روسيا ترفض عرض الفاتيكان لاستضافة محادثات بشأن أوكرانيا

رفضت روسيا عرض الفاتيكان باستضافة محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الرغم من الدعم الدولي للفكرة.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الاحتمال، على الرغم من الدعم العالمي للفاتيكان كمكان محايد للسلام.
وكان وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين قد عرض "أن يجعل الفاتيكان في نهاية المطاف.. متاحًا لاجتماع مباشر" بين أوكرانيا وروسيا.
حيث انتهت المحادثات بين هاتين الدولتين في إسطنبول في 16 مايو بعد ساعتين فقط، دون تحقيق سوى نتيجة ضئيلة باستثناء تبادل الأسرى.
وأيدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الخطوة، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الفاتيكان قد يكون مقرًا لاجتماع محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا قبل لقائه في 17 مايو/أيار بالكاردينال ماتيو زوبي
ويشغل الكاردينال زوبي، رئيس أساقفة بولونيا الإيطالية، منصب المبعوث البابوي للسلام بين أوكرانيا وروسيا منذ عام 2023.
وقال روبيو للصحفيين في السفارة الأميركية في روما: "أعتقد أن هذا مكان يشعر كلا الجانبين بالراحة تجاهه".
من ناحيته، قال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، الذي عقد اجتماعًا خاصًا مع البابا ليون الرابع عشر عقب قداس تنصيبه في ساحة القديس بطرس في 18 مايو، في محادثاته مع ترامب في 19 مايو: "إنه أكد أن أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا بأي شكل من الأشكال يحقق نتائج تركيا والفاتيكان وسويسرا.. نحن ندرس جميع الأماكن الممكنة".
لا محادثات في الفاتيكان
لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نفى هذا الاحتمال، قائلا: إن بلاده ليس لديها خطط بشأن موعد أو مكان انعقاد الاجتماع المقبل بين البلدين.
أدلى لافروف بهذه التصريحات، خلال حديثه في مؤتمر عقد في 23 مايو أيار في موسكو، تحت عنوان: "الأراضي التاريخية في جنوب روسيا: الهوية الوطنية وتقرير المصير للشعوب"، ووصف الجهود المبذولة لتنسيق المحادثات في الفاتيكان بأنها "غير واقعية".
وقال “لافروف”، نقلاً عن صحيفة "أوكرينسكا برافدا" الروسية، التي نقلت عن قناة "آر بي سي": "تخيلوا الفاتيكان ساحةً للمفاوضات، إنه أمرٌ مبتذلٌ بعض الشيء".
وأشار إلى الدين كأحد العوائق، قائلاً: إن الاجتماع بين روسيا وأوكرانيا الدولتين الأرثوذكسيتين، على منصة كاثوليكية سيكون غير مريح إلى حد ما بالنسبة للفاتيكان.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف لوسائل الإعلام يوم 22 مايو، أنه لا توجد اتفاقيات لعقد محادثات في الفاتيكان.
يُعرّف معظم المسيحيين في أوكرانيا أنفسهم بأنهم أرثوذكسيون، يليهم اليونانيون الأوكرانيون والرومان الكاثوليك. كما يضم المجتمع الأوكراني التعددي دينيًا جاليات يهودية وإسلامية وبروتستانتية تاريخية.
يُعرّف حوالي 71% من الروس أنفسهم بأنهم أرثوذكسيون، بينما لا يُعلن 15% عن أي دين، ويُعرّف 5% أنفسهم بأنهم مسلمون. أما الديانات الأخرى، بما فيها الكاثوليكية، فتُمثل كل منها 1% أو أقل من إجمالي السكان المتبقين.
كان البطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل، مؤيدًا متحمسًا لحرب روسيا على أوكرانيا، التي بدأت في عام 2022 والهجمات المستمرة التي بدأت في عام 2014.
وفي عظته في سبتمبر 2022، قال البطريرك إن أي جندي روسي يموت في أوكرانيا يقدم ذبيحة "تغسل كل الخطايا التي ارتكبها الإنسان".
وقال سيرجي ماركوف، المستشار السياسي المقرب من الكرملين، لوكالة بلومبرج إن المخاوف الأمنية تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من السفر إلى الفاتيكان، الذي يقع داخل دولة إيطاليا العضو في حلف شمال الأطلسي.
يُعدّ بوتين موضوع إحدى ست مذكرات اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قِبل مسؤولين روس في أوكرانيا.
وبصفتها دولة موقعة على نظام روما الأساسي، الذي أُنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، فإن إيطاليا ملزمة مبدئيًا باعتقال بوتين إذا دخل البلاد.
وقالت وكالة بلومبرج للأنباء نقلا عن مسؤولين أوروبيين: لم تسمهم إن المناقشات تجري رغم ذلك لإيجاد دور للفاتيكان في المحادثات بين أوكرانيا وروسيا.