوّلات مفصلية في خارطة الميدان، مشيرا إلى أن المنطقة لا تزال في قلب عاصفة جيوسياسية مفتوحة على كل الاحتمالات.

تم نسخ الرابط